– مشروع الاتحاد السياسي في البداية كان مشروع حزب يكيتي الكردستاني.
– يقبض بعض ممثلو المجلس الوطني الكردي في الائتلاف أربعة آلاف دولار أمريكي كراتب شهري، لا يوجد كرديّ عضو في الائتلاف ولا يقبض المال, الكل يقبض دون استثناء.
– معارضة الداخل تابعة للنظام, معارضة الخارج تابعة لأردوغان والاثنان ضدّ القضيّة الكرديّة في سوريا.
– سعود الملا خـُلق للتوافق, فهو مهندس التوافقات, ولا أحد في الحركة الكردية بمقدوره إجراء تلك التوافقات.
– أنا برزانيّ لا شك, ولا حقّ لأحد أن يختم لي قرار برزانيتي.
– مؤتمر الـ (PDK-S) القادم سيشهد مفاجآت كثيرة, مثل سقوط قيادات كبيرة, التغيير قادم لا محال.
– بعض القيادات من الـ (PDK-S)خلقت لنفسها التبعية من أشباه وأنصاف الرجال.
– لولا الرفيق سعود لكان انشق الحزب على نفسه أكثر من أربع مرات هذه السنة, بقاء وتماسك الحزب حتى الآن سببه – بدون نقاش- هو بقاء العمود الفقري للحزب الرفيق سعود الملا.
– انسحاب التقدّمي خسارة للمجلس شئنا أم أبينا, التقدّمي حالة خاصّة, لا يوجد مجلس بدون التقدّمي واليكيتي والديمقراطي الكردستاني.
حاوره: أحمد بافى آلان.
– لو تحدّثنا في مستهلّ اللقاء عن بداية الثورة السوريّة وانخراطك ومشاركتك فيها وأهم المحطّات؟
طبعا لا بد أن أتحدث قليلا عن نفسي.. أنا شمدين نبي من ” العنترية “, من الأشخاص الموجودين في كل الإحداثيات.. حين بدأت الثورة السورية 2011 لم نكن نتوقّع لها أن تطول بهذا الشكل, وقد انخرطنا فيها في الشهرين الأوليين مع الشباب أمام جامع قاسمو, حيث تم قمعها من قبل السلطات وكان هناك بعض التنسيقيات, شاركنا معهم وكنت مستقيلا من البارتي حينها, وغير منتسب لأي حزب, ثم بدأ خلق صراع بين المتظاهرين, وقد كنت أملك مكتب لتجارة السيارات, أغلقته وأسسنا مع بعض الشباب تنسيقيّة ” سما كرد “, وكانت هناك تنسيقية الشيخ معشوق وغيرها في ذلك الوقت, ثم انتقلنا بالثورة إلى جامع “سلمان الفارسي”, ولم نكن نتوقع أن تطول الثورة إلى هذا الحد, وكنت كما كل شاب كرديّ يريد أن يحقق لهذا الشعب بعض الحقوق المحروم منها.
ثم تدّخلت أياد الأحزاب الكردية بيننا, ونسب كل حزب إلى نفسه تنسيقية ما, وبقينا ملتزمين باستقلاليتنا, وكان وضعنا المادي سيئاً. تأسس المجلس الوطني وكان خطوة مباركة, وكان هناك مجلس شعب غرب كردستان أيضاً بأعداد قليلة, ولكن كما ترى اليوم هم أصبحوا أصحاب الرأي والقرار.
– من المعروف أنكم قدتم المظاهرات في الأحياء الشرقيّة, ما هي أهم المشاكل التي اعترضتكم والمحطات الصعبة التي مررتم بها حينها؟
نعم قدتُ المظاهرات أكثر من سنتين ونصف, وكنت المحافظ على أمن المظاهرة, وكنت ذو سمعة بين المجتمع هناك, وكان بعض الشباب يراقبني لحمايتي من الأخوة. وبخصوص المشاكل التي تعرضنا لها, أذكر أنه رفع أحد الشباب يوما علم كردستان على أحد العواميد, وأتى شخص من الآساييش, وسحب السلاح, وكانت بيده قنبلة, وقتها تدخلت مباشرة, وناديت أننا نحن البرزانيين لا نقتل, افعلوا ما تشاؤون ولكننا لن نرفع السلاح في وجهكم, وعمت بعض الفوضى وتدخل بعض الغيارى, طبعا كان التصرف فرديا, وحوسب المسيء فيما بعد.
