رياض الأطفال التابعة لهيئة المرأة .. المناهج المتبعة وانعكاس الإمكانيات المادية على واقع الحال فيها

 تقريـــر: فنــصة تمّــو

جهدت هيئة المرأة التابعة للإدارة الذاتية منذ ما يقرب العامين على افتتاح العديد من روضات الأطفال, موزعة في عددها على بعض مدن مقاطعة الجزيرة دون أخرى معللة ذلك بضعف إمكانياتها المادية. وللوقوف عن قرب على واقع هذه الروضات كانت لـ صحيفة “Bûyerpress ” هذه الجولة الميدانية على القائمة منها في مدينة قامشلو, وهي عبارة عن ثلاث روضات تجتمع تحت اسم واحد هو “عالم الطفولة”.   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محطتنا الأولى كانت عند روضة عالم الطفولة في حي الهلالية  وهي  بناء إسمنتي مؤلف من ثلاث غرف ذو مساحة جيدة نوعاً ما وملحقة بفناء صغير مفروش بحجر إسفلتي خشن, وأول ما شد الانتباه هو عدم صلاحيته للعب أطفال صغار يبلغون من العمر 3-4 أعوام, إضافة إلى عدم وجود غرفة مخصصة لألعاب الأطفال التي كانت مكومة في سلة كبيرة قابعة في إحدى غرف التدريس, كما لم يكن البناء مزوّداً بما يكفي من مقاعد الجلوس المناسبة لحجم الأطفال.

 

 

 

 

 

 

 

 

في هذا السياق أوضحت أمل كورية نائب رئيس هيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة:

أردنا بافتتاح هذه الروضات تهيئة الأطفال على دخول المدرسة إضافة إلى إيجاد متنفس يتوفر فيه الجانب الترفيهي , علّنا نسهم في التخفيف من بعض مما خلفته الظروف التي تمر بها البلاد على نفسية أطفالنا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كورية تابعت: بالنسبة لجميع الكادر التدريسي فهو أكاديمي ومتخصص, وفيما يتعلق بالوسائل حاولنا قدر المستطاع تأمينها بشكل يتناسب وإمكاناتنا ولكن بالنسبة للبناء فهو قريب إلى المبنى الواجب أن تكون عليه الروضة, ونحن نعاني من هذا الموضوع لما نواجه من صعوبات ليكون ضعف إمكانياتنا المادية وعدم توفر المكان المناسب أهم الأسباب التي تقف وراء هذه الصعوبات.

ماذا عن المنهاج المتبع في رياض عالم الطفولة:

روبين إبراهيم ” مدرّسة”:  كان من المقرر أن ندرس المنهاج الكردي فقط ولكن أدرج المنهاج العربي نزولاً عند رغبة الأهالي , على خلاف السنة الفائتة حيث كان هناك المنهاج العربي والكردي والأجنبي” الانكليزي”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في حين أوضحت بروين محمود” مدرّسة”: يبدأ الدوام في الروضة من الساعة 8 وينتهي في 12 ندرس فيها المنهاج الكردي بعدد ساعات يفوق المنهاج العربي, وكراس المنهاج الكردي جيد من حيث المضمون ولكن نوعية الورق غير ملائمة للكتابة والرسم عليه من قبل الأطفال.

وأكدت من جانبها ندى جمال المسؤول عن مكتب رعاية الطفولة” هيئة المرأة“: كان لدينا بعض الملاحظات على كراس المنهاج الكردي الذي زودت بها الروضات من قبل هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة, حيث لم يراعى في مضمونه الفرز في الأعمار فهو موجه إلى عمر واحد وهو عمر الخمس سنوات, وكذلك بالنسبة لنوعية الورق فالطفل يواجه صعوبة في الكتابة والتلوين على ورق الكراس, ونحن بدورنا حاولنا مناقشة هذه الملاحظات مع هيئة التربية والتعليم  وقالت بأنها سوف تراعي ما تم ذكره في السنة المقبلة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

روضة عالم الطفولة في الحي الغربي لم تكن بأفضل من سابقتها من حيث البناء.. عبارة عن بناء طيني قديم مؤلف من غرفتين صغيرتين مخصصة للتدريس لتكون الثالثة للألعاب وفناء مناسب نوعاً ما يشرف على إدارتها مدرستان.

