– الأسباب الرئيسية لخمول المنظمات هي الدّعم المادي الذي تتلقاه بشكل غير عادل والفساد الاداري في بعضها.
– تعتمد الجمعية في مساعداتها على تبرعات الأعضاء الدائمين في الجمعية وعلى تبرعات بعض الشخصيات الخيّرة من أهالي عامودا في الخارج.
– أجرينا أكثر من ثمانين عملية جراحية للفقراء والمحتاجين.
بعد اندلاع الثورة السورية وانسحاب أجهزة النظام من المدن الكردية, تأسست مجموعة من الجمعيات والمنظمات التطوعية والمنتديات الخيريّة كملمح أساسي للديمقراطية, وبداية تأسيسها كانت من عامودا, حيث قدموا مساعدات جيدة للأهالي, وغدت لكثرتها محطّ أنظار الكثيرين, لكنها تعيش اليوم حالة من الخمول.
جمعية “كولشينا” للنساء الكرد
تأسست في عامودا 22/2/2012 وهي ذات طابع نشاطي مشترك, وركزت مجمل نشاطاتها على المرأة, والتي تنوعت بين محاضرات وندوات توعية ودورات تدريبية كانت المرأة محورها الأساسي إضافة الى اهتمامها بالطفل وتقديم الدعم النفسي.
السيدة منال الحسيني رئيسة الجمعية قالت: “تأسست الجمعية من عمق الثورة ومن مساحة الحرية التي حققتها للمرأة أسوةً بالرجل فبحثت عن ذاتها وعن كلمتها في مجتمع يكاد يتنكر لوجودها ككائن أقل مرتبة من الرجل”.
وأضافت الحسيني:” من نشاطات الجمعية إقامة محاضرات وندوات لرفع مستوى الوعي الاجتماعي للمرأة خاصة والمجتمع عامة, ومنها ندوة للأستاذة صبحية خليل بعنوان المرأة والسياسة وأيضاً إقامة ورشات في التمريض والخياطة والحلاقة للنساء غير العاملات لتمكينهم من المشاركة مادياً في إدارة الأسرة إضافة الى الاهتمام بالطفل”.
وعن أسباب الخمول تابعت الحسيني:” هي هجرة الكوادر وفقدان الأمن وتردي الأوضاع الاقتصادية, وأن حصول بعض المنظمات على دعم مادي يوفر الرواتب لجميع أعضائها ترك انطباعاً سلبياً لدى المنظمات الأخرى التي لا تحصل على الدعم الكافي, فقلّ العمل التطوعي وخـُلقت حالة من الخمول”.
جمعية عامودا الخيرية, منظمة مدنية مستقلة تطوعية غير ربحية..
السيد مصطفى رمضان عضو جمعية عامودا الخيريّة قال :” تأسست الجمعية في 16/4/2012 بهدف مساعدة الفقراء والمحتاجين من أهالي مدينة عامودا, وتعتمد في مساعداتها على تبرعات الأعضاء الدائمين في الجمعية, وعلى تبرعات بعض الشخصيات الخيّرة من أهالي المدينة المقيمين في الخارج, وكما تعتمد على دعم المنظمات المدنية العالمية التي تعمل في مجال الإغاثة من خلال تقديم سلال غذائية وألبسة ومنظفات, وكل ما تحتاجه الأسرة”.
وعن نشاطات الجمعية قال رمضان:” يتمّ توزيع مبالغ نقدية شهرياً على حوالي مائة عائلة من العوائل الفقيرة المسجلة في سجلات الجمعية, كما توزع المساعدات الانسانية للعوائل المحتاجة في مدينة عامودا, والوافدين إليها من المحافظات الأخرى وللطلاب الجامعيين المحتاجين لاستكمال دراستهم في هذه الظروف الصعبة”.
وعن أسباب الخمول تابع رمضان:” هي مرتبطة بالأوضاع الاقتصادية الراهنة, والتي تنعكس سلباً على نقص عدد المتبرعين. كما ان إغلاق المعابر الحدودية يؤدي إلى صعوبة التواصل مع المنظمات الإغاثية, وكذلك عدم دعم المنظمات لمشاريع التنمية التي تساهم في بناء البلد وتأمين فرص العمل للعاطلين “.