وكانت هناك بعض المضايقات في المظاهرات من جهات مدفوعة, ومن ضمن الذين كانوا يشاركون معنا, وكانوا يقبضون المال لإفشال المظاهرات.
– كنتم في حزب البارتي واستقلتم, ثم انتسبتم إلى اليكيتي الكردستاني, كيف انتقلتم إلى هذا الحزب وما المغزى من هذا الانتقال السياسيّ؟
أنا برزانيّ لا شك, ولا حقّ لأحد أن يختم لي قرار برزانيتي, حين انشق البارتي بعد وفاة المرحوم كمال, كنت عضو فرقة بالبارتي, وأثناء المؤتمر وتعيين الاستاذ مصطفى, كنت أرى الشرعية لدى جناح الاستاذ نصرالدين حينها, واستقالتي جاءت في 2008 . اعتقالي في 2004 وبقائي في السجن كان أحد أسباب استقالتي, أمابالنسبة لموضوع يكيتي الكردستاني, فقد كنا تنسيقية, ولم أكن أتخيل أن يكيتي الكردستاني لا وجود له في الداخل حقيقة, ولكن حين تواصلنا انا والاستاذ عبدالباسط حمو, تحدثنا مطولا, وكنت أظن أنه هو حزب يكيتي, بقيادة الاستاذ فؤاد عليكو, ولذلك قدمت طلبي, وبعد جلوسي مع الاستاذ حمو, شككت في الأمر, كيف لشمدين نبي أن يصبح من عضو لجنة فرعية في حزب كرديّ إلى قيادة حزب ما, استغربت من الأمر, وحزب يكيتي أيضاً لم يعطوني الجواب النهائي, وبعد اتصال آخر مع عبدالباسط حمو شرح الموضوع, حينها انضممت لهم على شرط أن يكون على نهج البرزاني, ولم يكن وقتها توجد اي فكرة للاتحاد السياسيّ.
لم أكن أعرف أن اسمه حزب يكيتي كردستاني, وأعطيت طلبي لخالي العزيز طلال وهو موجود في اوربا الآن, وأنا لا أعرف أن أجامل أحداً, ومن أحد أسباب رفع طلبي حينها احترامي الشديد لسياسة الأستاذ فؤاد عليكو وابراهيم برو آنذاك, كان بمقدوري الانضمام إلى حزب البارتي على نهج البارزاني الخالد.
– يقال الكثير.. أن يكيتي الكردستاني لم يكن له وجود على الأرض, ولكن شمدين نبي فعّل الحزب في روجآفا عند انضمامه إليه.
طبعا عملت وتعبت وعلى نفقتي الخاصة, وكنت أتمنى أن أنجح ويكون لي هذا الدور, وكان لي الفخر أيضاً, أنا عملت بإخلاص, والصادق ينجح دوماً. ولم يكن ليكيتي كردستاني كلها على مستوى الحسكة سوى 7-8 أشخاص موزعين على كافة محافظة الحسكة, كنا متعاونين..
