الجاليةالكرديّة في أوروبا وتفاعلها مع الوضع الكردي الراهن في كردستان سوريا

حسن حسين – خاص Buyerpress

ازدادت أعداد الجالية الكردية في أوروبا خلال الثورة السورية، وذلك نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية وانعدام حالة الأمن و الاستقرار، و تزايد تعقيد الناحية السياسية نتيجة ممارسات الأنظمة المتعاقبة  التي احتلت كردستان والتي اتبعت أبشع سياسات الدكتاتورية، وهمجية تعاملها مع الشّعب الكردي, وعدم الاعتراف به كقومية كردية تعيش على أرضها التاريخية منذ آلاف السنين.

كانت هناك جاليات كردية موزعة على أغلب الدول الأوروبية قبل الأوضاع الراهنة، فماذا وضعت على عاتقها تجاه ما يجري في داخل كردستان سوريا؟ وما طبيعة عملها؟ وهل هي جزء لا يتجزأ من هذا الشعب -الذي بات الهروب والخلاص أهم ما يفكر به إلى بلاد الأحلام- ، لمعفة المزيد سنسلط الضوء على ما يجري داخل الجالية الكردية في أوروبا ومدى تفاعلها مع الوضع الكردي في كردستان سوريا.

الباحث الأكاديمي خورشيد عليكا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يرى الباحث الأكاديمي خورشيد عليكا ” والذي يقطن حالياً في مدينة كولن الألمانية بأن الجالية الكردستانية في أوروبا هي جزء لا يتجزأ من الشَّعب الكرديِّ داخل كردستان، وتتأثر بما يحدث في أي جزء كردستاني، ويقتصر عملها على نقل الواقع الكردي الحقيقي ومآسيهم من جميع النواحي إلى الحكومات الأوروبية وبرلماناتها وشعبها، وتعريف الشَّعب الأوروبي والمهاجرين الأجانب إليها بعدالة القضية الكردية وحق الكرد في أن يكون لهم برلمانهم وحكومتهم ودولتهم أسوة بالقومية العربية، والتركية، الفارسية،وتشكيل لوبي كردي للضغط على مراكز القرار في الدول الأوروبية لدعم ومساندة الشَّعب الكردي وحماية وجودهم القومي ولغتهم وثقافتهم وتراثهم وتاريخهم. وتقديم الدَّعم المادي والمعنوي للكرد في داخل كردستان.

فمع بدء الثورة السورية بتاريخ 15/3/2011 وخروج المظاهرات في جميع المناطق في كردستان سوريا، سارعت الجالية الكردستانية وسيما الجالية الكردية السورية لدّعم ومساندة الكرد والسوريين في ثورتهم في الداخل لانتزاع الاعتراف الدستوري بالشَّعب الكردي ورفع الاضطهاد عنهم، وإحداث التغير الديمقراطي في البلاد لمشاركة الكرد وفق نسبتهم في إدارة البلاد ومنطقتهم، وخاصة بعد استشهاد القيادي “مشعل تمو”، حيث تم اقتحام أكثر من عشر قنصليات وسفارات سوريا في أوروبا للتنديد بقتل الكرد واضطهاد الشَّعب الكردي، ومع غزو داعش لسري كانيه وتل أبيض وريف الجزيرة وخاصة كوباني – وسيطرة داعش على ما يقارب 386 قرية كردية تابعة لـ كوباني وعلى أكثر من 75% من منطقة كوباني- خرجت مظاهرات واحتجاجات في العديد من العواصم والمدن الأوروبية وتم جمع التبرعات وجهود الإغاثة لإرسالها إلى اللاجئين الكرد في كل من؛ تركيا وإقليم كردستان العراق وللنازحين الكرد في كرستان سوريا، وإنّ الجالية الكردستانية وخاصة الكردية السورية ستكون أكثر فاعلية وستستطيع تقديم الدّعم اللامحدود للداخل في حال إنْ كان البيت الكردي الداخلي موحداً ويعمل بكل شفافية ووفقاً لمرجعية سياسية حقيقية تلبي طموحات الشعب الكردي، ولكن في حاول وجود خلافات كردية- كردية في الداخل ستنعكس خلافاتها على الجالية الكردستانية في الخارج وخاصة الجالية الكرديّة السوريّة ممّا سيؤدي إلى تقزيم وتحجيم وتعطيل اللوبي الكردي، ولكن في حال استفراد وسيطرة طرف واحد على الساحة السياسية الكردية السورية واستفراده بقرار الحرب والسلم سيكون لها انعكاسات خطيرة على الجالية الكردستانية وخاصة الكردية السورية.

الكاتبة سوسن موسى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أما الناشطة و الكاتبة السياسية سوسن موسى فلها رأي آخر في هذا الموضوع، حيث تؤكد  “بأن لاشيء يذكر بهذا المجال فقد خرجوا من بلادهم وبداخلهم كل أمراضها ولا يتم توفير فرصة للادعاء بان الضغوطات الأمنية تمنع نشاطهم ونضالهم، ولطالما تمسَّكوا بها للاختباء ورائها ليخفوا عوراتهم وتقصيرهم وتخاذلهم -هذا إذا تجنبوا الخوض في أنانيّتهم وحزبيّتهم وتصوفهم لها-، فأوروبا ودول اللجوء تمنحك حق ممارسة كل أنواع النضال السلمي وتقديم التسهيلات كي يحققون ما يريدون لكنهم -وبكل تخلفهم وقصر نظرهم- يوافقون على هدر ذاك المنح والإساءة في استخدامها، فعلى مستوى المظاهرات التي تندد بحدث ما داخل الوطن حيث يتم التفريق حزبياً الذين يخلقون الانشلاليّة ويتم ترديد شعارات لا تتناسب مع الحدث، أما بخصوص التبرعات المادية؛ فهناك من يدفع ويطالب بمرافق للتأكد من وصول منحته إلى الجهات المعنيّة والكثيرين يقدمون بدعوى على سرقتها ولا جدوى منها بسبب كبر حجم المأساة ومن يتبنى المسألة متهم حتى تصل الأموال ويعلن عنها لتثبيت براءته، أما على مستوى المنظمات؛ فالقضية أعقد أن تمنحك المنظمة مبلغاً أو مواد تحتاج لموافقة الأمم المتحدة حتى تحصل على الهبة وقد يصل بعضاً منها والبعض الآخر ينتفع بها وهكذا لو كانوا صادقين بتصريحاتهم عن حب الوطن والتضحية من أجله بكل عزيز كان من المفترض أن يكونوا صوت الشعب الكردي في الخارج، وأن ينعموا  بالأمان والاستقرار في بلاد اللجوء لتوحيد الصفوف وتبني أفكار ومشاريع لخدمة قضايا الشعب وتفعيلها على أرض الواقع من خلال ممثلي الثورة والشعب داخل الوطن وأن يتم استقطاب المجتمع والحكومات لصالح أهداف وطموحات الشعب الكردي والحصول على أعلى سقف من الاعتراف بحقوقه في مراكز القرار الدولي.

Comments (1)
Add Comment