قصص قصيرة جداً .. فاروق طه الموسى

1-/ سيكولوجيا /
اقتحمتْ أرض المعركة، غير آبهةٍ بنيران الدبابات ..
خاتلتْ طلقات القناص ..
لم يبقَ بينها وبين هدفها إلا القليل ..
اقتربتْ ..
على مضضٍ، سحبتْ أجزاء من الجثة ..
ومضتْ إلى جرائها .!
——————
2 -/ نكهة / ق.ق.ج
بيضة مسروقة، قشور بطاطا، قشور بطّيخ. قليل من اللبن الفاسد، وكثير من الفرح ..
على حرارة أنفاسها تطبخ .. وأنا أحترق .
كل محاولات التملص منها، باءت بالفشل .
– سأتذوقه حتماً ..
رغماً عن أنفي ستطعمني إياه، وسأقول : (ما أطيبه .. ما أشهاه ) ..
أنا الأب المسكين ..
أنا الكائن الافتراضي في (بيت بيوت) .!
—————–
3- / نبض /
مقعد نائم أثقلهُ ابتعاد جسدين مزقهما حب .
– أحلمُ بليلٍ طويلٍ دافئٍ قالت ..
قلتُ في نور عينيكِ أفكر ..
اقتربنا ..
وهمسنا لفراشةٍ حلّقتْ فوق رأسينا ..
اقتربنا أكثر ..
اختلطتْ الأنفاس ..
صاح حارس المقبرة .!
——————–
4 -/ انعكاسات /
تندلع الشارة الخضراء، فتطلق العنان لأحلامٍ لاتعرف نقاط آخر السطر .
يمسح على دلوه، فيخرج المارد ..
( شبيك .. لبيك ) ..
تضيء الشارة الحمراء، فينقطع الحلم ..
يتلاشى المارد ..
يحمل الصغير دلوه ويتجه مسرعا نحو السيارات ..
يبلل الخرقة .. ويمسح بها وجوه السائقين،
من خلف الزجاج ..!
——————
/صورة ذاتيّة selfie/

لما قمعتُهم، طاردتُ فلولهم ..
قتلتُهم، لم يبق منهم إلا هذا اللعين .
بقرنيه يستشعرُ طريقاً إلى الداخل، من بين الشقوق المنتشرة بالجدران ..
دخلَ .. فرحتُ أبحثُ عنه ..
لم يكن هنا .. لم …
استدرتُ عائداً، فوجدتُهم كثراً ..
يمرحون داخل خوذتي .!
—————-
| تنكر |

على رأس السنة، عاد مغتربو القرية إليها ..
أقاموا حفلاً تنكرياً شارك فيه معظم الأهالي ..
صبية وقفت بعيداً تتفرج، علا وجهها احمرار ..
فازت بالجائزة الأولى .!
——————
الصندوق الأسود

شخصت أبصارهم وتعانقت بين كفيه ..
– جاء أبي .. جاء أبي .. هللوا جميعا ..
وضعها بينهم مزهوا، فتدافعوا فوقها.. مزقوا غلافها ..
– (ياسلام معلبات) قال كبيرهم.
– (واو سائل للجلي) قالت البنت، والشقية..
خطفت أجمل فرشاة أسنان ..
ولما انفضوا من حولها ..حبا إليها أصغرهم
وراح يبحث فيها عن ثدي أمه .!
—————–
/ مسافات /
.. واختلفنا ..
ضربتْني بالوسادة .. ضربتُها بفردة الحذاء
شدّتْ شعري .. شددتُ شعرها
قالت ياوحش .. قلت يابنت ال … وتعبنا،
فجلسنا نستريح ..
التقطنا أنفاسنا ثم وقفنا عند الباب، وبيد كلٍ منا حقيبة ملابسه ..
قالت أنا أذهب .. قلتُ بل أنا، واختلفنا من جديد ..
شدّتْ شعري .. شددتُ شعرها ..
احتدم الجدال، فأطلَّ برأسه الصغير من بيننا منحنا ابتسامة ماكرة وقال :
حجرة ..
ورقة ..
مقص .!