واقع الصحافة الكردية في سوريا .. معوقات وآمال

 

منذ صدور صحيفة” كوردستان” قبل مائة وثمانية عشر عاماً شهدت الصحافة الكردية محطات كثيرة، ومنعطفات أكثر، ولكن بما أن الصحافة تتطلب رعاية كبرى واهتماماً أكبر، وهذا ربما لا يتحقق بجهود فردية بل يحتاج مؤسسات متخصصة بميزانيات مفتوحة، كما أن انتعاش الصحافة يحدث حين تكون ثمة مقومات دولة، ونظام حكم، ومؤسسات اقتصادية، وبرلمان وحكومة، تكون الصحافة وقتها عين الناس على هذه المؤسسات،  تراقب كل الأوضاع عن كثب، وتنقل الحقيقة كلها غير منقوصة، وبما أن كل هذه المقومات لم تكن متوفرة إلا في فترة التسعينيات بكردستان العراق، فمن الطبيعي أن يكون صوت الصحافة خافتاً، أو حتى غير مسموع يقول رئيس تحرير صحيفة كردية.

 

 

 

 

 

الصحافة الكردية حضور آلَ إلى تراجع

يكاد يجمع صحفيو روجآفاي كردستان في الداخل والخارج أن الصحافة الكردية في سوريا على الرغم من أنها تعيش في الربع الأول من القرن الثاني من عمرها وعلى الرغم من نشوؤها قبل صحافة كثير من دول المنطقة إلا أنها لازالت في مرحلة “الحبو” والملفت في المسألة أنه حينما بدأت كان لها بريق غير هذا وكان لها طعم ونكهة أخرى فبعد أن عاشت عصرها الذهبي بدأت بالتراجع رويداً رويداً خاصة حينما أنشأت الأحزاب السياسية وبدأت تصدر نشراتها التي كانت تشبه أي شيء آخر ـ في كثير من مراحلها ـ عدا الصحافة، يقول رئيس تحرير صحيفة كردستان الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ سوريا “عمر كوجري”: “الصحافة الكردية في كردستان سوريا عاشت فترة انتعاش مؤقتة لكنها ولظروف موضوعية ومادية تراجعت وانحصرت داخل ” نشرات الأحزاب” السيئة في شكلها ومضمونها وحتى طريقة وصول رسالتها”.

 

 

لكنه يعود ليشرح الحالة الأمنية الصعبة التي كانت تلك النشرات تصدر فيها فيقول: “نعم قام البعض منا بالمجازفة بالروح وسط إرهاب أمني فظيع، وتم طباعة بعض المجلات “غير المرخصة” باللغة الكردية والعربية، ولكن في الغالب الذي كان يديرها لم يكن مؤهلاً للعمل الصحافي والمهنية، فكانت متون هذي المنابر ضعيفة في الغالب، وعلى الرغم من ذلك فإن هؤلاء الصحافيون يستحقون التقدير الكبير لأنهم عملوا في ظروف بالغة الصعوبة”.

أيضاً وقريباً من هذه الرؤية تأكد أفين شيخموس ـ تعمل (مذيعة) في راديو “أرتا” المحلية والتي تعرض مركز بثها إلى الحرق مؤخراً في مدينة عاموداـ أنه: “كانت البداية التي انطلقت بها الصحافة الكردية السورية بداية قوية وتمكنت من خوض غمارها في زمن قياسي على الرغم من قلة الإمكانات لدى مؤسسيها وبعدها بدأت مرحلة التراجع إلى وقتنا الحاضر فقد ظهرت الكثير من المجلات والصحف أبلت بلاءً حسناً إلا أنها سرعان ما خبت وذهب بريقها مع الريح”.

السياسة تفسد الصحافة

لا جرم أن للصحافة تأثير قوي في إدارة الرأي العام في المجتمعات والتغيير في مساره وطريقة تناوله للمسائل ذات الاهتمام والشأن بحكمها “السلطة الرابعة” التي تراقب السياسة وتسلط الضوء على ما ينتج عنها من قرارات وأمور تتحكم في مصير الشعب سلباً كان أو إيجاباً لذا من الطبيعي أن تحاول الدولة والأحزاب الموجودة فيها التقرب أو التدخل بأي طريقة لكسب الإعلام إلى جانبها وهذه الحالة موجودة في كل دول العالم مع التفاوت بينها من حيث التدخل المباشر في الشأن الإعلامي وتسييره حسب رغبتها أو ترك هامش من الحرية في الطرح وتناول المواضيع التي تتداولها الصحافة.

