فأنا لا أبكي
عيوني عقيمة
لا تنجب قطراتٍ مالحة
تحبو على الوجوه
اعصروني
وتعلموا كيف تُخلق غيمةٌ في الصيف
ليس صعباً أن نبدّل الفصول
والشهور
يقولون
الكون رقعة شطرنجٍ ضخمة
مشكلتنا الوحيدة،
أيادينا الصغيرة
تهرسها البيادق دوماً
وتكمل الطريق
حجارة الشطرنج صماء
لن يسمع صراخنا ملك ولا وزير
صباح البارحة على رقعةٍ رمادية
لم أعرف أين أنا؟
رائحة الموت بدتْ مألوفة
لكن الأموات غُرباء وقدامى
لمحتُ صورهم بنشرات أخبارٍ سابقة
عرفتُ أسماء بعضهم
لم يردوا السلام!
آذانهم مليئة بالتراب
داخلها برعمٌ أخضر يكمل الحكاية
كلّ ما حولي مستعمل وبالٍ
حتى الذكريات مهترئة
وحدي أنا طازجة كالحلم
عالقةٌ هنا في العدم
أنتظر من أغلقَ باب الأمس على ثوبي
ومضى
أن يفتح قفل الذكرى ولو قليلاً!
أراقب الغد من شق الباب
تأتي الشمس كسكين يقصمني
يجرح عتمة الأمس على ظهري
أراقبه من فجوةٌ واسعة
تركها مفتاحٌ في خاصرته
أراقبكَ كملاكٍ على كتفك
أحصي زلاتك وحسناتك
لا قلم ولا دفتر
ذاكرةٌ ضعيفة
لا تنسى شيئاً عنك!
أعرف كلّ امرأة تلقي السلام عليك
وأرى كل خيالٍ نام في عينيك
أتلقاهن وهنّ يتساقطن
وأثبتهن بدبابيس في دفترك
دعك منهن!
وقفْ نبكِ
ذكرى حبيبٍ تاه في الزّحمة
رجلٌ صامتٌ يخشى الحديث
يخشى أن يسيل الكون من شفتيه
و تغرق الحياة بالأشجار
وبالموت
تكلّم!!
كلّ ما في الأمر
أني أخشى أن أحب سواك
أمورٌ غبية كثيرة في حياتي
أهمها “لا أريد أن أنساك”
كلّ يوم
أكتب اسمك كعقابٍ مدرسي مئة مرة
وأتأمل صورتك قليلاً
مع رسائل قديمة
أكمل يومي بحصانة خيالك العالق معي في الأمس
ذكرى بقدمين تشاركني الماضي
يبحث مثلي عمن يفتح الباب
ليصبح حلماً في الغد
.
مملٌ جداً
أن تنتظر من يفتح الباب لك
مملٌ جداً
أن تكون مجرد ذكرى رمادية!