تلوث البيئة بغاز الكلور.. واستعماله في الحروب

الكلور كلمة إغريقيّة “خلوروس” والذي يعني الأخضر الشاحب تمّ اكتشافه عام 1774 م من قِبل كارل وليهام شيلي، وهو عنصر كيميائيّ، وغاز الكلور ثنائي الذرة اصفر مخضر، كثافته أثقل من الهواء وله رائحة كريهة، وهو سام جدّاً.

ينتمي الكلور إلى سلسلة الهالوجينات “فلور، بروم” المكونة للأملاح، ثلاث لتر منها تذاب في واحد لتر من الماء في 10 مْ.

استخداماته: يستعمل في معظم مجالات الحياة، والكلور من الهالوجينات المهمة في تنقية المياه ومبيض للأقمشة ومبيد للجراثيم، ويستخدم في شكل حمض كلور الماء لقتل البكتريا والجراثيم في مياه الشرب وحوض الاستحمام. ويستخدم بكثرة في المنتجات الورقية والمواد المطهرة والصبغيات والطعام الدهانات ومنتجات النفط واللدائن والأقمشة والمذيبات…وغيرها.

تواجده: في الحالة الصلبة يتواجد في الأماكن ذات المناخ الجاف، ومن الأملاح المعروفة للكلور ملح الطعام كلوريد الصوديوم” الهالات” وكلور البوتاسيوم “سيلفايت”، اما تواجده في الحالة السائلة على شكل أيون كلوريد، والذائبة في الماء ضمن أعماق البحار وفي البحر الميت.

إنتاجه: إنتاج غاز الكلور سهل وخاصةً في الصناعة وذلك بالتحليل الكهربائي لكلوريد الصوديوم ” ملح الطعام” الذائب في الماء فتحصل على غاز الكلور وغاز الهيدروجين وهيدروكسد الصوديوم.وللكلور مركبات عديدة ومختلفة ونظيران أساسيان وثابت، لذلك يستخدم الجيولوجين لتحديد الماء الموجود في التربة والمياه الجوفية وللتعرف على حداثة الماء وعلى زمن الثلوج والرسوبيات.

استعمالاته: يعتبر غاز الكلور من الغازات السامّة كغاز السيانيد والخردل، التي استخدمت من قِبل النظام العراقي بتاريخ 16-18/3/1988 لقصف الشعب الكردي في مدينة حلبجة وخورمال وضواحيها، فقد بلغ عدد الضحايا أكثر من عشرة آلاف شهيد ومشّوه. إن غاز الكلور من أول الغازات التي استعملت كأسلحة في الحرب العالمية الأولى في 22 أبريل 1915 في معركة قرب مدينة إيبريا البلجيكية، حيث قام الجيش الألماني بإطلاق كميات كبيرة من هذا الغاز من أسطوانات مخزونة في الخنادق، مما ادى إلى تراجع القوات الفرنسيّة. وأيضاً تمّ استخدام غاز الكلور في الحرب العالميّة الثانيّة كسلاح كيميائيّ.

كما أكدت حكومة إقليم كردستان العراق بأنّ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” في منتصف شهر آذار من 2015 قد استخدم غاز الكلور ضدّ قوات البيشمركة الكرديّة، وتمّ التأكيد على ذلك بوساطة سحب العينات من المصابين والمشوهين وتحليلها في مخابر خاصّة، وذلك نتيجة الضغط المتزايد على التنظيم من قِبل قوات البيشمركة وقوات التحالف الدولي مما أدى إلى تراجعهم وهذا ما صرّح به السيد جبار يارو- أمين عام قوات البيشمركة-  ومحسن سعدون – النائب في التحالف الكردستانيّ- .

وقد سبب الغاز ضيقاً في الجهاز التنفسيّ لدى البيشمركة وبشكل أكبر لدى الأطفال وكبار السن، و أنّ الكلور في الحالة الغازية يسبب تهيّج الغشاء المخاطي وفي الحالة السائلة؛ يسبب الحروق للجلد. والتعرض الكثير للكلور وخاصة لفترات طويلة يؤدي إلى ضعف الرئة، ويجعلها أسهل تأثراً بأمراض الرئة الأخرى.

وإلى جانب غاز الكلور فقد استخدم غاز الكبريتي من قبِل تنظيم ” داعش” ، حيث عثر عليهما ضمن عدة اسطوانات مخزونة في الخنادق وتمّ الكشف من قِبل المختصين والكيميائيين في الإقليم. ويمكن الوقاية من غاز الكلور عن طريق استعمال القناع الواقي ضمن الوحدات العسكريّة والحياة المدنيّة إن توفر، كما أنّه عند استخدامه في الحمامات يجب فتح الأبواب والشبابيك أولاً ووضع قطعة قماش أبيض على الجهاز التنفسي ومن ثم التعامل مع الغاز لأنّه سام، كما يخطر خلط المبيضات مع البول ” الأمونيا” أو ايّ منتجات وخاصةً في الصناعة لأنّها تعطي غاز سامّة مثل؛ غاز الكور، الكلور امين، ثلاثي كلوريد النتروجين.

 

منظمة باك للبيئة والتنمية

الكيميائي: خالد تمو

 

نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 24 بتاريخ 2015/8/3