– كنت عضواً في الأمانة العامّة للمجلس الوطني الكرديّ, حدثنا عن أهم الانجازات والإشكالات التي واجهت المجلس الوطني الكرديّ؟
لا أعتقد أنه يوجد انجازات للمجلس, نتيجة تدخلات خارجية في شؤونه مثل تدخّل الـ (PYD) ودعمه لبعض الأحزاب الكرديّة ضمن المجلس, وتدخّل جهات خارجيّة مثل الائتلاف, وحتى تدخّل النظام, أما حين دعوة الرئيس مسعود البارزاني أعضاء المجلس لاجتماع الأمانة العامّة كانت الغاية منها إنجاح وتفعيل دور المجلس الوطنيّ الكرديّ مع حزب الاتحاد الديمقراطي في أي مشروع سياسيّ لدعم القضيّة الكرديّة في سوريا, والدعم المادّي كان من هناك, ولكن جناب الرئيس مسعود البارزاني لم يتدخل يوماً بشكل مباشر ويفرض أي قرار.
– إذاً من كان يقود المجلس الوطني الكرديّ قبل ظهور الـ (PDK-S )؟
كانت هناك أحزاب لها هيبتها في الشارع الكردي مثل حزب التقدمي, يكيتي, الوحدة, البارتي. ولكن للأسف لم يقدموا شيء للقضيّة الكرديّة, ولم يكن حينها يوجد عنصر واحد من وحدات حماية الشعب أو الآساييش, وكان بمقدور المجلس أن ينشىء قوّة عسكريّة, ولكنه لم يفعل ذلك. بسبب تدخّلا ت بعض الأحزاب في وجه هذه القرارات, وكان هناك مشروع إنشاء قوّة عسكريّة حينها لأن اليكيتي والبارتي كان لهما كتائب عسكرية, وكذلك التقدّمي.
وكلنا كنا وقتها بيشمركة حقيقة الأمر, لم أكن أتصوّر نفسي سياسياً بقدر ما كنت أتصور نفسي من البيشمركة وعلى كتفي بعض الرتب العسكرية دفاعا عن القضية الكردية في سوريا.
– حدثنا عن فترة المفاوضات بين الأحزاب الأربعة, بالنسبة لحركة الاندماج السياسي, طبعا خرج حزب يكيتي من الاتحاد السياسيّ, ودخلتم أنتم يكيتي الكردستاني.
لم يكن الموضوع بهذا الشكل, بقدر ما أنظر إليه من منظور آخر, فتأسيس الاتحاد السياسيّ كان من اولويّات يكيتي الكردستانيّ, وحين ذهابنا إلى إقليم كردستان لم نكن معترفا به من قبل أي جهة كردستانيّة, ولم يكن قد سمع بنا أحد, قدّمنا وقتها مشروع للسيّد مصطفى جمعة سكرتير حزب آزادي, وتحدّث وقتها بشفافيّة, ولم يكن حينها أي مشروع سياسي وحدويّ بين الأحزاب, وبعد فترة تفاجئنا بتشكيل أربعة أحزاب.. أي أن مشروع الاتحاد السياسيّ كان مشروع يكيتي الكردستانيّ. حيث اتصل مصطفى جمعة أثناء تواجدنا بهولير مع عبدالباسط حمو, وحصل لقاء بينهم, وتمّ نقل هذا المشروع. ولكن بعد فترة رأينا مشروع الاتحاد السياسيّ, وكنّا من المباركين لهم, وحضرت وقتها الحفلة التي أقيمت في الصالة الملكيّة بالقامشلي, ثمّ توجّهت إلى إقليم كردستان, والتقيت مع الدكتور حميد دربندي مستلم ملفّ روجآفا. تحدّثت معه بصراحة وقلت كيف يتمّ تأسيس حزب ونحن لسنا ضمنه, ونحن برزانيون, وأنا برزاني, كان الدربندي صريحا معي, وقال أنتم أيضاً بالاتحاد السياسيّ.
– لم انسحب اليكيتي من هذا الاتحاد حينها؟
بيان يكيتي كان واضحاً حينها, وهو حزب ذو تاريخ في المظاهرات, عدا ذلك ليس لديّ سبب مقنع.
صرّح أكثر من قياديّ, ومنهم فؤاد عليكو, أن البارتي يهيمن على الاتحاد, وبإشراف من الدكتور عبدالحكيم بشار.
