استحوذت الأزمة العراقية على تغطية الصحف البريطانية للشؤون العالمية والشرق أوسطية. وتناولت تقارير مراسلي عدد من الصحف تداعيات انتصارات المسلحين المناوئين لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على الدول المجاورة.
ونبدأ بتقرير في صحيفة “فاينانشال تايمز” تصدرته تصريحات لمسؤول بارز بحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم أوحت باستعداد الحزب لقبول دولة كردية مستقلة في شمال العراق.
وجاء في تصريحات خاصة نقلتها الصحيفة عن المتحدث باسم الحزب، حسين سيليك: “في الماضي كانت (فكرة) إقامة دولة كردية مستقلة سببا للحرب (بالنسبة لتركيا)، لكن لا أحد له هذا الحق حاليا.”
وقال سيليك: “في تركيا حتى كلمة كردستان تثير توترا لدى المواطنين، لكن الواقع أن اسمهم كردستان،” بحسب ما نقلته “فاينانشال تايمز”.
وأضاف في تصريحاته للصحيفة: “إذا انقسم العراق، وهذا أمر حتمي، فهم أشقاؤنا…لسوء الحظ الوضع في العراق ليس جيدا، ويبدو أنه يتجه للانقسام.”
وأشار التقرير إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرلمان، أخبر نظيره الأمريكي جون كيري مؤخرا أن قيام دولة كردية أمر محسوم.
ولفت التقرير إلى أن قيام دولة كردية في شمالي العراق قد يمثل حاجزا ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشمال – المعروف باسم “داعش” – الذين يعتبرهم مسؤولون أتراك تهديدا لبلادهم.
أعلام “داعش” في الأردن
عبر دبلوماسيون غربيون ومسؤولون أردنيون عن مخاوفهم بشأن استقرار الأردن بسبب الأزمتين في العراق وسوريا.
وننتقل إلى صحيفة “ديلي تليغراف” التي تحدثت عن ظهور أعلام “داعش” في الأردن.
ونشرت الصحيفة تقريرا لمراسلتها في مدينة معان الأردنية، روث شيرلوك، تحدثت فيه عن احتشاد مصلين أمام مسجد في معان عقب صلاة الجمعة تحت راية كبيرة لـ”داعش”.
وأشارت المراسلة إلى أن بعض الرجال المحتشدين ارتدوا سترات عسكرية مموهة.
وبحسب التقرير، فإن أنصار “داعش” في الأردن بدأوا يشعرون بأن لديهم شوكة قوية بعد الانتصارات التي حققها مسلحو التنظيم في العراق وسوريا.
وعبر دبلوماسيون غربيون ومسؤولون حكوميون أردنيون مؤخرا عن مخاوفهم بشأن استقرار الأوضاع في الأردن على ضوء حراك المتشددين على طول حدودها مع الدولتين، وفقا لما ذكرته “ديلي تليغراف”.
وأشارت إلى أن القوات الأردنية هرعت صوب حدودها مع العراق خلال الأسبوع المنصرم لتعزيز دفاعاتها بالدبابات ومنصات صواريخ مع استحواذ مسلحين سنة على النقطة الحدودية الحكومية الموجودة على الجانب العراقي.
وقالت الصحيفة إن الكثير من الجهاديين الأردنيين المنضوين تحت لواء تنظيم “داعش” أو جبهة النصرة جاءوا من مدينة معان الفقيرة التي تقع في جنوب الصحراء.
وأضافت أنه على مدار الأعوام الثلاثة الماضية عبر الكثير من سكان المدينة عن دعمهم لجبهة النصرة.
لكن خلال الأسابيع الأخيرة “تحول” ولاء البعض إلى “داعش” التي يعتبرها قادة تنظيم القاعدة “مفرطة في تشددها”، بحسب الصحيفة.
ونقل التقرير عن المسؤول الحكومي الأبرز بالمدينة، ماجد الشرع، قوله إن شعبية “داعش” في المدينة مرتبطة بالوضع الاقتصادي المحلي، حيث “لا توجد فرص عمل”.
مخاوف في لبنان
شهد لبنان عددا من التفجيرات الانتحارية مؤخرا.
وفي سياق تمدد حراك “داعش”، قالت صحيفة “التايمز” إن التنظيم دشن “حملة تفجيرات انتحارية تستهدف مناطق شيعية في لبنان”.
وأشار تقرير للصحفي، نيكولاس بلانفورد، إلى أن مصادر أمنية لبنانية أعربت عن شكوكها في أن التنظيم مسؤول عن ثلاث هجمات انتحارية وقعت الأسبوع الماضي، وهو ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة 70 آخرين.
ونقل التقرير عن المصادر اعتقادها بأن “داعش” تستغل خلايا نائمة أو تبعث بمتطوعين أجانب لشن هجمات تستهدف المناطق الشيعية التي يحوز فيها حزب الله على شعبية كبيرة.
ويشارك مقاتلون تابعون لحزب الله في الصراع السوري دعما للرئيس بشار الأسد في مواجهة الحراك المسلح المعارض.
وقالت الصحيفة إن سعوديا ألقت الأمن اللبناني القبض عليه تزامنا مع تفجير انتحاري الأربعاء أقر بأنه وشريكه الانتحاري كانا أعضاء في “داعش”، وأنهما كان يخططان لتفجير مطعم في جنوبي بيروت.
السودانية مريم تلوذ بالسفارة الأمريكية
محكمة سودانية حكمت على مريم بالإعدام شنقا، والجلد مئة جلدة بعد إدانتها بتهمتي الردة عن الإسلام والزنا.
ونختم بتقرير من صحيفة “التايمز” حول السودانية مريم إبراهيم التي تعيش حاليا في السفارة الأمريكية بعد إطلاق سراحها من الاحتجاز.
وكان زوج مريم، دانيال واني – وهو مواطن أمريكي – قد انتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعدم إدلائه بتصريح دعما له، بحسب التقرير.
لكن واني قال إن السفارة الأمريكية في الخرطوم عرضت على عائلته ملاذا به، وفقا لما ذكرته الصحيفة.
وقالت “التايمز” إنه ألقي القبض على مريم مرة أخرى واتهمت بتزوير وثائق، ثم أطلق سراحها لتوذ بالسفارة الأمريكية.
وحكمت محكمة سودانية على مريم بالإعدام شنقا حتى الموت، والجلد مئة جلدة بعد إدانتها بتهمتي الردة عن الإسلام والزنا، بعد زواجها من مسيحي.
وقالت الصحيفة إن الخارجية السودانية استدعت دبلوماسيا أمريكيا وآخر يمثل دولة جنوب السودان للتعبير عن غضب من موقف الدولتين، وللتأكيد على أن مريم يجب أن تبقى في السودان حتى النظر في استئنافها على الحكم بإعدامها.