الإخوة والاخوات الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها نحن نجتمع اليوم لنحيي من؟ ليست فقط الذكرى الأولى ليوم فاجعة كردية, إنما نحيي تاريخاً مجيدا لمدينتنا عامودا, مدينة الكبرياء والحب والريحان وهي تقدم فلذات أكبداها قربان لروح الكردايتي وقربانا لروح وحدة الصف الكرديّ ووأداً للفتنة. يوماً من تاريخ عامودا نقر فيها آية من آيات تضحياتها ونقول فيها ستبقى عامودا وكل المدن والقرى الكردية أوفياء للشهداء تتسامى على الجراح ولن تكون إلا واحة للنضال والحرية والكرامة تتجسد فيها الأخوة الحقة والحرص على الوحدة التي من دونها لا تنير شموع الشهداء.
أيها الحضور الكريم على خلفية اعتقال ثلاثة نشطاء من مدينة عامودا بتهم باطلة وتطويق المدينة في اليوم 17/6/2013 من قبل قوات التابعة ل pyd واعتصام العشرات من الحراك الشبابي الكردي ولمدة 10 ايام واضربهم عن الطعام وبدلا من الافراج عنهم قامت مجموعة مسلحة من ypk مدجج بمختلف أنواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة بمهاجمة المظاهرة السلمية المطالبة بالإفراج عن المعتقلين واطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزل مما ادى الى استشهاد ثلاثة من المتظاهرين على الفور وجرح العشرات منهم ثم قاموا بمداهمة مكتب احد أحزاب المجلس الذي كان قد انهى اعضاء المجلس المحلي اجتماعهم فيه لتطويق الجريمة واطلاق النار على احد الرفاق مما ادى الى استشهاده على الفور ليكون الشهيد الرابع ومن ثم اعتقال كافة الموجودين بالمكتب وبدؤوا بمهاجمة عدة مكاتب أخرى تابعة لأحزاب المجلس المحلي وقاموا بنهب وحرق مقتنياتها ومداهمة العديد من منازل النشطاء وبشكل مروع ولم يكتفوا بهذا العمل المشين بل قاموا بإطلاق الرصاص الحي على سيارة التي كانت تقلُ احد الشهداء من المشفى الى الجامع مما ادى الى استشهاد الخامس, ومنعوا اسعاف الجرح بإغلاق منافذ المدينة وفي الصباح الباكر من اليوم الجمعة 28/6 اعلنوا منع التجول في المدينة حتى طائلة القتل, وبهذا اصبحت عامودا منطقة عسكرية, وبالفعل أطلق احد قناصتهم الرصاص الحي على شخصين كان على دراجة نارية عائدين من الفرن من مأذنة الجامع مما ادى الى استشهاد السادس وجرح الاخر بعاهة دائمة.
والأفظع من ذلك منع مشاركة اهل المدينة من ذوي الشهداء لتشييع الجنازات ومنع خطبة وصلاة الجمعة, وتبريرا لجريمتهم قاموا بإلقاء التهم جزافاً على أهالي عامودا بتهم باطلة كنـَعْتـِهم بالأردوغانيين , واحتوائهم لكتيبة /313/. إننا في المجلس الوطني المحلي بعامودا نؤكد على مطالبنا بإجراء تحقيق عادل من قبل لجنة كردستانية محايدة, لكشف ملابسات هذه الجريمة ومحاسبة الجناة.
الأخوة والأخوات: لقد دأب المجلس الوطني الكردي على الحفاظ على سلمية الثورة والحفاظ على السلم الأهلي بين مكونات المناطق الكردية والمشتركة, وخاصة بين أبناء الشعب الكردي والتي جسدتها اتفاقية “هولير” بين المجلسين مجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب غربي كردستان برعاية الرئيس مسعود البارزاني, والتفاهمات التي تمت بعدها برئاسة الاقليم والمناضلة ليلى زانا, والمناضل اوصمان بايدمر.
أيها الحشد الكريم: إن دخول الثورة السورية عامها الرابع وتمسك النظام بخياره العسكري وممارسة أعمال القتل والتدمير والتهجير والذي ثبت فشله متجاهلا ويلات الشعب السوري ومعاناته وعذاباته, وبتغاضٍ من المجتمع الدولي وصمْته لإنهاء هذه الازمة يطيل أمد الصراع ويضع الشعب السوري في نفق مظلم, ويبقى الحل السياسي وفق الطرح الكردي الأنسب لوضع نهاية للازمة, وذلك بإقامة نظام ديمقراطي برلماني اتحادي وحل القضية الكردية وفق المواثيق الدولية ضمن إطار وحدة البلد.
المجد والخلود لشهدائنا الستة, وننحني اجلالا واكبارا لأرواحهم الطاهرة, والاحترام والتقدير لذويهم, ولشهداء الحركة الكردية والثورة السورية المباركة.
المجلس المحلي للمجلس الوطني الكردي في سوريا.