الهيمنة موجودة لدى كل الأحزاب…
لمْ يقدّم البارتي في الاتحاد السياسيّ دعما مالياً لليكيتي لذلك انسحب من الاتحاد السياسيّ؟
القوة العسكريّة كانت أحد الأسباب, وتدريب كوادر عسكرية وسياسية والبارتي لم يوافق على هذه الأمور.
تفاوضتم ووصلتم لقرار لتشكيل اندماج من أربعة أحزاب والتقيم رئيس الإقليم, ماذا أخبركم حينها؟
حين أتحدّث عن البارزاني لاأريد المجاملة والمدح, فهو معروف لدى الجميع, لديه مشروع كردستاني ولديه واقعية خاصة عن الوضع في كردستان سورية وبقية الأجزاء, مشروعه مشروع وحدوي بين أجزاء الحركة الكردستانيّة, وحين التقينا به قالها بالحرف الواحد: توحّدوا, واتفقوا, وسأرسل لكم كل ما تحتاجوه.
– شكّلت لاحقاً بعد المؤتمر لجنة استشاريّة قياديّة للحزب الجديد الـ (PDK-S), هل كان تشكيل هذه اللجنة ضمن النظام الداخليّ لذي أقرّه المؤتمر؟
طبعا كان هناك بند خاص, وحصل تفاوض على تشكيل هذه الهيئة القياديّة, كان القرار واضحا من المؤتمر, وكان المشروع من قبل الأستاذ سعود ملا, وتتألف من 75 قياديّ وأكثر.
هل كانت هناك تكتلات – كما طُرح في الإعلام – أثناء انعقاد المؤتمر؟
لابدّ, التكتلات كانت واضحة, الكتلة الأقوى كانت للبارتي بنسبة حضور أكثر من 300, ولا أريد التدخّل أكثر في شؤون البارتي.
ولكنك عضو قياديّ في هذا الحزب..!
أعلم ذلك, وأنت تعلم, والشارع يعلم من تابع لمن, من ضمن كتلة من..لا أريد الدخول في متاهات أنا بغنى عنها, لأن قرار تجميدي سيكون.. وسيقولون لأسباب كذا وكذا, لا أريد التدخّل, لو كنت حزبياً لكنت تحدّثت عن هذه الأسباب يقيناً.
ما هي أسباب فصل ثلاثة أحزاب تابعة للمجلس الوطني الكردي أثناء تشكيل المرجعية والانتخابات؟
كنت مطّلعا عن قرب ومتابعا للموضوع, هناك ثلاثة أحزاب صوّتت, وفي اجتماع طارئ طلبنا من تلك الأحزاب أن يقولوا أننا صوّتنا لحركة المجتمع الديمقراطي, لكنهم رفضوا, بل وأنكروا الأمر, تبيّن فيما بعد بأوراق التصويت بأنهم هم الذين صوّتوا لـ (Tev- Dem)لأن الأوراق موجودة لدى أحد الرفاق. طبعاً هناك من يقول أن أكثر من ثلاثة احزاب صوتوا.
– نـُعت المجلس الوطني الكرديّ بالفساد المالي المستشري فيه, كيف تنظر إلى ذلك؟
الشارع يعلم بالفساد, ولكن لاأستطيع اتهام جهة ما, يبقى الموضوع لدى أعضاء الإئتلاف, موضوع كوباني..عفرين..هيفرون…وحلب, ولكن لم يتمّ التحقيق مع أحد بهذا الشأن. طالبت كعضو أمانة عامّة أكثر من مرّة أن تتم محاسبة هؤلاء الأشخاص, وفي آخر قرار للمجلس تمّ الإقرار بدعوة الأعضاء الكرد في الائتلاف إلى الداخل وتمثيلهم أمام المجلس مع الكشوفات, ولكن المحسوبيات – للأسف – وهيمنة تلك الأحزاب على المجلس حالت دون ذلك, لأن كل شخص محسوب على حزب. وبالنسبة للمبلغ الذي قدّمه الجربا لفتح مكتب للمجلس في اسطنبول, كان المبلغ ثمانين ألفاً بحوزة حواس خليل العضو في حزب السيد فيصل يوسف, ولا أعلم ما اسم حزبه, وأُعيد المبلغ. طبعا ذاك المبلغ كان لتشكيل مكتب في اسطنبول, ولم يكن من حقّ المجلس الوطنيّ أن ينظرإلى الموضوع بهذه النظرية.