ويبدوا أن الصحافة الكردية في سوريا تعاني تدخلاً مباشراً من قبل الأحزاب السياسية لا لشيء وإنما لأنها المنابع الرئيسية لتمويل الإعلام.

دارا بركات مدير إذاعة “دنكي بيشفرو” ومراسل قناة كردسات نيوز يشير إلى المسألة فيقول: “الصحافة الكردية كانت ولا تزال تعاني من مشكلة التخندق خلف الشعارات الحزبية الضيقة، وحتى الآن بالمعنى الحقيقي لا توجد صحافة مستقلة جميعها مرتبطة بأجندات حزبية”.

وتؤكد أفين شيخموس سيطرة الأحزاب السياسية على الصحافة الكردية بقولها: ” إن عدم تقدم الإعلام الكردي يعود لأسباب أراها جوهرية كـ (هيمنة السلطات الحاكمة وسيطرت بعض الأحزاب السياسية الكردية على الإعلام لأن الداعم المادي الأساسي لكثير من المؤسسات هي نفسها الأحزاب السياسية”.

بينما ترى الصحافية برخودان بلو أنه: “لا نستطيع القول بأنًّ كل ما يصدر في الصحافة الكردية مرتبط بخلفية حزبية أو جهة أخرى”.

لكن في نظرتها حول الحل تعود لتوافق ما طرحته الآراء السابقة بصورة غير مباشرة وهو أن: “الخطوة الأهم هي بالتخلص من  الرؤية الحزبية المسيطرة على غالبية الوسائل الإعلامية وموادها في غرب كردستان”.

كذلك الحال فإن الصحافي سردار ملا درويش يتفق في رؤيته لمسألة سيطرة الأحزاب بوصفها مشكلة حقيقة تعاني منها الصحافة الكردية وأن واقعها لا يختلف عن واقع الصحافة السورية عامة: “لا يختلف وضع الصحافة الكردية عن واقع الصحافة المحلية في سوريا، المعضلة الأهم في واقع الصحافة الكردية هي سيطرة الأحزاب السياسية بفكرها على غالبية المؤسسات الإعلامية وعدم القدرة على إنشاء مؤسسات لن نقول مستقلة بشكل كامل لأنه لا يوجد إعلام مستقل لكن لنقُل أن تكون مهنية وموضوعية لتتمكن من إيصال الصورة الحقيقية للناس”.

مقارنة لا بد منها

يسلط أوميد عبدالكريم الإبراهيم ـ عمل لعشر سنوات في صحف ومجلات عربية في كل من الإمارات والسعودية و يعمل الآن في شبكة رووداو الإعلامية ـ الضوء على هذا الأمر فيقول: ” في الوقت الراهن لا يمكن عقد مقارنةٍ بين الإعلام الكردي الذي لا يزال في مرحلة الحَبو، وبين الإعلام العربي الذي قطع أشواطاً طويلةً في العمل منذ استقلال البلدان العربية”.

ويضيف قائلاً: “إذا كان الإعلام العربي يفتقر لحرية التعبير كغيره، فهو على الأقل يعمل لصالح الدولة العربية التي ينتمي إليها، بغض النظر عن أي شيء آخر، في حين لا تتعدى وسائل الإعلام الكردية كونها نشرات حزبية ناطقة بأسماء الجهات التي تصدر عنها، وإلى جانب انعدام المهنية وحرية التعبير فيها، فهي تعمل داخل القوقعة الحزبية الضيقة، على حساب المصلحة الوطنية العليا”.

ويرى دليل سليمان مراسل الوكالة الفرنسية في مدينة القامشلي أن الصحف الأجنبية من ناحية التحرير تستخدم  مصطلحات تناسب سياستها وتحاول استخدامها حسب الدول التي تدعم هذه المؤسسة الإعلامية لكنها تتعامل بذكاء في هذا الخصوص أما الصحف الكردية فتعاني الضعف من جهة التحرير ويتم استخدام المصطلحات بطريقة لا تنم عن الذكاء وتقع في مطبات تحريرية غير مناسبة.

