خاص: Buyerpres
فراس قس إلياس, إدوار مسعود من إدارة النادي السينمائي(برمايا), شباب جمعهم الشغف بالسينما والفن, وطموح لبلورة ونشر وعي وثقافة سينمائية جادة في هذه المدينة التي تشكل لوحة فسيفسائية جميلة بثقافاتها المنوعة, فكان النادي السينمائي, الذي يعتبر أحد أقسام مركز برمايا للثقافة والفن الفلكلوري السرياني تجربة أثبتت رغم حداثتها نجاحاً ملحوظاً.
حيث يعرض النادي كل يوم أحد وعلى مدار الأسبوع فيلماً, يتم اختياره من قبل الإداريين, فراس قس إلياس وإدوار مسعود اللذان أكدا أن عملية اختيار الأفلام تتم بشكل مدروس إذ يتم اختيار الأفلام التي تحاكي الواقع وتكون أكثر قرباً من بيئتنا ويتم الابتعاد عن الأفلام النمطية كالأفلام الامريكية والهوليودية, التي تركز على الشخصية الأسطورية( بطل العضلات, البطل الوسيم ) فيكون الميل الأكبر في عملية الاختيار للأفلام الأوربية, وكذلك الايرانية- الايطالية- اليابانية-الاسترالية- أفريقيا الجنوبية- الكندية, فهي تكاد تقترب بشكل كبير وحميم من بيئتنا الاجتماعية وتراثنا الثقافي.
يسبق عملية عرض الفيلم قراءة نبذة عن تاريخ انتاجه- اسم المخرج- الجوائز التي حصدها الفيلم- كيف تم إنتاجه- أسماء الممثلين- دور العرض التي عرضت فيها الفيلم وحتى الأرباح المادية ليكون بعد انتهاء الفيلم, جلسة حوارية حول الفكرة الأساسية التي يركز عليها الفيلم وشرح ما لم يتم فهمه – كما يتضمن آراء نقدية حول الفيلم, كما يسبق عملية عرض الأفلام نشر بوست يتضمن برنامج شهري للأفلام التي سوف يتم عرضها من قبل إدارة النادي بالإضافة إلى النشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
يعتبر النادي السينمائي – برمايا التجربة الثانية بعد تجربة النادي السينمائي التابع للمركز الثقافي – قامشلي سنة 1982م والتي اعتبرت التجربة الرائدة آنذاك في هذا المجال إلا أنها لم تستمر طويلا لأسباب إجرائية وعدم وجود مشرفيين ذات صبغة سينمائية معينة, ليأتي بعد ذلك تجربة النادي السينمائي- برمايا مرسخاً لطموحٍ شبابي جاد في خلق وعي وثقافة سينمائية تكاد تفتقر اليها منطقتنا.
النادي تأسس بجهود شخصية دون وجود أي جهة داعمة آو ممولة, استمرارها يدل على الرغبة الشديدة لدى القائمين عليها في إنجاح هذا المشروع وطموحٌ لا يمكن حصره في حدود, طموحٌ رغب في قهر كل الظروف والمعوقات التي تواجهه.
أنطون أبرط – طبيب أسنان أحد المهتمين بالسينما ومن المتابعين الدائمين لنشاطات وفعاليات النادي السينمائي حيث يراها تجربة ناجحة وتستحق التقدير ولا بد أن تستمر, وعبر عن رأيه: ” في ظروف الحرب إرادة الحياة وإرادة الفن والثقافة هي التي تنتصر عندما نطرح شيء جديد لمستقبلنا ولحاضرنا اليوم, ولكن عندما نحصر أنفسنا في ثقافة الحرب والدمار سوف ننتهي.
إن ما نجده في هذا النادي شيء جديد ومختلف,( مدارس مختلفة) عن ما نجده في القنوات التلفزيونية التي يمكن القول بأن أغلبها تركز على فكرة البطل الأوحد, وهي بعيدة كل البعد عن مجتمعنا. نأمل استمرار هذه التجربة ودوام نجاحها ورؤية تجارب مشابهة في المستقبل”.
الجدير بالذكر أن مركز برمايا للثقافة والفن الفلكلوري السرياني, تجربة حديثة الولادة, أثبت خلال فترة زمنية قصيرة من كسب شعبية جماهيرية واسعة تعدّت حدود المنطقة إلى مستوى عالمي فكان مهرجان دوحة (قطر), مهرجان (قبرص) وآخرها أربيل ولكن الظروف لم تسعف المركز بسبب الأوضاع الامنية التي تمر بها المنطقة.
هذا المركز يتسم بطابع فلكلوري خاص لم ينحصر نشاطاته وفعالياته في إحياء الثقافة والفن الفلكلور السرياني فحسب بل جهدت في رسم لوحات فنية فلكلورية تعبر عن فنون وثقافات المكونات الموجودة في المنطقة.
رغم تواضع إمكانياته المادية وعدم وجود أية جهة ممولة إذ اقتصرت على المردود البسيط لفرق المركز, هذه الفرق التي يتم تدريبها على يد مدربين مهرة وذو خبرة عالية إذ يبلغ عدد أعضاء برمايا بكل أقسامها تسعون عنصراً ينقسمون بين إداريين ومدربين وراقصين ومتدربين, ويشكل الراقصين العدد الأكبر من الأعضاء موزعين بين فرقتين, الأولى تتراوح أعمارهم بين (7 – 14) والفرقة الثانية (18 – 25) وهي تقوم بتلبية جميع الدعوات لإحياء المناسبات الوطنية لكل الأطياف والمكونات المتواجدة في المنطقة.
تقريـــر: فنصة تمّـو