(Bûyerpress)
بمناسبة اليوم العالمي للبيئة المصادف / 5 / حزيران
يُصدر مركز روج لحماية البيئة التقرير السنوي البيئي لعام 2014
لا شكّ أن منطقتنا اسوة بغيرها من المناطق تمرّ بظروف إنسانية و معيشية صعبة والتي أفرزت الكثير من الأزمات الإنسانية الخطيرة والمظاهر السلبية التي تهدد البيئة والصحة العامة ومنذ أكثر من ثلاث سنوات على هذه الأزمة الراهنة التي أفرزتها الواقع السوري انتشرت الكثير من الاوبئة و الأمراض المزمنة راحت ضحيتها أكثر من /200/ ألف شخص في سوريا حسب تقرير المفوضية الأوربية التي أصدرته في نهاية مايو 2014 وتدهورت الحالة البيئية بشكل أكثر في مجال الماء و التربة و الهواء و خلقت صعوبات وانتهاكات كبيرة للبيئة وللحالة الإنسانية اليومية وذلك كله بسبب انعدام الرقابة على المواد الغذائية و الصحية من الأدوية البشرية و الطبية و المبيدات و الأسمدة الزراعية التي أصبحت تدخل المنطقة بطرق غير قانونية يستغل تجارتها المهربون والمنتفعون مستغلين هذه الظروف الراهنة و الحصار المطبق على المنطقة بشكل أو بآخر مستغلين فقدان أغلب المواد الأساسية والضرورية للحياة المعيشية واليومية والغلاء الفاحش لكل مستلزمات الحياة لا بل انتشرت في المنطقة في الآونة الأخيرة وبشكل محصور جداً ” الزراعات الممنوعة / المواد المخدرة / والتي يجب محاربتها بكل الوسائل الممكنة.
مجتمعنا مسؤليتنا يجب على الجميع الحفاظ عليها وهنا لابدّ لنا من بيان المستجدات الراهنة في مجال البيئة المحلية في منطقتنا وطرح بعض الحلول الممكنة و التي يمكن لها أن تحدّ من السلبيات والأثار الناجمة عن هذا الاستثمار العشوائي في مجال الماء و التربة و الهواء.
– لا زالت النفايات بأشكالها المختلفة / العضوية وغير العضوية السائلة والصلبة الغازية والطبية إلخ… / تشكل مشكلة بيئية كبيرة حيث تكون مصدراً لتلوث المياه الجوفية ومأوى للحشرات و القوارض التي تنقل مختلف الإصابات و الأمراض اللشمانيا- الملاريا – الكوليرا – الأمراض الجرثومية المختلفة الخ .. بالإضافة إلى تلوثها للأنهار و منابع المياه مشكلة مياه أسنة يلجأ المزارعون إليها لري مزروعاتهم و بساتينهم و هذا يشكل مصدراً ” للإصابات و الأمراض و حالات التسمم الحادة التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة أحياناً .
– يشاهد في الأسواق المحلية اللحوم المجمدة التي تباع على البسطات المكشوفة والأرصفة وتحت أشعة الشمس دون مراعاة لشروط التخزين والتبريد المدونة على العبوة مع العلم أن درجة تجميد اللحوم هي / – 18 / تحت الصفر . ومع ارتفاع درجات الحرارة ودون مراعاة ظروف التجميد و التخزين و التبريد و تاريخ انتهاء صلاحية المنتج وظاهرة الذبح العشوائي أمام المحلات و دكاكين اللحامين دون المراقبة الصحية ومعرفة درجة صلاحية اللحم للاستهلاك يشكل مصدراً للإصابة بالأمراض السارية و المزمنة المختلفة التي يصعب معالجتها أحياناً ” وقد سجلت مركز روج لحماية البيئة اكثر من/700 / حالة تسمم غذائي في آب 2013 في مدينة القامشلي وبعض من هذه الحالات أدت إلى الوفاة.
