ما زالت هناك يا أبي / فراس الضمان

نهايةُ المَطاف …

بَعدَ عشرينَ حبيبةً

و ألْفِ قطارٍ

و انكسارَين !!

نهايةُ المَطاف …

بَعدَ أبٍ

و أمٍّ

و ثلاث نَجماتٍ يُرَفرفنَ مِن بعيد !!

بَعدَ صديقٍ

_ صديقٍ وحيدٍ !! _

و طَعنةٍ

و ألْفِ زجاجةٍ مَكسورةٍ في العَراء !!

نهايةُ المَطاف …

بَعدَ نكهةِ النَّدمّ

و التَّبغ الرَّديءِ

و الدَّم الفَوَّار و اليانَسون !!

بَعدَ عودِ الثُّقابِ الأخير …

و القمر الرَّاحل بينَ الجبال …

و دمشق !!

دمشقَ المَقصوصةِ الضَّفائر

المَنزوعةِ النَّارنج

المَحروقةِ النَّهدَين !!

نهايةُ المَطاف …

أراها …

أراها تَقتربُ مِن بعيد

و أنا أغفو

_ بعَينَين غامقَتَين

و ابتسامةٍ صغيرةٍ خضراء

و قلبٍ تائهٍ

تائهٍ …

تائهٍ بعيد !! _

على المقعدِ الخشبيِّ الأخير

في مَدرستي القديمةِ السمراء !!

وحيداً ….

على المقعدِ الخشبيِّ الأخير

أراها …

أراها منذُ عشرينَ عاماً يا أبي !! .

نشر في صحيفةBûyerpressفي العدد 14 بتاريخ 1/3/2015