ويذهب سردار ملا درويش في تفصيل هذه المقارنة قائلاً: ” بالنسبة للسياسات التحريرية فإن الصحافة الكردية تقع في نفس الخطأ الذي تقع فيه الصحافة السورية عموماً من حيث عدم وجود رؤية واضحة وكذلك عدم استخدام بنية صحفية للقوالب الصحافية والأهداف الصحافية فلا نستطيع جراء ذلك من التمييز بين التقرير الصحافي أو التحقيق الصحافي أو الخبر الصحافي والقصص الاخبارية، فأغلب الأخبار تكون منقولة من (نفس الحدث وضخامة الحدث وشكله)”. ويمضي ملا درويش قائلاً أنه: “لا يوجد هناك خلق واقع صحفي من صلب المجتمع فالصحافي يرى الحدث ويخلق منه خبر وقصة يمكن أن تكون مؤثرة، لذلك ومع الأسف فإن السياسة التحريرية تفتقد لأهم المعايير التي تكون متضمنة للخبر أو الخبر العاجل من ثم إعداد الخبر من ثم إعداد التقرير من ثم إعداد التحقيق فالسياسة التحريرية تبدأ دائماً بالأقل أهمية ولا يكون هناك ترتيب بالمقدمة وبالموضوع والخاتمة وحتى بالعناوين”.

ويرى أوميد الإبراهيم أنه: “ثَمّة قواسم مشتركة بين وسائل الإعلام في بلدان العالم الثالث عموماً، بغض النظر عن اللغة التي تنطق بها، حيث البيئة الإعلامية والسياسية المنهكة، وغيابُ قوانين واضحة المعالم للمطبوعات، فضلاً عن تبعية كل وسيلة إعلام لسطوة الجهة الممولة أو الداعمة لها، والتي تتدخل في سياستها التحريرية لدرجة تصل أحياناً إلى حدِّ تشويه الحقائق، لكي لا تخسر كلّ وسيلة مصدر تمويلها، وبالتالي ديمومتها واستمرارها”.

منعطف آخر في مرحلة الثورة

يقول وائل ملا ـ صحفي مقيم في الخارج ـ أنه: ” في المرحلة التي أعقبت الثورة، أثرت التغييرات الكبيرة التي حصلت  بشكل فوري ومباشر في الصحافة السورية عموماً و الصحافة الكردية بشكل خاص، ورغم الانتشار والتنوع الذي بات ملفتاً للنظر في المدن والبلدات الكردية من حيث عدد الوسائل الإعلامية واختلاف توجهاتها إلا إنها لم تصل إلى المستوى الذي يرضي “الحيادية الصحافية”.

ويوضح عمر كوجري هذه المرحلة بالقول: ” بعد حدوث “القيامة السورية” العام 2011، حدثت تحولات كثيرة في الإعلام الكردي في كوردستان سوريا، ولأول مرة افتتحت استديوهات الراديو، ونشرت بعض الصحف والمجلات، بعدما ارتخت القبضة الأمنية قليلاً عن البلد، لكن بالنهاية الصحافيون هناك لا يتحركون بيسر وسهولة، وتعرض العديد منهم للضرب والتعنيف النفسي والجسدي”.

في حين ترى الصحافية سولين محمد أمين أن: “الصحافة الكردية تقدمت بفعل هامش الحرية الذي منح لها مع بداية الثورة السورية فالآن الوضع يختلف عن السنوات السابقة  فهناك إمكانية وجود وسائل إعلامية في منطقتنا وأيضاً هناك إمكانية أن يمتهن أي شخص لديه ميول أو محبة لهذه المهنة فهو يستطيع أن يعمل إلا إننا لا نستطيع القول بوصولنا إلى القمة وحتى نبلغ القمة يلزمنا الكثير من الجهد والعمل”.

أما أوميد الإبراهيم فيرى: “أن انتشار وسائل الإعلام بكثرة وبشكل مفاجئ، وقلة الكوادر الإعلامية المهيأة أكاديمياً لخوض غمار المهنة، دفعت وسائل الإعلام الكردية إلى الاستعانة بكل من يحمل “قلماً أو كاميرا”، الأمر الذي أثر سلباً على جودة ومهنية المنتج الإعلامي الكردي، وما يزيد الطين بلّة هو أن السواد الأعظم من الكرد هم متلقون سلبيون، حيث لا يزال المتلقي الكردي في طور الاستجابة لصيحة أول “ناعي”.