جمعية نوجيان لذوي الاحتياجات الخاصة
تأسست في 19/3/2013 واقتصرت نشاطاتها في البداية على الثقافية والتعلمية والترفيهية .
السيدة فاطمة سيدا رئيسة الجمعية حدثتنا قائلة:” اتسعت دائرة النشاطات لتشمل الصحية والزيارات الميدانية وتقديم المساعدات حسب الامكانيات المتاحة وحسب حالة المريض, وقد قامت الجمعية بإجراء عدد من العمليات الجراحية لمرضاها من ذوي الاحتياجات الخاصة منها ثلاث عمليات تطويل وتر وعمليات للعين واستئصال رحم”.
وعن آخر نشاطات الجمعية أضافت سيدا:” قامت الجمعية بالمساهمة مع مركز نوروز وجمعية سولين في إقامة حديقة للأطفال بهدف تحقيق عملية الدمج, كما أقامت مشروعاً ترفيهياً تربوياً باسم ” لست وحيداً ” ويهدف للدمج بين الأطفال السوريين وذوي الاحتياجات الخاصة ولمدة شهرين”.
وعن حالة الخمول التي غلبت مؤخراً على نشاط وفعاليات منظمات المجتمع المدني تابعت سيدا:” إن الواقع السياسي والوضع الاقتصادي لهما تأثير كبير, وعدم وجود الخبرة لدى الاداريين سبب مهمّ في حالة الخمول”.
مركز نوروز لإحياء المجتمع المدني
عن البدايات وطبيعة العمل حدّثنا عمر حاج مصطفى العضو في مركز نوروز لإحياء المجتمع المدني قائلا: ” هو مركز مدني مستقل تأسس في 1/4/2013 من قبل مجموعة من نشطاء الثورة, ويعمل في مجال نشر ثقافة المجتمع المدني وبناء قدرات الشباب, وذلك من خلال الورشات التدريبية والندوات والمحاضرات, ومن أهداف المركز نشر ثقافة التسامح والعيش المشترك ومفاهيم العدالة الانتقالية والديمقراطية وحقوق الانسان والعمل على تعزيز دور المرآة في المجتمع ورعاية الطفولة وتقديم الدعم النفسي لهم”.
وعن نشاطات المركز وحالة الخمول المسيطرة على منظمات المجتمع المدني قال حاج مصطفى:” يقيم المركز ندوات حوارية بين منظمات المجتمع المدني بغية التشبيك بينها. أما حالة الخمول فعائدة إلى هجرة الكفاءات بسبب الأوضاع الراهنة واغلاق المعابر الحدودية”.
مؤسسة بدائل في عامودا
السيدة هيفي قجو رئيسة مكتب مؤسسة بدائل في عامودا قالت:” تأسست مؤسسة بدائل في بداية العام 2013 وهي غير حكومية تعمل على تمكين التجمعات والمنظمات المدنية في سوريا وللتخفيف من حدة العنف وكسر دائرته والاستجابة للنزاع والتحضير لعملية البناء والسلام في مرحلة مابعد النزاع. تعمل بدائل في المساهمة ببناء سورية تعددية ديمقراطية يمتلك فيها جميع المواطنين والمواطنات ومن مختلف المكونات فرصاً متساوية لإعادة بناء حياتهم وبناء مناخ داعم للسلام “.
وأضافت قجو :” من نشاطات المؤسسة إقامة ورشات لمنظمات المجتمع المدني واصدار أبحاث عن طريق الاستبيانات”.
ورأت قجو أن الأسباب الرئيسية لحالة الخمول التي أصابت منظمات المجتمع المدني هي:” عدم وضوح مفهوم المجتمع المدني لدى الشعب, وكذلك عدم وضوح رؤية المنظمة وأهدافها إضافة الى الدعم المادي الذي تتلقاه منظمات المجتمع المدني بشكل غير عادل والفساد الاداري في بعض المنظمات”.
تجمع معاً لأجل عامودا:
تأسس في26/2/2013 والهدف منه هو خدمة المدينة وأهلها.
