مصطفى أوسو: بيانات المجلس باهتة “لا طعم ولا لون ولا رائحة لها”

– وكأن المجلس صدق أنه بجمعه عدد من التواقيع ووجود ممثليه في جنيف مع وفد المعارضة السورية، أصبح الممثل الشرعي والوحيد للشعب الكردي في سوريا، في وقت سمته الأساسية التشتت والانقسام في الصف الكردي؟

– على المجلس الوطني الكردي، أن أراد فعلاً الحفاظ على وزنه السياسي وقاعدته الجماهيرية التي لا يستهان بها، صياغة مواقفه السياسية، بشكل أكثر منهجية وبعيداً عن الارتجالية.

من صفحة الاستاذ مصطفى أوسو عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا، والنائب الأسبق لرئيس الائتلاف السوري المعارض لقوى الثورة.

الموقف الذي صدر عن المجلس الوطني الكردي، في 21 نيسان 2016 عن تطورات الأحداث المؤلمة، التي افتعلها نظام الأسد الإجرامي، خلال الأيام الثلاثة الثلاثة الماضية، لاستكمال فصول إجرامه واحراق ما تبقى من البلد، يذكرني تماماً بالبيانات التي كانت تصدرها أحزابنا الكردية، في الفترات السابقة للثورة، فكان باهتاً لا طعم ولا لون ولا رائحة له، وكأنه لا ينتمي إلى هذه المرحلة الخطيرة على الشعب الكردي وقضيته القومية، في ظل وجود العديد من القواسم المشتركة بين جهات عدة ( داخلية، إقليمية، دولية )، لمنع تطورها والعمل على طمسها وإلغائها تماماً.

وإذا كانت الدعوة للعيش المشترك بين مختلف مكونات مدينة القامشلي، مسألة لا بد من التأكيد عليها، لتفويت الفرصة على ما يهدف إليه النظام منذ بداية الثورة وحتى الآن، وستبقى الورقة التي يعبث بها دائماً حتى رحيله وسقوطه النهائي، فإن ما هو مستغرب في البيان المذكور، الموقف غير الواضح من قوات النظام والميليشات التي وقفت إلى جانبه في ما جرى، واعتبار أن الطرفان المتصارعان متساويان في المسؤولية ” لأنهما يسعيان إلى توسيع نفوذهما على حساب أمن وسلامة المواطنين واستقرار المدينة “؟! وهنا يتناسى المجلس الوطني الكردي، أنه يعتبر نفسه جزء من الثورة السورية ويدعو إلى تحرير جميع المناطق الكردية من سيطرة النظام؟! ومن المستغرب أن يدعو لتوفير مناخات التفاهم والعمل المشترك بعيداً عن العنف، وهو يعلم أن النظام جزء أساسي منها؟ وهل يستقيم ذلك مع كون المجلس جزء من المعارضة التي تدعو لتحرير كل الأراضي السورية من سيطرة النظام؟ مع العلم أن المجلس ندد في أكثر من مناسبة بوجود قوات النظام وحواجزه ومفارزه الأمنية في قامشلو وغيرها من المناطق؟! ثم أليس هناك تناقض كبير بين موقف المجلس المذكور وسياساته وبرامجه وتحالفه مع المعارضة السورية؟ وكيف يمكن أن يغيب عن هكذا موقف بخصوص هذا التطور الخطير، الدعوة إلى الوحدة الداخلية الكردية؟ وكأن المجلس صدق أنه بجمعه عدد من التواقيع ووجود ممثليه في جنيف مع وفد المعارضة السورية، أصبح الممثل الشرعي والوحيد للشعب الكردي في سوريا، في وقت سمته الأساسية التشتت والانقسام في الصف الكردي؟

على المجلس الوطني الكردي، أن أراد فعلاً الحفاظ على وزنه السياسي وقاعدته الجماهيرية التي لا يستهان بها، صياغة مواقفه السياسية، بشكل أكثر منهجية وبعيداً عن الارتجالية، بما ينسجم مع توجهاته وبرامجه، والعمل في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، على توحيد صفوف الشعب الكردي وطاقاته في سبيل قضاياه الوطنية الديمقراطية والقومية، والذي كان الهدف الأساسي لتأسيسه والإعلان عنه.