الغير، التهافت على موائد الفاشيين والبعثيين الجدد، المواقف المجانية، التطفل على الأخطاء، والتهريج السياسي اللامسؤول لم يعد مجرد ظواهر سلبية عارضة في سلوك البعض السياسي. بل أصبح نهجاً أقرب إلى الخيانة القومية. وعلى هؤلاء أن يدركوا جيداً أن المأزق السياسي والأخلاقي الذي أصبحوا فيه ماعادنا قادرين على إيجاد أيّ تبرير لهم إذا أحسنا النيّة نحوهم.
وبشأن موقف المعارضة السورية حيّال الهجمات التي تستهدف المناطق الكرديّة أضاف نبي أن المعارضة: ” عجزت حتى الآن عن تقديم أي برهان على جديتها والتزامها بالإعتراف بحقوق الكرد، والأحزاب الكردية المتحالفة معها، من الطرفين، فشلت عن تسجيل أي نجاح على صعيد انتزاع الاعتراف منهم. ومواقف هذه المعارضة لم تعد سلبية على الصعيد السياسي فحسب نحو الكرد وقضيتهم، بل صارت تعكس أزمة فشل أخلاقي أيضاً نحوها، وأكبر دليل على ذلك تصريحات المعارض القبائلي( المسلط) وغيره المتتالية في ظل صمت مشين لحلفائه الكرد. حتى هذه البرهة من تطور الحدث السوري لم نسمع من رموز المعارضة مايبعث على الأمل والطمأنينة. الكل يتسابق على نحو أهوج إلى إثارة الكرد عبرمواقفهم العدائية وتصريحاتهم التي تكشف عن ذهنية كريهة وضيق أفق عنصري. الكل يهذي ويصرخ حينما يتعلق الأمر بحقوق الكرد وقضيتهم. الارتياب والحقد والتعصب هو حقيقة وجوهر وعي هؤلاء بالوجود الكردي. ومن الصعب عليهم إقناعنا بكلامهم المنمق عن المساواة والديمقراطية والمواطنة. الأقنعة الصدئة على وجوهم من السهل إزالتها، مثلما تجلت في الأيام الأخيرة. كيفما كان تفسير هذا الأمر فهو يعبر عن حقيقة المعارضة السورية وواقع حالها. البيانات الأخيرة التي صدرت عن الإئتلاف المعارض تؤكد على حقد ودجل الإئتلاف الوطني. و لو صدر مثل هذا البيان بهذه الذرائع ضد جبهة النصرة والداعش والكتائب الإرهابية الأخرى من قبل لقبلنا أن نأخذ هذا البيان على محمل الجد.
وبشأن الخلافات القائمة بين المجلسين الكرديين أوضح نبي أن الخلافات القائمة بين الساسة الكرد لم تكن درساً كافياً للعظة والتاريخ بل العكس: ” بالمقابل الساسة الكرد لم يتعظوا من دروس التاريخ والسياسية، وبرهنوا مرة أخرى على فشلهم الذريع في تمثيل قضية الشعب الكردي القومية. إن غياب الخطاب السياسي المشترك، الفشل في تأسيس القرار القومي المستقل، عدم وجود نخبة سياسية قادرة على الاستقطاب والقيادة، كلها ملامح أصيلة للأزمة الخطيرة التي تواجها القضية الكردية في سوريا. مما جعلها عرضة للاختراق الخارجي، وللاستباحة من جهة القوى المعادية للقومية الكردية. نصف قرن من العجز السياسي، وأربع سنوات تاريخية حاسمة، أثبتت فشلها وعجزها. كان الحفاظ على استقلال القرار القومي في غرب كردستان أهم من أي إنجاز سياسي. ولهذا أعدّ انضمام أحزاب المجلس الوطني للائتلاف دليلاً على فشله في تمثيل القضية الكردية في غرب كردستان. كان هذا الانضمام المتسرع ليس الغرض منه ضمان الحقوق القومية، على العكس من ذلك ماتم الاتفاق عليه هو هدر للحقوق. إنما الغرض منه هو تحقيق بعض الانتصارات الحزبية الضيقة والتافهة على حساب مصالح الشعب الكردي وحقوقه. هذا الانضمام كان على الضد من إرادة الشارع الكردي السياسية. ومقامرة بوجوده في ظل التحديات الإقليمية المستجدة. دليل قراءة خاطئة للموقف السياسي الراهن. مع تأكيدي على أن بقاء بعضها الآخرى في هيئة التنسيق لايختلف في معناه وفي جدواه عما سبق.
ورأى الأكاديمي سربست نبي أن: ” بقاء الكرد كقوة سياسية مستقلة، ذي إرادة سياسية وقرار مستقلين هو أنفع بما لايقاس من هذا التهافت اللامجدي. ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ إن المجلس الوطني الكردي بانضمامه إلى الائتلاف على النحو المتفق عليه كان خيانة أولا لجميع المبادئ السياسية، التي أعلنها المجلس بالذات قبل أي اعتبار آخر الدماء التي أريقت أمس في ضواحي مدينة الحسكة، تستدعي اليقظة من الجميع ومراجعة الذات بشجاعة، ومالم يحدث ذلك قريباً فعلى مدّعي تمثيل القرار السياسي الكردي، جزئياً أو كليّاً، أن يعفونا من رؤية وجوههم الباهتة”.