السيد داريوس داري رئيس تجمع معاً من أجل عامودا قال عن نشاطاتهم :” قمنا في شهر آذار بحملة لحماية البيئة من التلوث حيث وزعنا الحطب لإحراقه بدلاً من إطارات السيارات, وسبقتها توزيع منشورات وملصقات في كافة أرجاء المدينة, كما قمنا بندوات حول مفهوم المجتمع المدني, وتكفل التجمع إجراء ثمانين عملية جراحية للفقراء والمحتاجين, وأيضا قمنا بحملة نظافة في مدينة عامودة والتي استمرت مدة شهر ونصف تحت شعار “النظافة وعي وسلوك”, قمنا بعدها بتوزيع القرطاسية على تلاميذ الصف الاول في جميع مدارس عامودة, وقدمنا إعانات مادية لذوي الاحتياجات الخاصة”.
وبشأن حالة الخمول قال داري:” إن شبح التمويل وهجرة العقول والكفاءات والظروف المعيشة الصعبة هي من أهم أسباب هذا الخمول”.
جمعية سولين لرعاية الطفولة
تأسست في 1/1/2014 وركزت معظم نشاطاتها على الطفل, فتنوعت بين تدريب الموهوبين على الرسم والموسيقا والمحادثة وإقامة حفلات ترفيهية للأطفال, كذلك القيام بورشات تدريبية والقاء المحاضرات والندوات”.
وقالت همرين أصلان عضو جمعية سولين أن النشاطات الأخيرة للجمعية هي إقامة معرض لرسومات الاطفال وأعمالهم اليدوية في مركز نوروز لإحياء المجتمع المدني.
وأرجأت أصلان حالة الخمول التي غلبت على نشاط وفعاليات منظمات المجتمع المدني إلى قلة الكوادر المتخصصة في مجال رعاية الطفولة والاسباب المالية, وكذلك عدم توفر أجهزة الاتصالات هي من أهم الأسباب الرئيسية للحالة التي تعيشها هذه المنظمات.
مكتب شؤون المنظمات الانسانية في مقاطعة الجزيرة
السيد حسين محمد مسؤول مكتب شؤون المنظمات الانسانية في مقاطعة الجزيرة كان له هذا الرأي:” في البداية أشكر جميع المنظمات على عملهم هذا ويجب أن يضعوا أيديهم على ضمائرهم, لأن عملهم عمل انساني, وأن يبتعدوا عن المصالح الشخصية, ولا يفضلوا أحداً على أحد, كي يحققوا ما يصبون إليه, يجب أن تكون مصلحة روجآفا فوق كل المصالح, لأنكم بالدرجة الأولى من روجآفا”.
وتابع محمد:” إن سبب حالة الخمول في هذه المنظمات هو الحصار المفروض على المقاطعة, حيث أن المقاطعة محاصرة من كافة الجهات مما يؤثر ذلك على إيصال المعونات بشكل سليم, وعدم التنظيم في عمل هذه الجمعيات والمنظمات وعدم وجود رؤية وخطة واضحة بهذا الخصوص, لذا نحن في مكتب شؤون المنظمات نسعى وبشكل حثيث ومستمر الى وضع مقاييس وخطة لإنعاش وتنمية وتنظيم عمل هذه المنظمات وتفعيل عملية التشابك بين هذه المنظمات وبين الكومينات والمجالس, ونسعى للعمل على فرض متابعة أمور الاغاثة بشكل مستمر, وبناء عليه تم تأسيس فروع في كل منطقة في مقاطعة الجزيرة لتهتم بالعمل الإغاثي.”
تتعدد الأسماء والهدف واحد, تتنوع أسباب الخمول والركود في معظم المنظمات والجمعيات ومردّها المصدر عينه؛ الهجرة, الفساد, الوضع الأمني, الاقتصادي, السياسيّ, قلة الخبرة, وإغلاق المعابر االحدوديّة…
فإلى متى تستمر هذه الحال في جمعيات هي محطّ أنظار سواد المجتمع لما تقدّمه – إذا أخلصت العمل – من خدمات إنسانيّة جليلة في هذا المجال.
تحقيق : نصرالدين محمد
نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 20 بتاريخ 2015/6/1