1
بالتأكيد لا يمكن لأحدنا أن يعطي أجوبة يقينية ثابتة لمتغيرات سياسية متعلقة بموازين القوى الدولية والإقليمية في المنطقة، وبالتالي فلا يمكن الادعاء بالنجاح أو الفشل بنوع من التأكيد وبشكل مطلق حيث معلوم الانقسام الكردي بين المحورين الدوليين في المنطقة والعالم، وهكذا فإن نجاح أي فريق أو كتلة ما مرتبط بمجمل المشروع السياسي لذاك المحور في المنطقة، وبالتالي فإن نجاح الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا مرتبط بنجاح المحور الذي يرتبط به إقليمياً دولياً.
2- المحتفلون بتأسيس الحزب في هولير والمخيمات أكثر من الذين احتفلوا بالتأسيس في قامشلو, ما السبب برأيكم ؟
رغم ذلك لا يعني بأن جماهيرية الحزب في الإقليم أكثر مما هي في المناطق الكردية في سوريا، وكذلك لا تعني بأن كل جماهير الحزب قد هاجر بفعل القمع وصعوبات المعيشة الحياتية إلى الإقليم، بل ربما ونتيجة لسياسة الاستبداد التي تمارس من قبل الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي قد أجبر تلك الجماهير على السكوت وانتظار القادم لتعبر عن رأيها وولائها وانتمائها للنهج وفي ظروف أقل قمعاً واستبداداً, حيث لا يمكن أن القضاء على البارزانية من خلال مشروع سياسي آخر بتلك السهولة ونعلم مدى ترسخ هذا النهج في الوجدان والضمير الشعبي ولكن الظروف السياسية والأمنية أحياناً تدفع الجماهير إلى قبول واقع ما ليس على قناعة كاملة به وينتظر الفرصة المناسبة للتعبير عن قناعاته.. ربما هذا هو التفسير المنطقي للواقع الكردي وجماهيرية الحزب الكردستاني.
3– ما الحل المناسب بين القطبين الرئيسيين في روجافا PDK-S ، PYD ؟
بقناعتي الحل يكمن في اتفاقيات هولير وتفعيل الهيئة الكردية العليا أو مجلس قيادي كوردي تكون المشاركة الفعلية والحقيقية لكل الكتل السياسية فيها وليس على الطريقة الحالية بين (PYD) وعدد من الأحزاب الضعيفة في إدارة المناطق الكردية، والتي تذكرنا بحالة الجبهة الوطنية التقدمية السورية وهيمنة البعث، وبالتالي فإن المطلوب تشارك سياسي حقيقي بين الجميع ويكون محوري ذاك الاتفاق هما هاتين الكتلتين السياسيتين المذكورتين؛ أي الاتحاد الديمقراطي والحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا.
4_ قراءة بير رستم للواقع السوري؟
واقع مأساوي, بل كارثي يزداد تعقيداً مع مرور الوقت والتدخلات الإقليمية والدولية، وازدياد حجم الخراب والدمار والقتل في البلاد؛ حيث تعتبر سوريا بأرقامها المهولة في القتل والجرائم والتدمير مأساة العصر وباعتراف الجميع, ومع ذلك فإن العالم يتفرج وذلك بعدم وقف المأساة وهي تتدحرج إلى هاوية ومستنقع أكثر وأشد عنفاً وظلاماً.. لكن يبدو أن هناك شبه اتفاق دولي لإطالة المأساة السورية بحيث يتحقق المشروع الدولي – الإقليمي الجديد (شرق أوسط جديد) في المنطقة وبالتالي يتم إعادة رسم خارطة المنطقة وولادة دول وإمارات وكانتونات جديدة وذلك من خلال ايصال جميع المكونات العرقية والدينية إلى قناعات شبه مؤكدة؛ بأن من الاستحالة العيش مع المكون الآخر وبالتالي يكون ضرورياً ومقنعاً إعادة رسم الخارطة وتفجير أزمات أخرى في هذه الدول لإطالة الهيمنة الغربية من جهة وتدفق النفط إلى العالم المتقدم وهم بدورهم يشحنون بواخر الأسلحة إلى بلادنا لنحصد المزيد من الأرواح البشرية.. ولكن ورغم كل هذه المآسي لن يكون المخرج إلا بتوافق كل الفرقاء السوريين وتشاركهم على طاولة واحدة والاتفاق معاً على إدارة البلاد وإما فإن الحروب والمآسي وتدحرج الأزمة نحو تفتيت المنطقة كلها – وليس سوريا وحدها – ولكن يبدو أن الأمور تتجه نحو ذاك المنحى السياسي.