نصّ كلمة الرئيس المشترك لـ “مقاطعة الجزيرة” الشيخ حميدي دهام بعد تأدية القسم

إنه يوم يتلعثم به المرء بسبب الظروف الصعبة التي يمر به بلدنا, وكل كلام يُحسب عليه بدقّة, ودقـّته ليس خوفاً من اللـّوم, بل خوفاً من التطبيق. نحن نلتزم بما نقول, ونطبـّق ما نقول. اليوم هو يوم نصر الأخوّة الجزراويّة, بين العرب والعرب, والعرب والأكراد والمسيحيّة, هذا حققناه تحقيقاً جيّداً, وهذا – إن شاء الله – سيكون النبراس لبلدنا الذي تعب حقيقة من الظروف الموجودة. أنا – والله – لا أعلم أن أقف هذا الموقف, ولا أن آتي إلى عامودا, لكن ظروف بلدنا تطلب منّا أن نذهب إلى كل مكان, ونتعرّض لكل المواقف, ونغامر مع كل ثورجي (كما يسمّونه) لنـُرجع بلدنا إلى موقفه الحقيقي.

نحن لسنا أعداءً لأحد, ولا نعادي أيّة فئة, نحن نطالب بالحقوق, وبرفع المظالم عن هذا الشعب, وباستقرار هذا البلد. سوريّة واحدة, لا تجزئة, لا انفصال, لا دولة كرديّة, ولا قوميّات. نحن نريد أن نعيش بأخوية الانسان, هوية الانسان الانسانيّة, التي يسعى إليها كل العالم, نحن نريد أن نواسي الناس بانسانيّتنا. لماذا يُسفك دمّنا هكذا؟ لماذا تـُدمر البلدان وتـُستثمر الأديان؟ ما هو وجودنا إذا صارت البلدان تدمّر والأديان تستثمر؟ سببه هو فرقتنا.

هذا الموقف اليوم, موقف أوّل اجتماع يضمّ – كما تسمونه – مكونات المجتمع الجزراويّ وإن شاء الله يضم كل الكيانات, وآمل أن تـُلغى كل الكيانات من سوريا, نحن كيان واحد, ولسنا كيانات, واسمنا هو الشعب السوريّ, فإذا صحّ لنا ذلك فنحن هكذا, وإذا كان لا بدّ من كيانات فنحن أهل الجزيرة متآخين في كياناتهم مذ خلقوا وإلى اليوم, ونحن سائرون على هذا النهج, ونطلب من الله أن يأخذ بيدنا, وأن يهدي من بيدهم مقاليد الأمور, ونتوخـّى من كل الأطراف الموجودة أن ترد إلى شيء من الصحوة (ولا أقصد بها الصحوة في الترجمة العراقيّة) لتنقذ ما تبقّى من بلدنا, أو ما تبقّى من دمنا, كيف للسوريّ أن يشرّد..!؟

لنتعاون إذاً, أنتم احترمتم شخصي في أمر وحيد, لم تمنحوني صفة القائد, أنتم أعطيتموني المجال لأقود لهذه المرحلة الصعبة, وهذا شرف لي وإن كان دمي ثمناً لها, فليسمع جميع الأطراف الموجودين: جزيرتنا ستبقى آمنة رغم أنف الجميع, بعون الله, والسلام عليكم.