واصل منتخب كوستريكا مفاجآته المدوية في مونديال البرازيل 2014، وذلك بتأهله إلى الدور ربع النهائي على حساب المنتخب اليوناني بفضل ركلات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء مباراتهما معاً التي جرت على ملعب أرينا برنامبوكانو بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، ليدخل المنتخب الكوستاريكي التاريخ من أوسع أبوابه، بعدما أول منتخب في أمريكا الوسطى يتأهل للدور ربع النهائي لكأس العالم.
بدأ اللقاء بهدوء مبالغ فيه من كلا المنتخبين مع أفضلية نسبية للمنتخب اليوناني الذي قام ببعض المحاولات الخجولة في أول 20 دقيقة، وفي المقابل اعتمد رفاق براين رويز على الهجمات المعاكسة لفك طلاسم دفاع الإغريق الذي بدا متماسكاً بصورة أفضل مما كان عليها في مرحلة المجموعات، وظلت محاولات تبادل الهجمات غير المزعجة على الحارسين لأكثر من 20 دقيقة.
ظهر بولانوس في الأضواء عندما شق طريقه في الجانب الأيسر ومن ثم بعث عرضية رائعة، إلا أن المدافع هوليباس انقض على الكرة كالأسد وأخرجها لركلة ركنية لم تُستغل، قبل أن يتحصل مهاجم آرسنال جويل كامبل على ركلة حرة مباشرة من على حدود منطقة الجزاء، انبرى لها بنفسه وسددها في الحائط البشري، ليأتي الرد من كاراجونيس الذي حاول مغالطة الحارس الكوستاريكي بتصويبة من على حدود منطقة الجزاء، لكن الحارس لم يجد صعوبة في إمساك الكرة.
ظل الوضع كما هو عليه إلى أن أطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول الأقل من المتوسط المستوى بالتعادل السلبي، لتشتعل الأجواء مع ضربة بداية الشوط الثاني التي شهدت توقيع قائد ممثل الكونكاكاف “براين رويز” على أولى الأهداف عن طريق تمريرة أرضية أرسلت من الجانب الأيسر، قابلها بقدمه اليسرى حسب الزمان والمكان بتصويبة أرضية في أقصى الزاوية اليسرى للحارس اليوناني الذي اكتفى بمشاهدة الكرة وهي تعانق شباكه.
بعد الهدف، اعتقد الجميع أن المنتخب الكوستاريكي سيفرض أسلوبه كما فعل من قبل أمام أوروجواي وإيطاليا، إلا أن اللاعب دوارتي كلف منتحبه استكمال المباراة بعشرة لاعبين بعد حصوله على بطاقة بطاقتين صفراوين، أعقبهما الإقصاء بالبطاقة الحمراء، ليستغل ممثل القارة العجوز هذا الطرد، ويدخل رجاله أجواء المباراة بشكل تدريجي.
وقبل أن يُطلق الحكم صافرة نهاية المباراة، ظهر باباستات في الأضواء بمتابعة لتسديدة جيكاس التي تصدى لها الحارس الكوستاريكي، ليمنح منتخب بلاده هدف التعديل في الثانية الأخيرة من عمر الوقت الأصلي للمباراة، قبل أن يُطلق مهاجم فولهام “متروجلو” ضربة رأس قوية كانت كفيلة بقتل المباراة إكلينيكياً في الوقت المحتسب بدل من الضائع، لكن هذه المرة أجاد الحارس وأبعد الكرة بأطراف أصابعه لركلة ركنية، لتُستكمل المباراة بوقت إضافي مدته نصف ساعة على شوطين.
تحركت المياه الراكدة في الشوطين الإضافيين، ودامت الأفضلية للمنتخب اليوناني الذي هيمن على مجريات الأمور بالذات في الشوط الإضافي الثاني الذي تألق خلالها الحارس نافاس بتصديه لأكثر من فرصة كانت كفيلة بقتل المباراة، لكن النتيجة لم تتغير إلى أن أطلق الحكم صافرة النهاية وجاء وقت الاحتكام لركلة الجزاء الترجيحية التي ابتسمت للحصان الأسود في البطولة “المنتخب الكوستاريكي” وأعطت ظهرها لأحفاد الأغريق “المنتخب اليوناني” الذي كان قريباً جداً من تحقيق الفوز لولا تألق الحارس نافاس