وتؤكد برخودان بلو: “أن الصحافة الكردية لعبت دوراً هاماً في مرحلة بدايات الثورة السورية وكانت تعبِّر عن صوت الشارع الكردي رغم افتقادها لأساسيات العمل الصحافي حينذاك”.

مضيفةً أنه: “بعد توفر الأرضية المناسبة “نوعاً ما” إضافة لمصادر الدعم والتمويل، ظهر تأثير الأحزاب السياسية عليها، وأثرت في حياديتها و موضوعيتها في تناول المسائل بصورة كبيرة، فتوجهت كل وسيلة إعلامية إلى الدفاع عن الجهة التي تدعمها أو تمثلها”.

وينتقد سردار ملا درويش هذه المرحلة قائلاً: ” للأسف في السنوات الخمس الأخيرة العمل الصحافي اعتبره البعض مصدراً للكسب لتأمين عيشه على حساب انعدام المعايير والقيم الإعلامية لبناء الصحافة وهذا الشيء أثر نوعاً ما على تغييب الصحافيين الحقيقيين عن أرض الواقع وظهور ناشطين، وهؤلاء تمكنوا من مجاراة الواقع وكان لهم دور في إظهار الأخبار، ولكن لم يتمكنوا من بناء استراتيجية يمكن لها أن تساعد على الاستمرارية في المستقبل، وأعتقد أنه بعد أن تتوقف الحرب لن يتمكن هؤلاء من الاستمرار”.

كيف يعمل صحفيو الخارج

يقول وائل ملا: “في الخارج أمارس الصحافة اعتماداً على علاقتي بالداخل السوري من خلال الاتصال بالإعلاميين والصحافيين إضافة للمتابعة اليومية للأحداث عن طريق الوكالات والمواقع المختلفة”.

مشدداً على أنه: “لا يمكن إنكار ما لشبكات التواصل الاجتماعي من دور ايجابي في خدمة الإعلام شرط تسخيرها بشكل حذر”.

مضيفاً أن: “الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية تنقل يومياً آلاف الأخبار، فنقل الخبر لا يلزمه سوى كبسة زر ليصبح في  فضاء العالم الافتراضي، وعلى الصحافي بدوره التأكد من الخبر ومتابعته ومعرفة مدى مصداقيته قبل الشروع في اعتباره مصدراً ومرجعاً موثوقاَ به لمادته الصحافية”.

معوقات تقف في وجه تقدم الصحافة الكردية

يرجئ عمر كوجري المشكلات التي تعاني منها الصحافة الكردية إلى ضعف الداعم المادي فيقول: “طالما أنه لا توجد مؤسسات مالية كبرى تدعم الصحافيين في كوردستان سوريا، وتأخذ بيدهم وتقيم لهم الدورات النوعية العالية، ستظل كل الجهود الفردية محكومة بالفشل، لأن الإعلام يلزمه ضخ أموال هائلة حتى يلعب تأثيره على تشكيل الرأي العام”.

وترى أفين شيخموس أن: “الظروف الأمنية وعدم الاستقرار في أمن المنطقة القيود السياسية قلة الإمكانات المادية والتقنية عدم تهيئة الظروف وتقديم التسهيلات لتحرك الإعلاميين للعمل بصورة أفضل من جهة الوصول إلى المعلومة في وقتها والانتهاكات التي تحصل بحقهم دون مسائلة كلها أسباب ينبغي التوقف عندها فهي تساهم بشكل أساسي في تراجع الصحافة”.

في حين يرى دليل سليمان أن: “الصحافة الكردية تعاني الكثير من المعوقات بسبب تحول وانزلاق الصحافة من مسارها وهدفها الحقيقي وتحولها إلى وسائل لتوسيع الهوة بين الشعب الكردي لقد باتت بوقاً للاتجاهات السياسية وقد انجرت إلى مستنقعات تخوين الأطراف بعضها للبعض وابتعدت كلياً عن متطلبات الشارع الكردي.

مضيفاً بالقول أن: “معوقات تقدم الصحافة هي احجام الناس عن شراء الصحف وعدم امتلاك تلك الصحف  لسياسات تحريرية ثابتة وواضحة فهي تعمل حسب مصلحتها والجهة الداعمة لها كذلك من إحدى المعوقات عدم وجود كوادر أكفاء”.