ياسمين عثمان إحداهن تقول في عدد الطلاب الذين لاحظنا عليهم القلة رغم وقوع الروضة في حي سكني ذو كثافة سكانية جيدة: الروضة عبارة عن  صفين كان هناك 20 طفلا قبل شهرين واليوم قلّ عدد الصف الواحد إلى 10 أطفال بسبب تخوف الأهالي مما يحدث اليوم في مدينة نصيبين  مما دفع الأهالي إلى الانتقال من الحي إلى حي آخر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فيما تعلل بدرية علي “مدرسة” تراجع عدد الأطفال الذين يرتادون الروضة لعدم توفر سيارة لنقلهم وذلك لكلفته المرتفعة مقارنة مع إمكانيات الأهالي ومقارنة مع مبلغ الاشتراك الذي لا يتعدى الألف ليرة سورية.

محطتنا الأخيرة كانت في روضة عالم الطفولة في حي الأشورية والتي تتمتع ببناء مناسب مقارنة بالأخريات, وصادف زيارتنا لها قدوم بعض الأهالي لمرافقة أطفالهم إلى المنزل لتكون لنا وقفة عند بعض آرائهم وملاحظاتهم:

إنجيلا مرعي: ابنتي أتمت عامها الخامس, ونحن سعداء بما تتعلمه في الروضة وليس لدينا أي ملاحظات سوى أنه هناك بطئ بالنسبة في إعطاء المنهاج, فابنتي كانت تتلقى تعلم الأحرف الكردية ولكن منذ فترة نلاحظ أنهم توقفوا عن إعطاءه للأطفال وكذلك ليس هناك مادة اللغة الانكليزية في المنهاج حبذا لو يتم ادراجه.

علياء أنيس والدة  الطفلة سيدرا: ابنتي عمرها خمس سنوات وقد استفادت من دخولها لروضة عالم الطفولة وأتمنى أن تتعلم اللغة الانكليزية وهي قد تمكنت من العربية بشكل جيد, وبالنسبة للاشتراك  فهو مناسب جداً ولكن في حال عدم إدراج اللغة الانكليزية سأقوم بتعليمها بنفسي .

علي إدريس: قدمت لمرافقة ابني عبد الحميد البالغ من العمر 4 سنوات  إلى البيت فقد انتهى دوامه في الروضة وهو يرتاد روضة عالم الطفولة منذ قرابة عام ونصف وقد تطورت لديه ملكة الإدراك بشكل جيد.

موقف هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الجزيرة من رغبة الأهالي في إدراج مناهج أخرى:

سميرة حاج علي – نائب رئيس هيئة التربية:  أقررنا نحن كهيئة التربية والتعليم  تدريس المنهاج الكردي فقط دون المنهاج العربي والأجنبي بدءاً من مرحلة الروضة والى الصف الثالث, بالطبع جاء هذا القرار بعد مناقشات المختصين في هذا الشأن كما عقدت عدة اجتماعات ومؤتمر عام تمخض عنه قرارنا هذا, ولكنه لم يطبق على الوجه المطلوب كما هو الحال في هيئة المرأة فقد كان هناك تقصير من جانبهم بتطبيق القرار وجعله في المجال العملي وذلك ببقاء المنهاج العربي والانكليزي حيناً آ خر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وفيما يتعلق بكراس المنهاج الكردي أكدت حاج علي أن الكراس صمم حسب إمكانياتنا وبشكل يتناسب مع عمر الطفل وهو من 3-4 سنوات ولا يحتاج الطفل في هذا العمر إلى ذاك المنهاج الضخم, وستراعى الملاحظات التي قيلت في الكراس من حيث الورق لإمكانيات الكتابة والتلوين عليه وكذلك رغبة بعض الأهالي في إدراج المنهاج الأجنبي وجميع الملاحظات والآراء ستناقش في المؤتمر, وسيراعى في القرارات الرأي العام والمختصين والمعنيين, وإذا ما أجمعوا على إدراج ما ذهبنا إلى ذكره في البداية سوف يكون ذلك بالتأكيد.

خلال جولتنا الميدانية لواقع رياض الأطفال ” عالم الطفولة” التي استحدثتها هيئة المرأة, لم يغفل عنا أهمية هذه المرحلة بالنسبة للطفل وأهمية دور الروضة كونها مؤسسة تربوية تنموية, لنخلص في النهاية إلى أن الهيئة تـُشكر على هكذا مشاريع, ولكنها لازالت بحاجة إلى المزيد من الاهتمام ولاسيما البناء, فمجملها تفتقر إلى الشروط الواجب توفرها في رياض الأطفال لأن هكذا مشاريع بحاجة لرصد ميزانية مادية جيدة لها, لإمكان تحقيق مطالب نمو الطفل وإشباع حاجاته وتوفير الرعاية الممكنة له.