الموضوع لا يتعلق بهذا المبلغ فقط, لدينا أيضاً موضوع “كوباني” الجريحة, وهجرة أهلها, هناك أكثر من خمسمائة وخمسين ألف دولار مع المواد الإغاثيّة, مقدّمة من قبل الائتلاف, أين تلك المبالغ؟ أين اللجنة التي قبضت؟
حينها قامت عضوة الائتلاف هيفرون شريف بتقديم بعض الوثائق لتبرئة نفسها, ونشرتها صحيفتكم, وهي طلبت أن تكون هناك لجنة, وهي جاهزة..لكن كل ما حصل هو إبعادها عن الإئتلاف ومن الأمانة العامة, بداية تمّ إبعادها من هيئة الإغاثة, ومن ثمّ من المجلس والإئتلاف بعض ضغوطات من شخصيّات لاأود ذكر اسمائهم.
موضوع الفساد المالي موجود بجميع المؤسسات, ليس بالمجلس الوطني الكرديّ فحسب, بل وحتى بالمجالس المحليّة أيضاً. يقبض بعض ممثلو المجلس الوطني الكردي في الائتلاف أربعة آلاف دولار أمريكي كراتب شهري, ولا أحد يقول لهم فلنرسل ألف دولار للعوائل الفقيرة في مدينة القامشلي, وتمّ توقيف راتبهم الآن, بسبب أزمة الائتلاف الاقتصاديّة..لا يوجد كرديّ عضو في الائتلاف ولا يقبض, الكل يقبض دون استثناء.
تمّ التفاوض والاتفاق على عقد مؤتمر المجلس الوطنيّ الكرديّ الأخير, ما هي أهمّ الأسباب التي كانت تعرقل انعقاد هذا المؤتمر برأيكم؟
وجودنا نحن كحزب الـ (PDK- S)بأربعة أحزاب حينها كان من الأسباب المعرقلة, وتمّ التنازل وقلناها سابقا بأننا سنتنازل, وكان قرار القيادة والحزب واضحاً بأننا سنبقى بحزب واحد, كانت هذه أحد الأسباب التي رفضها التقدمي ويكيتي, كما كان هناك بعض الخوف من بعض الأحزاب من تغيير اللجان التابعة في المجلس بعد فوزها في الانتخابات, وسفر بعض القيادات, حتى أن آخر تأجيل كان بسبب وجود بعض القيادات في مصر. أما السبب الرئيسي فكان في تمثيل الـ (PDK-S). ولكنهم كانوا مدركين بأننا سنتنازل لهم عن ذلك وسنرضى بحزب واحد لإنجاح المؤتمر.
لا أخفيك.. كانت هناك مشاكل كثيرة في المجلس, مثل العرقلة من قبل بعض الأحزاب وخشيتها من فشلها في الانتخابات, ولا أقصد التقدّمي بها, لأن التقدمي كان له رؤية وسياسة خاصّة, والأحزاب الصغيرة أيضاً كانت لها رؤية خاصّة, وأقصد بـ ” الصغيرة ” كل الأحزاب التي انضمّت مؤخّراً للمجلس. الأحزاب الكبيرة هي التقدّمي واليكيتي و الـ (PDK-S), أما ما تبقّى فهي بالمجمل أحزاب صغيرة, ولو قرّرت وأسست حزباً, سيكون أعضاؤه أكثر من أعضاء هذه الأحزاب الصغيرة.
