في المقهى اليوم، الى جانب الطاولة التي اجلس عليها شاب وسيم عشريني، يرتدي ثيابا غالية بحسب ماركاتها، وبجانبه محفظة كتف جلدية فاخرة، اخرج منها كمبيوتر محمول “ماكنتوش” احدث موديل، ثمنه ١٨٠٠ دولار، فتحه لتصفح الانترنيت المجانية، لفت انتباهي ان حرفين من حروف الكيبورد غير موجودين، فغاظني الامر، رن هاتف الشاب فأخرجه، تكلم قليلا ثم وضعه على الطاولة قربه، كان من الهواتف الذكية الحديثة ولكن شاشته محطمة.
غاظني الاستهتار الواضح بالاشياء الثمينة التي يملكها الشاب الكندي.
على يساري، طاولة يجلس عليها شابان سوريان، عرفت من لهجتهما ان احدهما دمشقي والاخر لاذقاني، كانا يتناقشان عن سوريا، والجوع في مخيمات اللجوء وداخل سوريا، وعن المهنة الاكثر رواجا الان في داخل البلد، مهنة الخطف وطلب الفدية التي تصل الى عشرات الملايين، وعن مرض الطائفية التي اصابت عدواه الجميع. سأل احدهما: وما الحل؟
قال الاخر بثقة: تدخل عسكري عربي بغطاء امريكي.
ٍقال الاول: واذا لم يحصل ذلك؟
قال الثاني: سيحصل، ولكن بعد ان يتم انهاك كل الاطراف، سيحصل، وليس مهما عدد الموتى وكمية الدمار في حسابات العالم.
اضفت الكثير من السكر الى قهوتي كي استطيع بلعها، ثم غادرت.