مَنْ
مسلمٌ أنتَ أيُّها الإنسان لِمَ تقتل الكهلَ والطيار؟
تجلدُ التّاريخُ بفَحُولَتهِ وتدفنُ الوطنَ في الحِصار
مَنْ يُلَمْلِم أشطرُ السَّماء مِنَ النسيان وَربّما الانهيار
أَسلمْنَا على يدٍّ انتسبَتْ إِلى زمنٍ نِصْفَهُ جوار
أَسْلَمْنا بالسّيفِ المُهنَّدِ أَفْتَوا لنسائِنا بهذي الخِمار
أَسْلَمْنا على يدٍّ قَتلَتْ ابنُ الخليفةِ في جيفةِ حمار
أَسْلَمْنا في أربعاءِ أحمرَ لَمْلَمْتْنا كلّنا قُبلة الأحجار
أَسْلَمْنا لِحُبِّ الله فينا لا خوفاً مِن أَذْرُعِ النَّار
لا يُفرِّقونَ بينَ القومين قَتَلُوا مُسلميهم مع كُفَّار
مَنْ ينقذُ الإسلامَ مِنهُم وَيَطْلِقُ ألسنةَ لكلِّ حِوار؟
تاهَ مُفسِّرونا واختلفُوا بينَ فتحٍ وضمٍّ وانكار
وثبُّوا على نساءِ قَتْلاهُم في خيمةٍ بينَ جُثَثٍ ودَمار
عَهدَتْهُم العمريةُ بلادين معَ جِزيَةً في استصغار
لَم يبقَ لَنا وطنٌ يَأْوينا ويَرْحَمْنا من دَمْعةِ الإِجار
أَ… وكلاءُ الله أَنْتم , كيف يلوذُ الطّفلُ مِنكم بالفرار؟
ليسَ بيننا وبينَ الله بشرٌ لا أَخْيارا ولا أَشْرار
نعرفُ الله أكثرَ منكم بوردةٍ وصلاةٍ وأَشعار
نعرفُ الله أبعدَ منكم أَنتم تَضَعونَهُ بينَ أَسوار
نعرِفهُ في الموتِ وَ وفي أَعيُنِ أَبناءنا الصِّغار
لا خليفةٌ يُمثّلُنا ولا أميرٌ يعرفُ كلَّ الأَسرار
لا يَدْركُ الله غيرَ الله لن نراهُ في يومِ (هوار)
نحنُ أبناءَ محبَّة الله ضيّعَتْنا الفتاوي في القفار
كيفَ نعودُ إلى الله في السّواد رغُمَ النَّهار؟
لَم يبقَ مِن الإسلامِ غيرَ الكورد مع الضَّواري
لَكُمْ وليدَكم وسلمانكم ولنا زيرَفانَنا وارينَ الدَّار
نشر في صحيفة Bûyerpress في العدد 14 بتاريخ 1/3/2015