سابيلا ولوف يلعبون الشطرنج الكروي والملك ميسي مات مخنوقا

النجمة الرابعة وصلت لألمانيا، أخيرًا تحقق الحلم بعد 24 سنة من الانتظار، هدف حاسم لماريو جوتسه منح الناسيونال مانشافت اللقب على حساب منتخب الأرجنتين في نهائي الماركانا، رغم تقديم زملاء ليونيل ميسي أداء جيدًا طوال المباراة.

الإغلاق الدفاعي المحكم على ليونيل ميسي من قبل الدفاعات الألماني جعلته يمت مخنوقًا، لقد فشل في أن يصنع الخطورة نتيجة إغلاق باستيان شفاينشتايجر المساحات عليه، نجم البافاري قد كرر ما فعله معه في مونديال 2010.. شفايني كان نجمًا أخنق ميسي بكل السبل..

لم تكن المباراة فقط بين اللاعبين، بل كانت هناك مباراة أخرى قوية وممتازة على الخطوط بين يواخيم لوف وأليخادرو سابيلا، المديرين الفنيين لألمانيا والأرجنتين، ونستعرض معكم الآن تحليلًا لتلك المباراة المثيرة التي لعب فيها كلا المدربين “شطرنج كروي”.

في الشوط الأول، كان الميّل بالنسبة لمنتخب الأرجنتين هو الدفاع والاعتماد على الكرات المرتدة السريعة، ليس هذا فحسب، بل الاعتماد على أكبر ثغرة موجودة في دفاعات ألمانيا، الجبهة اليُسرى بقيادة بيندكت هوفيديس الذي في الأصل قلب دفاع، فبمجرد الضغط عليه واللعب بسرعة من السهل جدًا أن تُشكِل الخطورة.

 

هذا ما حدث بالتمام والكمال لمنتخب الأرجنتين، فكان إيزيكيل لافيتزي يلعب في الجبهة اليسرى ومن خلفه تأتي المساندات من قبل بابلو زابيليتا، وأحيانًا يأتي معهم ليونيل ميسي، الذي وظفه سابيلا اليوم خلف المهاجم الصريح هيغواين ليشكل ضغطًا قويًا على قلب الدفاع الألماني ومنتصف ملعبه كذلك.

 

في المقابل فإن الاعتماد الألماني بالشوط الأول كان على جبهة لام، لقد كان يواخيم لوف على اقتناع تامٍ بأن الدخول من العمق الأرجنتيني سيكون صعبًا للغاية، واستغل رعونة روخو وتقدمه في بعض الأحيان وأرسل إلى هذه الجبهة توماس مولر.

 

إصابة كريستوف كرامر في بداية المباراة كانت مفيدة للغاية للمنتخب الألماني، فبنزول أندري شورله زاد الدور الدفاعي في الجبهة اليُسرى وأغلقت نوعًا ما، حتى وإن كان هذا على حساب الأداء الهجومي لنجم تشيلسي، ولكنه كان أفضل من أن يُهاجم وخلفه مساحات كبيرة لو استغلت صحيحًا لسجلت الأهداف.

 

بينما إصابة سامي خضيرة واضطرار لوف لعدم إشراكه تسبب بالفعل في أزمة واضحة للمنتخب الألماني لم تجعل أدائه كما كان الأداء في مباراة البرازيل ومن قبلها البرازيل، خضيرة كان اللاعب الذي يمارس الضغط المتقدم بكل ما لديه من قوة وبمساندة توني كروس وباستيان شفاينشتايغر كان يسيطر بدرجة أكبر وأفضل على منتصف الملعب سواء على الصعيد الدفاعي أو الهجومي.

الشوط الثاني شهد تغييرًا عجيبًا من سابيلا، إخراج لافيتزي أحد أفضل لاعبي الأرجنتين في الشوط الأول وإقحام كون أوغويرو لم يكن في محله، فكان من الأولى تبديل “كلاسيكي” بإخراج مهاجم (هيغواين) وإقحام مهاجم آخر (أوغويرو) على أن يتحول غونزالو للجبهة اليسرى لألمانيا مما أفقدها الكثير من روقنها الهجومي.

ألمانيا كانت في حاجة إلى مهاجم من نوعية ماريو غوميز وليس كلوزه في هذه المباراة، مهاجم يتمكن من النزول إلى منتصف الملعب والمقاتلة من أجل الكرة وعدم انتظارها كميروسلاف، والذي لا عتاب عليه، فهذه هي طريقة لعبه وأزادها كبر السن.

تأخر لوف كثيرًا في التبديلات، في الدقيقة 87 دفع بثاني ورقة له وغير طريقة اللعب لمهاجم وهمي بنزول جوتسه على حساب كلوزه، كان تبديلًا مطلوبًا، لكن الأكثر طلبًا كان خروج أوزيل، لقم يقدم تقريبًا أي شيء يذكر في الشوط الثاني بعد كان جيد نسبيًا في الشوط الأول.

قام لوف بتغير الطريقة في بعض الأجزاء من المباراة بـ 4\4\2 بعد أن بدأ بـ 4\3\2\1 ومع نزول جوتسه أصبح يلعب بدون مهاجم صريح، بينما غيّر سابيلا طريقته المعهودة منذ أول المباراة ولعب بـ 4\3\3 ثم عدّل عليها لـ 4\3\2\1 مع نزول أوغويرو وخروج لافيتزي ثم عدّل مرة أخرى إلى 4\3\1\2 ومع نزول بالاسيو حوّلها إلى 4\3\3 كما بدأ بها.

إجمالًا،استغل المنتخب الألماني عدم قوة المنتخب الأرجنتيني في الكرات العرضية، بمجرد أن جاءت الكرة العرضية الأولى الصحيحة لجوتسه جاء منها الهدف، هذا ما كان ينقص المانشافت، على عكس الأرجنتين، الذين خسروا تلك المباراة بخطأ فادح للمدرب بإخراج لافيتزي والتسبب في راحة كبيرة للجبهة اليسرى للألمان.