– هل حقاً المنظمات النسويّة الكرديّة التي حضرت المؤتمر هي منظّمات نسويّة مستقلّة؟
طبعاً, بدون دعم مادي ليس بمقدور أي منظمة نسوية أوشبابيّة, أو حتى المستقلين من القيام بأي تحرّك سياسيّ, لأن الاقتصاد أساس السياسة, فليس بمقدور المستقلّ أن يسافر من كوباني إلى قامشلو ويكلف سفره مئات الدولارات, هذا يتطّلب دعم مالياً, المجلس الذي يتلقى دعمه من حكومة الاقليم كان يتكفل بمصاريفهم… جميع النسوة قدّمن استقالاتهن من أحزابهن أمام الإعلام والرأي العام.
– وهل ترى هذا الأمر صحيّاً سيّد شمدين, أقصد تقديم الاستقالات؟
لو كان القرار بيدي كنت سأفصلهن من الحزب, لأنهن لم يلتزمن بقرار الحزب, فالحزب قراره واضح وكذلك المجلس قراره واضح أيضاً, أما أن تقدّم استقالتك من حزب لأجل منصب ما, فهذه تعتبر كارثة بالنسبة للحزب.
– ماذا حصل داخل قاعة مؤتمر المجلس الوطنيّ الكرديّ بخصوص تبنـّي بيشمركة روجآفا?
طـُرح الموضوع, وبقوّة, وكلنا يعلم أن المجلس حالة توافقية وليست انتخابيّة, أو كسر ظهر, وليّ أذرع, وللتاريخ أقولها لولا تدخّل السيّد سعود الملا لفشل المجلس فشلاً ذريعاً. اعترضت عدّة جهات, وليس التقدّمي فقط كما أشيع, كانت هناك بعض التنسيقيات المعارضة أيضاً, وكذلك بعض المستقلين المعترضين, وبعض الأحزاب الأخرى, كان الاعتراض على دخولهم في هذه العجالة, إذ لم يكن الوقت مناسباً, لكن تم بعدها مداخلة لاستاذ سعود وأرضى الجميع, سعود الملا خـُلق للتوافق, فهو مهندس التوافقات, ولا أحد في الحركة الكردية بمقدوره إجراء تلك التوافقات. بعد ذلك تم ترحيل الملف إلى اجتماع الأمانة العامّة, وتمّ تبني قوات البيشمركة, وهو أروع قرار اتخذه المجلس الوطني الكرديّ منذ تأسيسه.
– ماهي الأحزاب المعترضة على قرار التبنّي؟
كانت متعددة, وليس التقدمي وحده هو المعترض, كانت هناك أحزاب أخرى لم تصرح بذلك علنا إلا أنها كانت تعرقل الأمر, لا أريد أن أذكر الأسماء ,ولكن سيأتي اليوم وينكشف الأمر.
– صُرفت مبالغ كثيرة على عقد مؤتمر المجلس الوطني الذي طال ليومين؟
كان الدعم من حكومة كردستان وليست من الائتلاف السوريّ المعارض, المجلس لم يستلم من الائتلاف مبالغ ماليّة, عدا مرتين فقط, وفي كل مرّة كان مقدار المبلغ 130 ألف دولار, وتمّ توزيعها على المجالس المحليّة وعلى العوائل الفقيرة بتقارير رسمية.
– هل كان متوقّعا انسحاب التقدّمي من لجان المجلس, وربما من المجلس لاحقاً؟
انسحاب التقدّمي خسارة للمجلس شئنا أم أبينا, التقدّمي حالة خاصّة, لا يوجد مجلس بدون التقدّمي واليكيتي والديمقراطي الكردستاني, خروج أي منهم يعني حدوث خلل فيه, والمجلس حالة توافقية, والتقدمي سيعود قريبا, وسيتم الاتفاق على كل شيء. التوافق بين الأحزاب الثلاثة الماضية كانت توافقية.
