كلمة في الهجرة والتهجير من سوريا

أحمد سليمان

إنها ظاهرة عالمية ولها أسبابها المختلفة وفي معظمها تعود إلى محورين أساسين الاقتصاد و الحروب .

وما يتعلق بها في ما يحصل للسوريين فإنها تتركز في نتائج الحرب الأهلية في بلدنا والتي تفاقمت الى درجة لم يعد فيها أحد قادر على وقفها والكل مقتنع أن الأزمة طويلة و عودة الاستقرار يحتاج الى عشرات السنين مما يعني الموعد مع القتل اليومي ودون استثناء و والموت لأتفه الأسباب نتيجة فقدان الضروري من أساسيات العيش أما الصحة والتعليم فلا تتحدث عنها لأن سوريا تحتاج إلى عشرات السنين لتعويض ما خسرته في هذين القطاعين طبعا بعد الاستقرار .

بهذا الوضع كيف يمكن أن نواجه هذه الهجرة وهذا التهجير لا أعتقد انه بمقدور السوريين القيام بذلك لا شك أن أي جهد في الداخل لخلق القليل من القناعة لدي السوريين أمر جيد و عمل مهم ولكن المواجهة الحقيقية تكمن في قرار دولي كبير يشترك بها الجميع بتدخل قوى سلام دولية تضع يدها على جميع المناطق وتحد من نشاط جميع القوى العسكرية والمسلحة ودون استثناء ومن ثم تشكيل نواة قوة عسكرية تعيد تأسيسها على أسس وطنية تدعم حكومة إنقاذ وطنية تؤسس لبناء نظام وطني ديمقراطي يراعي مصالح أبناء سوريا دون تمييز أو استثناء أو إقصاء لأي سبب كان (ديني أو مذهبي أو قومي ).

وهذا الأمر يعد خياليا في المدى المنظور، لهذا الهجرة لن تتوقف والأزمة في تفاقم مستمر .