المشهد الأول: مأساة المكان
مجموعة من الطغاة بلحى وكأنها مكانس القش وعيون جاحظة جائعة للدم وبيدهم خناجر وحراب وسكاكين تتقدم بغدر وهي تنحر النجوم بصلف الذئاب والضباع وتنادي بأعلى صوتها الله أكبر الله أكبر ومحال أن ترتوي مهما أهدرت من الدم. الدم يسيل ويحكي للأرض قصة موت الصوت والصرخة والضحكة وأغاني الأمهات وألعاب الاطفال ومسابح العجائز وهمسات العشاق تحت شجيرات الزيتون والرمان.
المشهد الثاني ..
المجلس النائم الكردي في سورية بكافة لجانه وهيئاته وأبطاله الميامين يعيش بسخاء مع أحلامه الوردية وآماله الخصبة وداء التخمة والنوم وأكيد متألم ومتوجع جداً لمذبحة كوباني ورح يناقش بالمؤتمر القادم أو الذي يليه تبني بيشمركة روجآفا اليتامى لينال ثواب كافل اليتيم يوم القيامة وهيك رح يفوتوا الشباب ويدافعوا عن كوباني وعامودة وديرك والاهرامات وحدائق بابل المعلقة ومثلث برمودا الذي ضاع الكرد في متاهاته..!
ولا ننسى مجلسنا هالفترة مشغول كتير مع “الاعتلاف” السوري والشراكة ومؤتمرات جنيف والقاهرة وموسكو وخاصة بعد ضم أحزاب خلبية لصفوفه النضالية وتشكيل لجان مارثونية للتنقيب عن انتهاكات الكرد وجرائمهم. ولا ننسى الجماعة كمان كتير مشغولين بمشاكل الاقليم والخلافات بين أربيل والسليمانية وتعديل الدستور والتمديد الرئاسي والتجديد لجناب السروك وأزمة حضور القنصل الايراني الجلسة وقضية الشرق الاوسط والأدنى ونهاية مسلسل “سيلفي” والجديد من أغاني الهوبي وقائمة الارهاب المحتملة لأمريكا واستيعابها لفرقة الأئتلاف كون عزفها نشاز جدا وأكيد بس تخلص كل هالقضايا المصيرية رح يزور كوباني والضحايا والمقابر والمتحف … و الله يا شباب صارلنا متحف وما حد أحسن من حد واللوفر مالها أفضل من متحفنا.
المشهد الثالث
الإدارة الذاتية البيروقراطية ومديرها العام “الاتحاد الديمقراطي” ومعه مجموعة من الاحزاب الفيسبوكية والافتراضية والمنظمات والجمعيات والاتحادات والكانتونات والكومونات والعقد الاجتماعي المطاطي وانتخابات بلدية وأكاديميات سياسية وديبلوماسية ومحاربة النظام الرأسمالي والبرجوازي وجولات مكوكية وإعلامية ومؤتمرات إعادة إعمار وسياسة “كن فيكون”..!
بس كلمة حق الجماعة كانوا مشغولين بانتخابات البرلمان العثماني في حساب أصوات الناخبين لحبيبنا وصوتنا الحنون” دمرتاش” والاحتفال بانتصاره وتبرير دعمه “للمقاومة” وتأمين طلقات للاحتفال بفوزه التاريخي. ولا ننسى تحرير جبل كزوان ورفع العلم الديمقراطي فوقه وصيد الغزلان الشاردة على سفحه وغزال وما رح يصيدونك وتحرير كري سبي وكري رش وعين عيسى وعين الديمقراطية والتحالف الاستراتيجي مع الصناديد والسوتورو وكل الطوائف والمذاهب والشعوب سوا الكرد .. قوتين ما بمشي حالهم سوا ..!؟
أكيد أصدقائي الجميع يتحمل مسؤولية الدم والموت والحزن من صغيرنا لكبيرنا وطالما نحن فريقين وبملعبين رح نخسر كل الجولات والمباريات ورح نتعود نستقبل هالمجازر بابتسامة المعتوه ودموع العاجز ورح تكون كوباني بداية النهاية لحلمنا ومستقبا الكردي.