الإعلامية شيرين ابراهيم – إذاعة Arta FM
هل ترون أن الادارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة حققت آمال الشعب الكردي؟
سأبدأ من حيث ينتهي هذا التساؤل، ماهي آمال الشعب الكردي في مقاطعة الجزيرة؟ أو بمعنى آخر ماهي رؤيته لسوريا المستقبل؟ بقليل من البحث سنجد آراء مختلفة، يتناحرون أحيانا، يتلاسنون أحيانا أخرى، يجلسون إلى طاولة الحوار، لكنهم لا يبرحون أماكنهم. – وحالة التخبط هذه وضبابية الطريق إلى المطلب هي مشروعة للشعب، لكن لا يمكن غفرانها للكيانات السياسية أومن تجد نفسها صاحبة سلطة. ولعل مرور قرابة الأربع سنوات على الأزمة في سوريا كفيلة بإخراج تلك الكيانات من حالة الصدمة- عند هذا المشهد بالذات يكتشف المراقب للوضع أن الإدارة الذاتية الديمقراطية، وخلال عام من عملها كسلطة حاكمة في المنطقة، لم تستطع إيجاد مشروع سياسي واضح المعالم تتمكن عبره من إقناع غالبية الشعب برؤيتها لحل قضيته. لكن في الجزء الآخر من الصورة تجد أن الإدارة الذاتية حققت مكاسب سياسية، ولعل السعي الحثيث لأشد معارضيها إلى شراكتها خير دليل، لكن الواقع يقول أيضا إن هذا الساعي للشراكة هو ضعيف الفاعلية وشارف على فقدان ثقة الشعب به. أما بعيدا عن المقاطعة، فالمشهد الفوضوي الخانق، يجعلك تستشعر قيمة الأمان والاستقرار النسبي الذي تنعم بهما، فالإدارة أوجدت مؤسساتها الاقتصادية والعسكرية والأمنية، وعلى الرغم من اصطدامها بالمؤسسات الإعلامية والمدنية إلا أنها منحتها حق ممارسة نشاطها. مشروع الإدارة سواء جاء بمحض صدفة أو تخطيط، ذلل الصعاب أو خلقته الظروف كل هذا لم يعد يهم، ما هو ضروري الآن ألا تخضع مؤسساته لأمزجة الأفراد وأن تتعامل بشفافية تامة. ومهما بلغ هذا المشروع من القوة سيبقى مهددا، إن لم يسع أصحابه إلى إشراك الجميع فيه، وفي كوباني خير عبرة.
د.أوجدان رشيد– طبيب أسنان:
تجربة الادارة الذاتية في كردستان سوريا تكاد تكون التجربة الإيجابية الوحيدة كأحد افرازات الثورة السورية وتطلعات الجماهير المنتفضة لأجل قيم المواطنة والديمقراطية والمساواة , فيما تشهد باقي أجزاء سوريا ظهور مشاريع اسلاموية تعيد السوريين الى عهود الظلام والاستبداد باسم الله والاشد وحشية من الديكتاتوريات العلمانية, أهم ما تم انجازه هو تأمين الأمن و الحفاظ على النسيج الاجتماعي سليما و بناء المؤسسات الخدمية و السياسية والعسكرية المتمثلة في ال(ypg و ypj )والتي أبهرت العالم بانتصاراتها في كوباني ضد القوى الهمجية و الارهابية. التجربة الوليدة هذه تحتاج الى تطوير مستمر و لابد من تفعيل العمل المشترك لكل القوى و الأحزاب السياسية لتشكيل مرجعية و إقامة انتخابات حرة لكسب الشرعية الشعبية و لابد أيضا من بناء تحالفات داخلية مع القوى المؤمنة بالديمقراطية واقليمية قائمة على الندية لا التبعية, و أيضا العمل على تقوية المؤسسات المدنية و الديمقراطية و العسكرية و التي من شأنها تحويل روجآفا الى حليف لقوى التحالف الدولي ضد الارهاب كما حصل في كوباني, مثلا قد لا تحقق الإدارة الذاتية طموح كل كرد روجآفا إلا اني لا أرى تناقضا بينها و بين طموحهم في تقرير المصير خاصة وان باقي الجوار العربي السوري ( معارضة و نظاما ) يتجه نحو مزيد من التشدد العروبي و الاسلاموي , لكن قد تكون الادارة الذاتية خطوة نحو تحقيق تقرير المصير لشعب روجآفا كردستان في حال فشل بناء سوريا مدنية ديمقراطية, كونه حقّ مشروع تقرّه كل القوانين و الشرائع.
