«مونديال العالم»… بين ثلاث نساء

الحياة (buyerpress)

تحكم نهائي كأس العالم، الذي يقام اليوم على ملعب «الماراكانا» في ريو دي جانيرو، ثلاث نساء ستدور حولهن القصص والروايات. الألمانية أنغيلا مركل والأرجنتينية كريستينا فرنانديز، اللتان وصل منتخبا بلادهما إلى النهائي، ورئيسة البرازيل ديلما روسيف التي تستضيف بلادها «المونديال».

ففي حين تترقب مركل فوز منتخب بلادها بأول لقب لدولة أوروبية في أميركا اللاتينية، تخشى روسيف أن يقود فوز «التانغو» إلى فقدانها كرسي الرئاسة.

وكان من المرجح أن يكون المنظر لافتاً للرئيسات الثلاث في المنصة، لولا أن كريستينا قررت الغياب واعتذرت عن عدم الحضور لظروفها الصحية، لتذهب فرصة لقطة تاريخية تحكمها «نون النسوة» أدراج الرياح.

وتدور في «نهائي الماراكانا» رحى حسابات معقدة، فالقضية تتشابك حولها أغصان من الأمل وأشواك من الثأر وعلامات من التحدي، فإن فازت ألمانيا فإنها ستقترب من السجل الخماسي التاريخي للبرازيل بضمها للقب الرابع إلى خزانتها، وإن فازت الأرجنتين فستحقق اللقب على أرض البرازيل الجارة اللدودة لها، وبين هذا وذاك تفاوتت آراء البرازيليين بين غاضبين على منتخب بلادهم، وحانقين على «المانشافت»، ومتألمين لإمكان فوز «التانغو» باللقب على أرضهم.

وعلى رغم أن الخيارات البرازيلية «أحلاها مر»، انحاز الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويليو إلى «التانغو»، إذ كتب عبر حسابه الرسمي على صفحة «فايسبوك»: «أنا برازيلي بكل الحب، ويوم الأحد دعمي سيذهب للأرجنتين، التي ستمثل كرة قدم أميركا الجنوبية في نهائي المونديال»، وأضاف: «الأرجنتين بلد عظيم ولديه حضور رياضي وثقافي كبير، ويظهر ذلك جلياً في أدبه وموسيقاه وكذلك السينما».

ولم يُخف كويلو قناعاته «الكروية» بالتفوق الألماني، إذ كتب: «ربما لا يتفق معي بعض البرازيليين في هذا الموقف، لكنهم ليسوا الغالبية، فكل أرجنتيني مرحب به في البرازيل، وبالطريقة نفسها كل برازيلي مرحب به في الأرجنتين. أعتقد أنه سيكون من الصعب الفوز على الماكينة الألمانية لكرة القدم، لكن لا شيء مستحيلاً… هيا يا أرجنتين».

وعلى «المستطيل الأخضر» وبعيداً عن حسابات التاريخ ومعادلات السياسة، يصل الألمان إلى النهائي بعد أداء لافت خلال «المونديال»، خصوصاً بعد الفوز القياسي الساحق على «السيليساو» في نصف النهائي، بينما لم يكن سحر «التانغو» طاغياً في مواجهاته السابقة.

وسيكون تركيز مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف على إيقاف ليونيل ميسي، الذي سيشكل التهديد الأكبر للدفاع الألماني، الذي قدم أداء صلباً في هذه النهائيات بمساندة مذهلة من حارسه مانويل نوير، الذي اهتزت شباكه أربع مرات فقط في ست مباريات.

ويؤمل الأرجنتينيون بقيادة المدرب الفذ أليخاندرو سابيلا على «البرغوث» لتحقيق ثأرهم من الألمان الذين توّجوا بلقب 1990 على حسابهم، بعد أن خسروا نهائي 1986 أمام دييغو مارادونا ورفاقه.