– لماذا قام شمدين نبي بتجميد عضويته في الـ (PDK- S) ؟
لم تكن الفكرة وليدة اليوم, هي جاءت بعد تفكير طويل, منذ عودتنا من المجلس كان أملنا أن يكون الاتحاد الذي جرى حالة خاصة في كردستان سوريا, كان من أحد أسباب التجميد هو عدم تبني بيشمركة روجآفا, وأعلنت أيضاً في صفحتي أن التجميد هو لتصحيح مسار الحزب أيضاً, كما قلت لك البرازانيّة ليست ختما بيد أحد, كي يختم لك وتصبح برزانياً, من صفات البرزانيّة, التضحية, الكردايتي, التسامح, والبيشمركايتي.
– ماذا كنت تقصد بتصحيح مسار الحزب؟
لا يوجد وحدة حقيقيّة حتى الآن للأسف, وهناك حالات تكتلية واضحة أتمنى في قوادم الأيام أن تصحح مسارها, ألا يجب أن تحاسب وجود القيادات خارج روجآفا, هذه القيادات التي نجحت في المؤتمر اتجهت إلى كردستان بحثا عن مكاسب, أو من هرب إلى أوربا ولا يزال يخرج على الفضائيات ويتحدث القيادة والحزب والنهج المبارك, أقسم أن البرزانيّة براء من بعض الأحزاب ضمن القيادة.. البرزاني لم يخن القضيّة يوماً.. ولم يقلّ لأحد صوّتوا لي في الانتخابات, وفي مؤتمر الأنقاذ الذي أسسه لم يطالب أن يكون قائداً للحزب.
– ماهي التكتلات الصغيرة والكبيرة في الحزب؟
كل حزب يريد أن يكون هو القائد, هناك ما زالت أربعة أحزاب يسعى كل منهم إلى القيادة, وإذا بقيت الـ (PDK- S) بهذا التفكير وبهذه الطريقة ستفشل في المؤتمر القادم.
– هل انتسب أحد من أبناء قياداتالمجلس الوطنيّ الكرديّ إلى بيشمركة روجآفا؟
نشرت السؤال نفسه قبل أسبوع في صفحتي الشخصيّة, وللأسف لم يكن يوجد أحد, أبناء القيادات الكرديّة في أوربا, لأن الثورات دائما يقوم بها الفقراء, ويجني ثمارها الأغنياء, انا ابن فلاح, سأعمل ما يمليه علي ضميري, وسأعمل ضمن مسار البارزاني الخالد… لا يوجد ابن أي قيادي في المجلس في بيشمركة روجآفا.
– زرت إقليم كردستان بعد تجميد عضويتك, بمن التقيت, وماذا جرى بينكم؟
التقيت مع الكثير, وهم يعلمون كل شيء, وسيتمّ قريبا تصحيح مسار الحزب, طلبوا مني أن أقدم رؤيتي فقلت لهم لا يوجد لدي أي مشروع سياسي, وقلت هدفي هو إنقاذ الحزب ونهج البارزاني الخالد.
– ماذا تريد هذه الكتلة التي تهيمن على الحزب؟
تريد أن يكون كل شيء تحت يدها, إذ كانوا يحسبون حساب المؤتمر القادم من الآن.. (يا ابني انت بدك تضل حيّ وإلا ميت للمؤتمر الجاي..!) ألا تفكر أن يأخذ الإله أمانته..!؟ ألا تعرف إلى أين تتجه قامشلو ووضعها السياسيّ..!؟ هل تضمن العيش ليوم غد, كن صادقاً مع نفسك وسيختارك الشعب طوعاً.
– متى سيعقد المؤتمر اللاحق للـ (PDK-S)؟
بعد حوالي سنة, وسيشهد مفاجآت كثيرة, مثل سقوط قيادات كبيرة, التغيير قادم لا محال.