بروين خليل – عضو المرجعيّة السياسيّة:
في البداية نبارك مرور سنة على تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية. بالنسبة لشعب روجافا بعد تخلصه من الحكم البعثي وإدارته نفسه بنفسه ضمن مؤسساته, قد منح لهم الفرصة في تعلم كيفية الإدارة التي حاولوا فيها قدر الإمكان من أداء واجبهم تجاه شعبهم الذي عانى كثيرا تحت حكم البعث الذي دام لسنوات عدة. وبعد مرور سنتين على الثورة وتنظيم الشعب الكردي، أعلنت حركة المجتمع الديمقراطي إدارتها الذاتية الديمقراطية، وكانت عبارة عن ثلاث مقاطعات ضمن روجافا والتي أفسحت المجال أمام الشعب الكردي في تجربة جديدة ليتمكن قدر المستطاع رغم الهجمات التي تتعرض لها جميع مناطق غربي كردستان من قبل مرتزقة داعش والحصار المفروض عليه والامكانيات القليلة من تلبية احتياجات ومتطلبات الشعب.
ففي هذه الإدارة التي بنيت وتأسست على أساس الديمقراطية وأخوة الشعوب منحت الفرصة لكل المكونات التي تعيش في غربي كردستان بأن يلعبوا دورهم في الادارة ورأوا نفسهم جزءاً من غربي كردستان والادارة الذاتية.
الإدارة الذاتية خلال سنة من تأسيسها حاولت أن تدخر كل قدراتها في سبيل تحقيق مطالب شعب روجآفا بكل مكوناته دون أي تمييز. لا نستطيع القول أن هذه الادارة كانت خالية من الأخطاء وسليمة وكاملة فهي كانت تجربة جديدة بالنسبة للإدارة وللشعب الكردي أيضاً.
في بداية تأسيس أية مؤسسة من الطبيعي مواجهة المشاكل والأخطاء، وبالنسبة للإدارة الذاتية نستطيع القول بانها مرت بسنة من التجربة وواجهت الاخطاء والمشاكل ولكنها خطت خطوات جيدة. واذا كان الشعب قد وجه بعض الانتقادات للإدارة الذاتية لعدم تسيير وأداء عملهم بشكل جيد فهذا من حقه الطبيعي، ولكن هنا ما يقع على عاتق الادارة الذاتية هو تقبل هذه الانتقادات مع تقبل واحترام الشعب للقوانين الذي يتم اصدارها من قبل الادارة الذاتية.
في النهاية نتمنى أن تتلافى الادارة الأخطاء التي مرت بها خلال السنة الأولى من تأسيسها ومع قدوم السنة الجديدة تحقيق النجاح والتقدم ضمن الأعمال التي ستقوم بها وأن تلبي احتياجات الشعب ضمن روجآفا.
جواني عبدال – كاتب كرديّ:
منذ عام تشكلت الادارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة، لإدارة أمور وتسيير أعمال المواطنين، بعد الفراغ الحاصل في أجهزة الدولة ومؤسساتها، فبعد انسحاب أجهزة الدولة – الأمنية والادارية -خدمية وما شابه- من المناطق الكردية قامت حركة المجتمع الديمقراطي بتشكيل لجان خدمية بديلة عن أجهزة الدولة، لإدارة المنطقة المنسحبة منها الدولة السورية.
وكان لابد من ايجاد صيغة أو تكوين تحت مسمى ما حتى يأخذ بعضا من مشروعيته من تأسيسه وتشكيله.. عندها طرح حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الذي آلت اليه مقاليد الأمور على علاتها، مشروعا الى المجلس الوطني /المشكل من الأحزاب الكردية/ وهيئة التنسيق والشخصيات والأحزاب الأخرى والفعاليات غير الكردية والشخصيات.
فقام مجلس شعب غربي كوردستان بطرح مشروع لتشكيل إدارة وتأسيس لعقد اجتماعي جديد.. سميت إدارة مرحلية انتقالية للمناطق الكردية والمشتركة..
أعتقد ان ذلك كان خطوة مهمة. في حينه كانت امال الشعب الكردي والشعوب الاخرى المتواجدة في المنطقة أن تلبي حاجات المواطنين المعيشية اليومية.. الأمنية والادارية والخدمية الاخرى. وقد فعلت ذلك.
ولكن القول إن الإدارة الذاتية الديمقراطيّة في مقاطعة الجزيرة حققت آمال الشعب الكرديّ. ليس قولا دقيقا. ولكن كان ليس بالإمكان أحسن مما كان. وذلك لتحجيم دورها. وعدم تفاعل المجلس الوطني الكردي معها وغياب فعاليات أخرى كثيرة ايضا.
اعتقد ان الادارة الذاتية عملت جاهدة وسعت الى ملء الفراغ الحاصل في مؤسسات الدولة، ولكن كان العمل أكبر من أن يتحمله حزب أو فعاليات أو أشخاص، لذا رأينا ترهلا في مفاصل العمل الذي اسميه (تجرباتي) والذي لم يستقر في بعض شؤونه.. وتسير أحواله واحوال الشعب والمواطنين.
ولكن. نعم/ سيرت أمور الحياة المعيش إلى حين.. الأمنية والإدارية، إلى أن دفعت معاشا لموظفيها.. أو العاملين لديها، لأنه في البداية كانت طوعية مجانية..
أما الآن وبعد إقرار اتفاق دهوك. وتشكيل مرجعية بين القوى السياسية والحزبية في روجآفا، سيساهم في إدارة أكثر اقتدارا ومسؤولية.. من النواحي كافة. وهو ما نأمل منه خيرا