نائبة رئيس هيئة التربية والتعليم: لا نستطيع تطبيق المنهاج الجديد في “حارة طي” لأن غالبيته من المكوّن العربي

نائبة رئيس هيئة التربية والتعليم في “كانتون الجزيرة” سميرة حاج علي

 المنهاج الكردي جاهز, في حين لم يكتمل المنهاجين العربي والسرياني بعد

أصدرت هيئة التربية والتعليم في “كانتون الجزيرة” قراراً بتطبيق المنهاج الكرديّ في الحلقة الأولى (الأول والثاني والثالث) من المدارس الابتدائية, وقد لاقى القرار استحسانا من بعض المواطنين وكان مصدر نقد وامتعاض من الجانب الآخر. موقع صحيفة Bûyerpress التقت نائبة رئيس هيئة التربية والتعليم في “كانتون الجزيرة” سميرة حاج علي والتي ألقت الضوء على أهم نقاط هذا القرار مؤكّدة أنه لا بدّ من أن تطفو بعض الصعوبات على السطح عند تطبيق هذا المنهاج ذلك لأن المنهاج الكردي جاهز, في حين لم يكتمل المنهاجين العربي والسرياني بعد.

وقالت سميرة حاج علي نائبة رئيس هيئة التربية والتعليم في “كانتون الجزيرة”: ” حاولنا التقرّب قدر الإمكان من المكوّن العربي للعمل سوية على هذا المنهاج, وللعمل على الالمام بكافة الآراء والتطلعات من قبل المكوّنات الثلاثة, لذلك تأخرنا في العمل بالمنهاج العربي, لكن تمّ تشكيل لجنة للمنهاج العربي أيضا”.

وتابعت حاج علي:” المنهاج الكرديّ جاهز, ونعمل على المنهاجين العربي والسرياني أيضاً وذلك حسب سياسة وتطلعات الأمة الديمقراطية في روجآفا, لأننا ألغينا منهاج النظام وسوف يتم تطبيق المنهاج الكردي, ووضع منهاج عربيّ بعيد عن الشوفينية قدر الامكان, لأن الطفل بالأساس لا يفقه هذه الأمور في هذه المرحلة”.

وعن مدى امكانيّة تطبيق المنهاج الجديد في الأحياء والتي تكون أغلبيتها من المكون العربيّ أوالمسيحيّ قالت حاج علي:” نودّ تطبيق المنهاج على الكانتون بأكمله, ولكن نراعي في هذا التطبيق الوضع الأمني والسياسي والأخذ بعين الاعتبار الأماكن التي نستطيع تطبيق المنهاج فيه. على سبيل المثال لا نستطيع تطبيق المنهاج الجديد في “حارة طي” لأن غالبيته من المكوّن العربي, ولكن في حي “الوسطى ” يوجد مدارس خاصة سوف يتم تطبيق منهاج الإدارة الذاتية فيه حسب الفرص المتاحة. لا أستطيع الجزم بالتطبيق الكلّي, كونه خطوة أوليّة وسيعترض التطبيق للعديد من المصاعب والعقبات,ونحن ماضون حسب الإمكانيات الموجودة”.

وأضافت حاج علي :” نحن الآن نقوم بتغير أساس قديم ووضع نظام تعليمي جديد, تقبّل الناس لفكرة المنهاج الجديد سوف يظهر أثناء تطبيقه.. بالتأكيد سوف يتمّ تطبيقه على الأرض وسوف تتغير رؤية الناس, وسوف نتعرض لنقد المجتمع والأطراف الأخرى أيضاً, ولاأخفيك أن هناك من يحاول الإساءة إلينا, وفي النهاية تطبيقه سوف يظهر لنا وللغير مدى نجاعة هذا المنهاج”.

وعن تحويل ثانوية ” ميشيل صليبا ” إلى معهد للغة الكردية, ومدى تأثير ذلك على طلابها الذين سيتوزّعون على مدارس أخرى قالت حاج علي:” أن عدد طلابها قليل في الأصل “450” ونسبة الغياب فيها مرتفعة وخصوصا بين طلاب “البكلوريا” لأن اعتمادهم أصبح على الدورات الخاصة, وعندما قررنا تحويلها الى معهد اللغة الكردية أخذنا بعين الاعتبار وجود مدرسة “الزهراء” بجانبها, حيث اجتمعنا مع مديرها ومدير ثانوية “ميشيل صليبا” وكانت لدينا لجنة اجتمعت مع العديد من مدراء المدارس, وقررنا توزيع الطلاب حسب التوزع الجغرافي, ففي حي الهلالية توجد مدرستا ” ساطع الحصري ” و” عبدالرحيم مقصود”, وفي الكورنيش حددنا مدرستي “القادسية” و”السيدة زينب “وحتى كان هناك طلب من ثانوية القادسية لعدد من الطلاب لانه كان يوجد نقص في نصاب المدرسين والطلاب, ونحن كإدارة ذاتية لا نرغب – بالتأكيد-الإضرار بطلابنا”.

وأوضحت حاج علي :” أن كادر ثانوية ” ميشيل صليبا” مع مديرها سيداوم في مدرسة “الزهراء” وسيتمّ الدوام بشكل اعتيادي, الاعداية والثانوية معاً وفي نفس الدوام. وسيتم استيعاب الطلاب كون الهجرة أثّرت على أعداد الطلاب, إضافة إلى أن طلاب منطقتي الهلالية والكورنيش سيداومون في مدارس أحيائهم. مدير ثانوية “ميشيل صليبا” انتقل حالياً إلى مدرسة “زكي الارسوزي ” ويداوم هناك, في غرفة خاصّة بالإدارة لكننا طلبنا منه الانتقال الى اعداديّة “الزهراء” وسوف ينتقل قريبا”.

ورأت حاج علي أن الشارع الكردي حفل بالكثير من الاشاعات, لكن لم يعيروها اهتماما لأنهم – حسب رأيها- افتتحوا المعهد من أجل أبنائهم وشبابهم, ولم يقوما بتحويله الى ثكنة عسكريّة, وكما لم يتسببوا بأي ضرر لأي مواطن.

أما عن وضع المدرسين في الحلقة الأولى (الصف الأول والثاني والثالث ) فأشارت حاج علي :” أن هذا عائد لهم, لا بدّ أن يلاقوا صعوبات من هذه الناحية, نحن دعونا جميع المدرسين منذ أربع سنوات للالتحاق بدورات اللغة الكردية, وكنا نقول دوما أن المناهج ستتغير, تعلّموا لغتكم الكردية..لن نجبر المدرسين الذين لم يتعلموا اللغة الكردية على ترك التدريس, الخيار لهم, وهم يقبضون رواتبهم من المجمع التربوي الذي يتبع للنظام, هم أحرار.. قد تكون المشكلة لديهم في الحسّ الوطني الكرديّ.. ربما تعلم معظمنا اللغة العربية بحكم المدارس التي درسنا فيها, لكننا اليوم نعيش ثورة, فكيف سنحيا إذا لم تشارك فيها”.

واختتمت سميرة حاج علي نائبة رئيس هيئة التربية والتعليم في “كانتون الجزيرة” حديثها بالقول:” نحن نمضي في عملنا كهيئة تربية وتعليم تابعة للإدارة الذاتية على قدم وساق, ولا يوجد أي تنسيق بيننا وبين النظام بالنسبة للمنهاج الجديد”.