وتقول سولين محمد أمين أن عدم الإلمام بأساسيات الإعلام لدى ممتهني الصحافة هي إحدى المعوقات وكذلك القضايا التي تهتم بها صحافتنا لا ترتقي للمستوى المطلوب من المسؤولية تجاه المجتمع.

بينما يؤكد أوميد الإبراهيم أن: “مِقصّ الرقيب” الذي يجزّ أي مادةٍ تخالف منهج الجهات الممولة أو “القيادات الرشيدة” التي تمنع مجرد الخوض في أي شيء من شأنه المساس “بقداسة عروشها” وليس مستبعداً أن يتعدى عمل مِقّص الرقيب أحياناً من جزّ المواد الإعلامية إلى “جزّ الرقاب” وهذا ما يؤخر في تقدم الإعلام إلى جانب أسباب أخرى عديدة.

رغم كل ذلك ما زال هناك أمل

الصحافة الكردستانية والكردية السورية على حد سواء تحتاج لثورة إعلامية تسحب البساط  من تحت أقدام “الحزبية المزعجة” الطاغية على جو الصحافة الكردية وبالتالي على عقول العاملين فيها في ظل استبعاد الأكاديميين والمهنيين يقول وائل ملا.

ويقول أوميد عبدالكريم الإبراهيم: “كلّ ما سبق لا يعني أن يستسلم المرء أو يستكين للتشاؤم، فالإعلام حول العالم مرّ بالمرحلة التي يمرّ بها الإعلام الكردي حالياً، وعليه فإن العمل الجاد والارتقاء فوق الأجندات الأنانية الضيقة، إلى جانب التركيز على تدريب الكوادر الإعلامية من خلال إنشاء معاهد وكليات إعلامية بإشراف أكاديميين متخصصين، فضلاً عن مراكز التدريب والتطوير داخل وسائل الإعلام الكردية نفسها، كلّ ذلك من شأنه أن يرتقي بالإعلام الكردي إلى مرحلة الاحترافية في العمل الإعلامي في المستقبل القريب”.

الصحافة الكردية قابلة للتطوير وتحقيق الأفضل والتميّز كما يمكنها تفادي الكثير من أخطاءها بالاعتماد على مئات الأكاديميين والبارعين في هذا المجال وخاصة الفئات الشبابية الأكاديمية تضيف برخودان بلو.

ويؤكد سردار ملا درويش أن: ” الواقع يحتاج لوقف التجاذبات الحزبية وتأثيرها، والالتفاف إلى صحافة موضوعية تقّيم الواقع وتبتعد عن البوتقة الإيديولوجية، عبر تسليط الضوء على المجتمع والإنسان بسلبياتهما و ايجابياتهما، مع الحشد لبناء مؤسسات قيمة والتفريق بين العمل ضمن صفحة فيسبوك والمؤسسة الإعلامية، والتفريق بين منشور الفيس بوك ومادة الرأي وبين الأخير والخبر والتركيز على قوالب تلامس الإنسان مثل الخبر والتقارير والتحقيقات الاستقصائية والقصص الإنسانية”.

وتمضي أفين شيخموس بالقول: “أنا متفائلة جداً بمستقبل الصحافة الكردية لأن هناك جيلاً لابأس به يحاول العمل في مجال الإعلام على الرغم من عدم تخصصه، إلا أنه يحاول جاهداً إيصال المعلومة بصورة موضوعية كما أن ازدياد عدد وسائل الإعلام في المنطقة مثل الإذاعات الصحف المجلات والمواقع الإلكترونية جميعها تحاول جاهدة إيصال الواقع الكردي في المنطقة إلى العالم وبطريقة جميلة وهذا ما يبشر بمستقبل جيد للصحافة الكردية”.

“باعتقادي مع توفر الفضاء الإعلامي والتطور التقني لأجهزة الإرسال والاستقبال، أصبح بالإمكان الاستفادة من تلك الأجهزة ومواكبة العالمية في المنتوج الإعلامي من حيث الاستهداف والنوعية، فنحن بحاجة إلى جيل أكاديمي متمرن للنهوض بصحافتنا يختتم دارا بركات حديثه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نشر التقرير في النسخة الورقية من صحيفة “Buyerpress” العدد (42) بتاريخ 1/5/2016