– ما دور الشباب داخل الـ (PDK-S)؟ والمهام العاجلة التي لا بدّ أن يتصدّى لها لشباب داخل الحزب؟
يوجد بعض الشباب في الحزب, والله لولا هذه القيادة لكان القرار في كردستان سوريا للـ (PDK-S). أصحاب كفاءات, نخب سياسيّة محترمة, شباب ذو أخلاق ومثقفين, وأكاديميين, ولكن بعض القيادات تخلق لنفسها التبعية من أشباه وأنصاف الرجال.
– هل قيادة الاقليم راضية عن ترؤس الاستاذ سعود الملا ودوره في هذه السنة من عمر الحزب؟
أعتقد نعم, الأستاذ سعود الملا من الشخصيات المقبولة في الحزب, وهو صاحب رؤية وتوافق بين جميع الرفاق, لولا الرفيق سعود لكان انشق الحزب على نفسه أكثر من أربع مرات هذه السنة, بقاء وتماسك الحزب حتى الآن سببه –بدون نقاش- هو بقاء العمود الفقري للحزب الرفيق سعود الملا.
– هـُمّش دور الدكتور عبدالحكيم بشار بعد المؤتمر وخرج لاحقاً من لجنة العلاقات..!
أبداً, الدكتور عبدالحكيم لا يزال يمارس مهامه كممثل للحزب في لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكرديّ.
– برأيك كيف سينجح الكرد من خلال حركته السياسيّة, في إنجاح دور القضية الكردية في هذه الثورة؟
أولا بالانسحاب من هيئة التنسيق والائتلاف, ومن ثمّ تشكيل قوة عسكرية مشتركة من الـ (YPG) والـ (بيشمركة) وغير تابعة للأحزاب, من ثمّ تغيير وضع الإدارة الذاتيّة وتشكيل إدارة جديدة متعلّقة بجميع روجآفاييه كردستان, إلغاء الكانتونات الثلاث, وتشكيل إدارة واحدة يشرف عليها الأحزاب السياسيّة الموجودة الصغيرة والكبيرة, طالما تمّ الاعتراف بها من قبل حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي, عدم تبادل الإهانات إعلاميّا, كما يجب أن تصحّح الرؤية السياسيّة الموقعة بين الائتلاف والكرد, ويجب أن تكون هناك رؤية واضحة تقدّم للشعب, ما زالت الرؤية ضبابيّة, مع وجود تحفّظ على أكثر من بند من قبل الائتلاف والمجلس الوطني الكردي, مثل الفدرالية التي لن ينحلّ الوضع السوري بدونها.. الائتلاف يتهجم على حزب الاتحاد الديمقراطي ومشروع هذا الحزب مشروع أممي ديمقراطي, فكيف للمجلس الوطني الكردي أن يقول أنا أتبنّى الفدراليّة في كردستان سوريا, تصوّر حتى اسم كردستان سوريا مرفوض عند أغلب الشوفينيين من الائتلاف وهيئة التنسيق.
إذا يجب التوقف عند هذه النقاط والانسحاب من الائتلاف.. معارضة الداخل تابعة للنظام, معارضة الخارج تابعة لأردوغان والاثنان ضدّ القضيّة الكرديّة في سوريا.
– برأيك هل ستأخذ المرجعيّة السياسيّة الدرور الموكل إليها بعد تفعيلها؟
مطلوب من حزب اللاتحاد الديمقراطي مراجعة نفسه وخلق بيئة حقيقية لتفعيل هذه المرجعية, بتطبيق بنود اتفاقية دهوك.. التاريخ سيلعن الطرفين إن لم يتفقوا, وستتم محاسبتهم في شوارع قامشلو من قبل الذين هـُجّروا وسكنوا خيم اللجوء.
– كلمة أخيرة..
أوجّهها بداية للرفاق الحزبيين.. عليكم بتصحيح مسار الحزب, كونوا كما تعلمتم من مدرسة البارزاني, وأدعو بالتوفيق لجريدتكم, التوفيق للقضية الكرديّة, الرحمة لشهداء كوباني, قامشلو, وجميع كردستان, ننتظر وحدة القوى الكردية في سوريا.