قال صالح مسلم، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، بأن حزبه “يكن الاحترام لكل إستفتاء قد يتم تنظيمه في أي جزء من كوردستان بغية تقرير المصير”، مؤكداً على أن “كوردستان مستقلة هي أمنية كبيرة لدى أبناء الشعب الكوردي ونحن نحترم إرادة الشعب مهما كانت”. جاء ذلك في مستهل مقابلة أجراها القسم الكوردي في إذاعة صوت أمريكا معه.
وأضاف مسلم في معرض إجابته على أسئلة الإذاعة “بإننا كحزب وكإدارة في غرب كوردستان نرى بأن الوقت لم يحن بعد لإعلان الدولة القومية الكوردية، كون قدرة هذه الدولة على المضي والإستمرار مرهونة بشتى الضمانات من النواحي الاجتماعية والدفاعية والاقتصادية ونحن نعتقد بأن هذه الضمانات غير متوفرة بالمستوى المطلوب في المرحلة الراهنة ولذلك هناك في الموضوع صعاب ومخاطرة يجب التدقيق بشأنها كما يجب”.
وكمثال على عدم توفر المناخ المناسب لتحقيق الإستقلال تطرق القيادي الكوردي إلى الوضع الإقتصادي للإقليم والذي يتعلق بشكل أساسي من صادرات النفط عبر تركيا، مشيراً إلى غياب أية قنوات أخرى لتصدير النفط سوى تركيا التي ستكون “صاحبة الكلمة العليا في مدى قابلية الدولة الكوردية للعيش والإستمرار”.
ووصف صالح مسلم الوضع في الشرق الاوسط بأنه “في حالة غليان ومن الصعب في خضمه التكهن بما ستؤول إليه الأمور ويتلازم ذلك مع غموض يكتنف مواقف وسياسات القوى العالمية حيال المنطقة. لذلك من الضروري بمكان عدم الإنسياق بسهولة وراء بعد الأطراف الخارجية ليتم فيما بعد الغدر بنا. فشعبنا تعرض للكثير من المظالم والمجازر والابادة الجماعية، لذلك وأخذ الأمور من دون دراسة جيدة قد يعرض شعبنا للابادة الجماعية من جديد”.
وبخصوص ما صدر عن احدى قيادات حزبه حول إحتمال أن يؤدي الاعلان عن الدولة الكوردية إلى فتنة بين مكونات المنطقة، أوضح مسلم بأن “بعض المواقف والتصريحات تعبر عن رأي شخصي ولا تعكس موقف حزبنا. فمواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك هي فضاء حر للتواصل وإبداء الرأي وليس كل ما يقال علي هذه المنابر ذات صلة بمواقفنا الرسمية ولكن بغض النظر عن ذلك وفيما يخص غرب كوردستان فإن الدولة القومية الكوردية ليست بالحل الأنجع للوضع في منطقتنا”.
ونوه مسلم إلى أن “شعب جنوب كوردستان هو من يقرر مصيره، وهناك برلمان وحكومة وأحزاب وهي تقرر فيما بينها ما هو أنسب للجنوب ونحن بكل تأكيد نساند قرارهم أياً كان”، مشدداً على أن “قرار شعب جنوب كوردستان هو محل الإحترام ونحن بدورنا نقف معه في كل الأحوال”.
وفي سياق آخر شدد رئيس حزب PYD على “ضرورة حماية الشعب وصون أمنه في ظل الأوضاع الشائكة في الشرق الأوسط والمخاطر المحدقة بنا”، مستطرداً أنه “واجب على كل واحد منا الدفاع عن شعبه وأهله وأرضه في وجه العدوان واننا نتطلع إلى دعم ومساعدة اقليم كوردستان لنا في وجه خطر داعش وقوته المتنامية”.
ودعى مسلم في سياق متصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا الى “الالتفات الى مسؤوليته والدفاع عن غرب كوردستان”، مشككاً في ذات الوقت في قدرة الحزب المذكور على “القيام بما تستوجبه الظروف وذلك بسبب ضعفه على أرض الواقع حيث أنهم تخلفوا عن الاستعداد لأيامنا الحاسمة هذه، فليست لديهم تنظيماتهم ولم ينظموا الجماهير، لذلك فتصريحاتهم بخصوص الدفاع عن غرب كوردستان ترمي الى تسجيل موقف سياسي لا غير، وإلا فإن كانوا جادين فعلاً توجد هناك وحدات حماية الشعب وقادتها معروفون وبإمكان الحزب المذكور الاتصال بهم والتباحث معهم بما يمكن ويجب فعله بشكل مشترك ولكننا نراهم عكس ذلك يرفضون حتى وجود YPG، كما ينكرون الادارة الذاتية الديمقراطية. فكيف تستقيم هذه المواقف السلبية مع دعواتهم المزعومة لحماية روزافا؟”.
ونفى مسلم صحة إدعاءات المجلس الوطني الكوردي باغلاق الباب امامه للمشاركة في ادارة غرب كوردستان وشكك في دعوة المجلس للعودة الى اتفاقية هولير، قائلاً أن “كل ما تم تحقيقه في روزافا هو بفضل اتفاقيات هولير والتي أسفرت عن تشكيل الهيئة الكوردية العليا حيث صدر عن تلك الهيئة قرار تأسيس الادارة الذاتية بما فيها من قوات دفاعية مسلحة وأجهزة الاسايش لحماية الامن والسلم لتكون الحجر الاساس صوب نظام متكامل لادارة المنطقة ولكن الأمر يتعلق بدرجة أكبر بالسؤال حول من من الطرفين التزم باتفاقية هولير اكثر من الاخر ومن منهما التفت لمهامه اكثر من الطرف الاخر”.
وإختتم صالح مسلم حديثه بالقول “الحقيقة تبقى أن التنصل من المسؤولية لا يمكن البناء عليه صوب موقف سياسي صائب، فمن غير المنطقي الدعوة لحل وفك كل شئ تم بناءه بعد جهد عسير والبدء من الصفر، فالمجال مفتوح امامهم تماماً ولكن ثمة مشكلة كامنة فيهم لا في الاخرين”.
ولاتي نت