– لايزال يتم استخدام المبيدات الزراعية المختلفة ومواد تعقيم الحبوب ومكافحة القوارض في المخازن و المنشآت بشكل عشوائي ومن مصادر مختلفة وأغلبها مهرب من الدول المجاورة دون أية رقابة وأغلب هذه المبيدات ممنوعة استخدامها وخاصة المبيدات الفوسفورية والكلورية وغاز البروميد وفوسفيد الزنك إلخ… ويشكل استخدام هذه المواد خللاً بيئياً ومصدراً لتلوث المنتوجات الزراعية والمواد الغذائية المخزنة و المعدة للاستهلاك لاحقاً مسبباً بذلك آثار سيئة على الصحة العامة.
وتسبب المبيدات الكيميائية أعراضاً مرضية مختلفة للإنسان مثل الأمراض السرطانية في الكبد والمثانة والغدد الدرقية والثدي والتشوهات الجنينية وعمى العيون عند الأطفال. وإحداث تدهور في خصوبة التربة حيث وجد أن بكتيريا تثبيت النتروجين في التربة تتناقص أعدادها وتقل قدرتها على العمل , كما وجد أن النتريت في التربة قد يتفاعل مع بعض المبيدات ليكون مركبات النتروزأمينات وهذه بدورها تلوث التربة والمياه الجوفية (النيتروز أمينات تسبب السمية السرطانية للكائنات الحية عندما يتم التغذية عليها). ويتم القضاء على الأعداء الحيوية من مفترسات وطفيليات وبذلك تحدث خللاً في التوازن البيئي الذي قد يؤدي إلى حدوث إصابات وبائية لبعض الآفات.
إن الاستثمار العشوائي في مجال النفط و الغاز وخاصة في المرحلة الراهنة حيث يتم تكرير البترول الخام بالطرق البدائية في كثير من القرى و القصبات الجنوبية خاصة يخلف عنها غيوم دخانية محملة بكمبات كبيرة من الهباب الأسود المتفحم و الغازات الضارة وتسبب أمراضاً مزمنة جراء تصاعد الأدخنة في الجو والتلوث الذي يصيب المدينة والريف بشكل واسع وخاصة من المحركات و المولدات الكهربائية المنتشرة في المدن والأرياف والتي بلغت عددها أكثر من /40000/ مولدة تعمل على البنزين و المازوت في مناطقنا تصدر بالإضافة إلى الغازات السامة وهباب الدخان والفحم ضجيجاً لها آثارها السلبية على البيئة و الإنسان وهناك حالات كثيرة لسرطان الجلد نتيجة التماس اليومي مع النفط الخام الذي تنبعث منه غازات سامة أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون وغازات الكبريت والنتروجين.
إن الخطر الأكبر يأتي من التلوث الإشعاعي عند عمليات استخراج النفط نتيجة انطلاق وتسرب المواد المشعة (صلبة أو سائلة أو غازية )، كالراديوم والرادون والبولونيوم من المكامن النفطية إلى السطح. وهذه المواد تطلق إشعاعات مختلفة، مثل ألفا وبيتا وغاما، والتي تسبب أمراضا خطيرة مثل السرطان وكذلك العقم لدى الجنسين وتشوهات تصيب الأجنة. أما الخطر الآخر فهو في تلوث الماء الذي يمكن أن ينتقل المواد المسرطنة والسامة مباشرة إلى الإنسان من خلال شرب الماء، نتيجة لتصريف مخلفات المصافي العشوائية ستؤدي لتلوث المياه الجوفية أو عن طريق تناول الحيوانات والأسماك والنباتات التي تعتبر ذات قدرة عالية على تركيز المواد المشعة في أجسامها.
لقد بينت الدراسات والأبحاث أن تلوث الهواء يهدد الحياة البشرية والكائنات الحية الأخرى ، وأنه بالرغم من كل الجهود التي بذلت على مرّ السنين الماضية للحد من تدهور البيئة فإن الوضع البيئي الآن أسوأ منه قبل عشرين سنة بالرغم من بعض الإنجازات الخاصة بالحد من التلوث في الدول الصناعية.
