عثرت البحرية الإيطالية على 30 جثة في مركب للمهاجرين أنقذته في قناة صقلية، وكان على متنه 590 لاجئا آخرين. وقال ناجون من الحادث إن المهربين أغلقوا على الضحايا المقصورة السفلى في المركب وتركوهم يموتون. وقال ستيفانو فرومينتو قائد الفرقاطة التي ساعدت في إنقاذ الناجين، كان هناك 600 شخص داخل مساحة 20 مترا.
عثرت البحرية الإيطالية على ثلاثين جثة في مركب للمهاجرين بعد عملية إنقاذ في قناة صقلية بين إيطاليا والسواحل الشمالية الأفريقية، حسب ما ذكرت وكالات الأنباء الإيطالية الاثنين نقلا عن خفر السواحل
وقال ناجون من الحادث إن المهربين أغلقوا على الضحايا المقصورة السفلى في المركب وتركوهم يموتون.
ونقلت صحيفة كورييا دي لا سيرا عن شاب سوري نجا من الحادث قوله “كان عددنا كبيرا. وأجبرونا على ركوب القارب رغم أنه لم يعد هناك أي مكان على متنه. والذين كانوا في الداخل وأغلق عليهم الباب قتلوا”.
وأضاف “وعندما حاولوا الخروج والفرار من الحرارة والغازات وانعدام الأوكسجين، أمر المهربون الذين كانوا يخشون انقلاب القارب، بإبقائهم في الداخل”.
وتحدث ناجون وهم ينتحبون للشرطة عن محاولاتهم لإنقاذ أصدقائهم وأقاربهم ورفض المهربين فتح البوابة أو العودة بالقارب بعد أن امتلأت الغرفة الصغيرة المغلقة على اللاجئين بالغازات المنبعثة من المحرك.
وقال رجل بدا الأسى واضحا على ملامحه “حاولنا إنقاذهم فور أن أدركنا ما يحدث. وبذلنا كل ما باستطاعتنا، ولكن كان الأوان قد فات. لقد بدوا كأنهم نائمون”.
وقال آخر “لقد كانوا مكدسين كالحيوانات. وطلبنا العودة بالقارب، ولكن المهربين قالوا إن الأوان قد فات”.
واعتقل اثنان من الناجين الثلاثاء للاشتباه بأنهما من المهربين، بحسب الإعلام الإيطالي.
ووصف ستيفانو فرومينتو قائد الفرقاطة التي ساعدت في إنقاذ الناجين المشهد في القارب، وقال إنه كان ينوء بحمله من الأطفال والنساء الحوامل والرجال الذين كانوا يلوحون بأيديهم ويصرخون.
وصرح لصحيفة لا ستامبا اليومية “لم أشاهد في حياتي هذا العدد الكبير من الناس مكدسين بهذا الشكل. كان هناك 600 شخص داخل مساحة 20 مترا”.
ووجد رجال الإنقاذ في ميناء بوزالا صعوبة في إخراج الجثث من قارب الصيد الأزرق الصغير الذي انطلق فيه المهاجرون ومعظمهم من سوريا وأريتريا والصومال والكاميرون، من شاطئ شمال أفريقيا إلى إيطاليا.
وقال ضابط الشرطة نيكو كيافولا إن “الغرفة السفلى من القارب كانت مليئة بعشرات الجثث المكدسة فوق بعضها البعض كمقبرة جماعية”.
وقام صيادون مزودون بمناشير بقطع المدخل الضيق للغرفة السفلى من القارب، بينما وقف قسيس من المنطقة ينتظر الرسو للصلاة على الجثث عند إخراجها.
وذكرت التقارير أن جميع القتلى كانوا من الرجال. وكان من بين الناجين 52 طفلا من بينهم رضع وثلاث نساء في أواخر مراحل الحمل.
وتم وضع الناجين في مركز استقبال مؤقت، ومن المرجح أن يتم إبقاؤهم هناك أثناء التحقيق في الحادث المأسوي