الإعلام المغرض وإهانة الكوردوارية.

 الإعلام المغرض وإهانة الكوردوارية

آلان حمو

لا يخفى على أحد الانفراد التام (السياسي، السلطوي، الإداري) الذي يُمارس من قبل الحزب الاتحاد الديموقراطي (ب ي د) في اراضي غربي كوردستان، وبغض النظر عن المنظومة (الديموقراطية) المتشكلة أيضاً على خلفيتها (ب ي د) من الصحة في العمل ومن عدمه، وأيضاً (حكومة) الكانتونات المتشكلة وما يترتب عليها من سلبيات في المستقبل القريب والبعيد. لم يكن من توقعات وآمال الشعب الكوردي السوري بالثورة (الثورة حسب منظورها العام) ونتائجها كالتي يلاقيها الآن على أرض الواقع. لسنا في صدد شرح المألات السياسية الحاصلة، أو الامر الواقع السياسي الذي نحن فيه. ولكن الشيء الذي يشد الانظار إليه في هذه المرحلة هي الدعاية الرخيصة التي تنتهجها الاقطاب السياسية، مسترخص بذلك الشعب الكوردي وفكره، وبالأخص من الناحية الكوردوارية.
ما يؤسفني قوله هو إننا نتعرض لانتهاك في شيء لا يملك الكوردي حتى الآن سواه، ألا وهي القيم والمفاهيم الكوردوارية، فالرمزية عند الكوردي السوري من أشخاص، وانظمة، ومجموعات، وأحقاب من النضالات القومية. لها قدسية خالصة وحرص على حمايتها في ذواتهم، وعملوا على بنائها حتى في عادات وتقاليد مجتمعهم. ولكن هي الآن تتعرض لهزات عنيفة تكاد أن تهدم بنيانها، وكل هذا نتيجة حرب إعلامية لا هوادة لها بين الطرف المنفرد في الداخل (ب ي د)، والطرف المنفي إلى الخارج (المنفى كان اختياره) والمتمثل في الحزب الجديد الحزب الديموقراطي الكوردستاني- سوريا (ب د ك – س). فكل طرف يعمل على ضرب الأخر بأسلوبه الخاص.
كما ذكرنا آنفاً، القوى (إن جاز التعبير) السياسية المنفية إلى الخارج لم تعد تملك على أرض الواقع أي مقومات لإدارة المرحلة، ولكنها ولعدة اعتبارات تملك أمكانيات خارجية لتستعيض بها عن ضعفها الداخلي فتمارس هجومها الإعلامي على الداخل (القوى السياسية الداخلية) وذلك بتشويه نضالها على المنابر الإعلامية الدولية، كتجريدها من الصفة الثورية، أو نعتها بالمتعاون مع الحكومة ضد الشعب وثورته، أو السيطرة على المنطقة بقوة السلاح.
أما الطرف السياسي الداخلي (ب ي د)، فإعلامه المغرض يعتمد على التجيش الشعبي مقترناً بمصطلحات الخائن، الاردوغاني، المرتزق وما إلى ذلك من صفات تحيل إلى إجاد احساس قومي مستقر، فالمواطن الكوردي السوري في الداخل يعاني من تخبط في انتمائه وقناعاته القومية نتيجة تلك الموجات الإعلامية السلبية.
ما يفيد قوله في هذه الحالة من التشرذم الكوردي الذي يدفع بدوره إلى اللااخلاقية في التعامل الإعلامي، هو إيجاد خطوط حمراء في الإعلام، أو كما عند جميع الأمم المتقدمة إيجاد المؤسسة الإعلامية الوطنية الكوردية. أي اخراجها من الهيمنة الايديولوجية الحزبية الضيقة، والتوجه لتسخير الإعلام لضبط الخلافات الكوردية، وطرح القضية الكوردية في المحافل الدولية، وإيصال رسالتها بأمانة تاريخية، تؤمن للأجيال الكوردية القادمة أرضية وطنية يفتخر بها على أقل تقدير، ليأخذ الإعلام بذلك موقعه الطبيعي والاساسي كسلطة رابعة.
آلان حمو