Bextreşê Koçer
الديمقراطية: هي نمط حياة, ونظام سياسي اقتصادي اجتماعي فكري تفرز علاقات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وفكرية على أساس الحوار والاحترام المتبادل واحترام الرأي الآخر بين جميع أفراد ومكونات المجتمع.
لذلك يعتبر النظام الديمقراطي مطلبا رئيسيا لجميع الشعوب والمجتمعات على مر العصور هربا وخلاصا من النظام الدكتاتوري المتخلف والصوت الواحد وسيادة منطق القوة والفردية وللامساك بخيوط الحياة المدنية الحرة الكريمة التي توفر التقدم والازدهار واحترام حقوق جميع مكونات المجتمع.
وخير دليل على الدور الايجابي للديمقراطية في تنمية وتطور وتقدم الشعوب والمجتمعات فأوربا التي كانت تغرق في بحر من التخلف والفقر والجهل والتناحر والحروب فيما بينها لم تصل إلى هذه الدرجة العالية من الإنسانية والتطور والتقدم والاكتشافات العلمية الخيالية مثل عمليات الاستنساخ وزراعة الأعضاء البشرية والوصول إلى لقاحات معظم الأمراض السارية والمعدية وصولا إلى فك الشفرات الوراثية والعمل في مجالات إطالة عمر الإنسان والتقدم والتحكم في مجال التقنية النووية وغزو الفضاء والتقدم الهائل في مجالات الاتصالات إلا بعد تحررهم من الدكتاتورية وتحولهم إلى النظام الديمقراطي وممارستها في جميع شرايين الحياة لديهم واحترامهم لإنسانية الإنسان.
كل هذا حققه العالم والإنسانية بفضل إمساكهم بسبل الديمقراطية وإطلالهم على القرن الجديد بعقل جديد يؤمن بالتعددية والتداول السلمي للسلطة واعتمادهم الحوار في حل المشاكل العالقة فيما بينهم واحترامهم رأي الأقلية واعتمادهم على الكفاءات الجيدة في إدارة حياتهم اليومية بعيدا عن المحسوبيات الضيقة.
كل هذا فان دول الشرق الأوسط وبالأخص تركيا وسوريا وإيران ما زالوا يعيشون بعقلية القرون السحيقة بعقلية نيرون وهولاكو والمغول بعقلية الدكتاتورية المقيتة القائمة على اغتصاب الحقوق والاعتماد على القوة في حل أبسط المشكلات وفي التعامل مع من اختلف معهم في الرأي وفي إسكات أي صوت يؤمن بالتعدية والديمقراطية.
ولمعرفتنا بهذا القدر الهام من دور الديمقراطية وحرية ابداء الرأي في تطور وتقدم الشعوب والمجتمعات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا فليس من المعقول أن نكون نحن الكرد ضد قيم الديمقراطية وحرية ابداء الرأي وفلسفتها ولكن لا نريد لأحد أن يأخذ من الدعوة إلى ممارسة الديمقراطية وحرية ابداء الراي ذريعة لشتم أو إهانة من نعتبرهم رموزا أو مقدسات لكردستان بأكملها هؤلاء الذين أنهكهم التعب في الدفاع عن حقوق ومصالح ومقدسات كردستان وتحملوا الكثير الكثير في سبيل ذلك وخاصة في هذه المرحلة الحساسة من عمر الحركة التحررية الكردستانية التي يتربص بها الكثيرين من أجل وأد المنجزات التي حققتها ومن يعمل خلافا لهذا في هذه المرحلة فهو يعمل لصالح تمرير أجندات خارجية لا تريد الخير والاستقرار للشعب الكردي ولكردستان الحبيبة بأكملها.