قصّة “بائع الأقلام”… السوري الذي أبكت صورته ملايين

كان عبد الحليم العطار يبيع الأقلام الزرقاء للمارة في أحد شوارع مدينة بيروت ليكسب رزقه،  وهو يحمل ابنته رنيم التي بدا عليها الإنهاك على كتفه، فيما تفصح ملامحه عن الكثير من الهم والحزن.

لفت مشهد الرجل أحد المارة فالتقط له صورة وقام بنشرها على مواقع التواصل، وسرعان ما لاقت هذه الصورة انتشاراً كبيراً وتفاعلاً.

غادر عبد الحليم، وهو لاجئ فلسطيني سوري، منزله في مخيم اليرموك في دمشق منذ ثلاث سنوات، ولجأ إلى لبنان مع ولديه حيث يقوم برعاية طفليه وتأمين متطلبات الحياة الأساسية لأسرته الصغيرة من خلال البيع في الشارع.

وبعد انتشار الصورة، بادر الأيسلندي جيسر سيمونارسون لإطلاق حملة “اشتروا الأقلام” #BuyPens  لجمع التبرعات للعطار، واستطاع أحد أعضاء فريق ملهم التطوعي العثور على عبد الحليم في شوارع المدينة. أما هدف الحملة، بحسب جيسر، فكان جمع 5 آلاف دولار.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إلّا أن كم التعاطف مع عبد الحليم فاق التوقعات، واستطاعت الحملة أن تجمع قرابة 15 ألف دولار بعد 3 ساعات على إطلاقها، وأكثر من 72 ألف دولار خلال يوم واحد، وتجاوزت أمس حاجز الـ113 ألف دولار قدمها أكثر من 3 آلاف متبرع.

وتبيّن تفاصيل التبرعات أن معظمها جاء عن طريق تويتر وفيسبوك، وحصدت الحملة من خلال تويتر قرابة 21.8 ألف دولار، و22 ألف دولار من خلال فيسبوك، فيما قُدمت بقية المساعدات عن طريق غوغل وموقع “هافينغتون بوست” و”انديغوغو” و”ميرور”.

أما مصدر معظم التبرعات فهو الولايات المتحدة الأميركية، حيث بلغت قيمتها 27.7 ألف دولار، تليها بريطانيا بقيمة 18.7 ألف دولار والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بقيمة 5.6 آلاف دولار لكل منهما.

وكتب محمد حسن، الذي استطاع الوصول إلى عبد الحليم بعد انتشار صورته على فيسبوك “بحثت عن عبد الحليم لأكتب مادة صحافية عنه بعد الانتشار الواسع لصوره ولتوصيل مساعدة مقدمة له من قبل فريق ملهم التطوعي. بعد أن عثرت عليه سلّمته الأمانة والتقطت الصور معه. تقوم السيدة كارول معلوف بالتواصل مع الناشط الأيسلندي بشأن التبرعات الخاصة بعبد الحليم، كما ستقوم بتسيير أموره اللوجستية والمادية”.

ونشرت كارول معلوف على حسابها على “تويتر” أن عبد الحليم أخبرها أنه “يود مساعدة السوريين بعد أن أخبرته بحجم التبرعات التي وصلته”.

 

العربي الجديد