في صدري
هيهات أن أنسى تلك الصور التي لونها من نصف عمرك, والمخبأة في جيوب طقوسيَّ الغرامية أُظهرُها في محطات جنوني، وحيث انسكب دموع القلب وتدحرجت عاطفةً وعشقاً سرمدياً.
مع طلوع القمر الشباطيّ, تُشرق شموس الأحلام, وتزداد اللهفة لقراءة قصيدة عنوانها قبلة هاربة إلى من لا أتمنى سوى رضاها, ومع زقزقة الدوريّ الأزعر الذي يسرق النوم من عيون النوافذ، أرسل مع النسمات الخجولة باقةً من الخواطر التي بثت الروح في يراعيّ البكر.
كلما أنظر للوجه السّرحدي المشبع بماء النرجس البري، يغرق الروح في ماء العيون التي تُذيب جليد الأيام بدفئها, وتغدو فراشات الذكريات كأنها في حدائق جبال المِكسَ السندسية.
وكلما أسمع الصوت المُلحَّن على أوتار السّرور، تغدوا الأحزان هرباً.. وتُنشَد المشاعر آيةً كلماتها من نور الفجر لحظة ابتسامة الشمس, وتثور عواصف الشوق, فيرتعش الزمن للاحتضان.
في خدّيها صبح خجول يترنح للابتهال, وخلف شلالات الشعر الكوجريِّ الذي تداعب خصلاته ثمار الدّراق المخبأة في ظلال الحرير المنسوج بشذا الزعتر العفرينيّ زمناً ناطقاً بلغة الصمت.
وفي لحظة صمتي, أسكب في فنجان الفجر نبيذ الذكريات، عسى أن أرشف عبقاً من النسمة التي عبرت قبل سويعاتٍ في ذلك المكان الصامت الذي لا يتفوه إلا حين يقبل خيالاً لتقاسيم ثغرك الملائكي.
في عيد الحب سأغزل من رموش الشمس قميصاً أخضراً لجسدٍ عانى من الأسود شبر زمن, ومن البان، سأصنع أرجوحة لأيامٍ خلت من ندى الحنان, وعلى تلك الخصلات التي تتطاير عشقاً سأرش شذاً من زهور البيلسان كل لحظة.
نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 14 بتاريخ 1/3/2015