فرنسا تحتفل بعيد الموسيقى ال 32 رغم الأزمة الاقتصادية

تشهد المدن الفرنسية طيلة ليل السبت الأحد سهرات غنائية بمناسبة عيد الموسيقى ال32 والذي يتزامن ككل سنة مع قدوم فصل الصيف. وتأتي الاحتفالات هذه السنة في وقت يهدد فيه الفنانون الموسميون في مجال المسرح والغناء في الدخول في إضراب مفتوح للتنديد بظروف عملهم.

هناك احتمال كبير أن يطول السهر ليل السبت الأحد في جميع المدن والبلدات الفرنسية التي ستحتفل بعيد الموسيقى ال32.

الموسيقى والأنغام ستكون حاضرة في الشوارع والساحات العمومية والمقاهي، فضلا عن مؤسسات الدولة، مثل قصر الإليزيه ومقر الحكومة الفرنسية والجمعية الوطنية والوزارات، التي أعدت كل واحدة منها، برنامجا موسيقيا ثريا.

من جهته، أعد معهد العالم العربي كعادته حفلا موسيقيا يمزج بين الأنغام الغربية والشرقية، بمشاركة مغنيين عرب مختصين في موسيقى “الراب” مثل “دي جي” ماسي الذي سيؤدي مجموعة من الأغاني الشرقية والمغربية والخليجية، والمغني الجزائري الشاب ديدين الذي سيغني مع موسيقى “الراي”، إضافة إلى فرقة لبنانية مختصة في العزف على “الدفوف”.

وما يميز عيد الموسيقى في فرنسا هو امتزاج مغنين محترفين وأصحاب شهرة عالمية، بمغنين هواة لا يملكون إمكانيات كبيرة لاستئجار قاعات لتنظيم الحفلات. كما يتزامن هذا العيد ككل سنة مع بداية اليوم الأول لفصل الصيف الموافق ل21 يونيو/حزيران.

العالم كله يحتفل بعيد الموسيقى

وكان جاك لانغ، وزير الثقافة السابق في عهد الرئيس الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران هو الذي بادر بتنظيم عيد الموسيقى لأول مرة في عام 1982.

مع مرور السنين، اكتسب هذا العيد شهرة كبيرة، إلى درجة أن العديد من الدول والعواصم الأوروبية الهامة مثل لندن وبروكسل وبرلين ومدن أفريقية وعربية أخرى تبنت هذه الفكرة وأصبحت تحتفل هي الأخرى بقدوم فصل الصيف بالموسيقى.

بدأ “تصدير” عيد الموسيقى إلى بقية دول العالم في عام 1985 بمناسبة تنظيم “السنة الأوروبية للموسيقى”. ومنذ ذلك الحين، أصبح العالم كله يحتفل بهذا العيد ويرقص طوال الليل على أنغام جميع أنواع الموسيقى.

وما زاد هذا العيد شعبية، هو أن كل الحفلات مجانية ومفتوحة للجميع، كما يمكن لأي شخص آو فرقة موسيقية سواء كانت محترفة أو من الهواة، أن تقوم بعرض موسيقي في أي مكان وبشكل مجاني.

قصر الإليزيه يفتح أبوابه للموسيقى

ومن الجدير بالذكر أن العروض الموسيقية أصبحت لا تنحصر فقط في الساحات العمومية والقاعات، بل تعدت ذلك لتصل أيضا إلى داخل السجون والمستشفيات، وتخلق رابطا قويا بين المدن وضواحيها، وتجعل الممارسة الثقافية والموسيقية أكثر ديمقراطية.

هذا، وتفتح الموسيقى أبوابا يصعب تجاوزها في الأوقات العادية كقصر الإليزيه مثلا الذي أعد برنامجا موسيقيا غنيا يبدأ من الساعة الرابعة زوالا إلى غاية التاسعة ليلا. وبإمكان محبي الموسيقى العسكرية التي ستؤديها فرقة الحرس الجمهوري بصحبة “الجوقة” قضاء أوقات ممتعة في حديقة الإليزيه التي ستفتح أبوابها للزائرين.

نفس الشيء بالنسبة لمقر الحكومة “ماتنيون” الذي سينظم حفلا ساهرا مع المغني الواعد توماس دترون ومغني “الراب” جيورجيو. وفي حديقة الجمعية الوطنية، أعلن كلود بارتلون، رئيس الجمعية، أن الفرقة الموسيقية الفلارمونية القادمة من مدينة ليل “شمال فرنسا” ستؤدي معزوفات من موسيقى “الجاز” و”البوب. ”

عيد الموسيقى على خلفية إضراب الفنانين الموسميين

هذا، وللمرة الأولى تمكنت شركة مترو الأنفاق والقطارات التي تربط ما بين المدن من تنظيم حفل موسيقي كلاسيكي في محطة ” أوبير” بهدف التعريف بالموسيقى الكلاسيكية، وسيعزف المشاركون موسيقى لـ “شوبان” و” وموزار” و ” فيفالدي” وموسيقيين آخرين معروفين على المستوى العالمي.

وللحيلولة دون وقوع أعمال عنف، كثفت قوات الشرطة من تواجدها في الساحات والشوارع الرئيسية مثل جادة ” الإليزيه” العريقة وأمام مؤسسات الدولة.

كما يأتي الاحتفال بعيد الموسيقى في وقت يهدد فيه الفنانون الموسميون الذين ينشطون في مجال المسرح والسينما والموسيقى بتنظيم إضراب عام ومفتوح تنديدا بمشروع القانون الذي تعتزم الحكومة تمريره والذي يقضي بتغيير معايير التعويضات المالية التي تمنحها الدولة لهؤلاء الفنانين وطريقة حساب هذه التعويضات