وشعر الإنسان منذ القدم بأهمية إصدار التشريعات وسن القوانين التي تحد من تلويث الهواء ولعل أول القوانين التي اتخذت في هذا المجال كانت في لندن عام 1273 عندما أصدر الملك إدوارد الأول قانوناً يمنع استعمال الفحم منعاً لتلوث الهواء ، ثم تكونت في إنجلترا فيما بعد بين الأعوام 1285-1310 أربع هيئات لدراسة تلوث الهواء الذي نجم عن التحول من استخدام الحطب إلى الفحم في أفران صناعة الجير .
التغير المناخي يحصل بسبب رفع النشاط البشري فكلما اتبعت المجتمعات البشرية أنماط حياة أكثر تعقيداً واعتماداً على الآلات احتاجت إلى مزيد من الطاقة. وارتفاع الطلب على الطاقة يعني حرق المزيد من الوقود الأحفوري (النفط-الغاز-الفحم) وبالتالي رفع نسب الغازات الحابسة للحرارة في الغلاف الجوي. بذلك ساهم البشر في تضخيم قدرة مفعول الدفيئة الطبيعي على حبس الحرارة. مفعول الدفيئة المضخم هذا هو ما يدعو إلى القلق، فهو كفيل بأن يرفع حرارة الكوكب بسرعة لا سابقة لها في تاريخ البشرية.
وبسبب انخفاض معدل الأمطار الموسمية وارتفاع درجات الحرارة وعدم الاهتمام بالمسطحات الخضراء وعدم الحد من زحف الكثبان الرملية المتحركة بزراعة نباتات تتحمل الجفاف و ظروف البادية وعدم إرشاد المياه الجوفيه بتطبيق طرق الري الحديثة وبناء السدود والإسراع في تنفيذ مشروع جر مياه نهر الدجلة و الحد من الفلاحات العميقة باستخدام طرق الزراعة الحديثة /الزراعة الحافظة و الزراعة على الخطوط و السطور / و حماية التربة من الانجراف واتباع المكافحة المتكاملة في الزراعة للحد من الاستخدام السافر للمبيدات الزراعية وذلك حفاظاً على التوازن البيئي فإن البادية تزحف شيئاً فشيئاً نحو الشمال.
إن الصراع في المرحلة القادمة على الماء و الغذاء الهاجس الأكبر لمعظم دول العالم ولاسيما أن كل المراكز البيئية والأرصاد الجوية في كبرى دول العالم تدق الناقوس لخطورة ظاهرة الدفيئة على الارض والنتائج الكارثية لمستقبل الانسان والأحياء على الكرة الارضية.
نحن في مركز روج لحماية البيئة نهيب بالجهات المعنية التشريعية و التنفيذية :
– سن قوانين تحمي بيئتنا من عواقب مستقبلية نستطيع الحد منها حالياً وبالتالي نستطيع تأمين غذائنا وقوتنا من اكتفائنا الذاتي إذا اتبعنا الطرق الصحيحة و الحديثة في مجال استثمار الماء و الهواء و التربة.
– تشكيل لجان مختصة لبيان وتحديد أسباب انتشار الامراض المزمنة / السرطان بأنواعها – أمراض الكبد – الأمراض القلبية – أمراض الكلى – الأمراض العصبية و الدماغية – التشوهات الخلقية أثناء الولادة – حالات وفاة غير معروفة السبب / حيث لوحظ ارتفاع و ازدياد حالات الإصابة و الوفاة بهذه الامراض منذ عام 2003 بشكل ملفت للنظر – ويسجل مشفى البيروني في دمشق عدد المراجعين من المناطق الشرقية و خاصة محافظة الحسكة لأخذ جرعات الكيماوي في ازدياد دائم ففي عام 2013 زار المشفى اكثر من /1350/شخص ما عدا الذين حاولو المعالجة في الدول المجاورة أو في مشافي أخرى.
– حماية الشجرة وتشجيع زراعتها لأنها تحمي البيئة من التلوث الهوائي وهي المصدر الاساسي للاوكسجين النقي للحياة.
بيئتنا حياتنا _ بيئتنا مسؤوليتنا _ لنعمل من أجل حياة افضل
لمتابعة نشاطات مركز روج لحماية البيئة على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/navendaroj?fref=ts