لنْ أقبلَ أعذارَ الرّقصِ


على قبْرِ هذهِ السّنةِ ،

لنْ أدُقَّ السّاعةَ في سَاحةٍ عُموميّةٍ

كيْ لا يرفعَ المُهرّجُونَ قُبّعاتِهمْ فِي الهَواءْ ،

أو يعلّقوا الأحْلامَ بكُمِّ عجُوزٍ يَرتدِي بذْلةً حَمراءَ كالجَحيمِ.

على قبْرِ هذهِ السنة.

لن أترك الأفراحَ تقفزُ مثلَ بهْلواناتٍ.

كانتْ السّنةُ [ هذهِ ] تُعدُّ لي كُلّ يَومٍ فُطوري.

ولأنّي أحبُّ المُربّى مثلَ نورِ عيْني.

كانتْ تُغنِّي كُلّ يومٍ للسُّكر ولشجَرِ المِشْمِش، فيها، و التُّوتْ.

كانتْ تُلمّعُ حِذائي بحُبٍّ وكأنّهَا تمْسحُ قلبَ البِّلوْرَ .

كانت تنَفضُ ، مثلَ هُدنةٍ ، شَعْري العَالقَ بأكْتافِي.

تدُسُّ في جيْبي قِطعَةً منْ شمْسِ الصّباحِ ،

وتُوصِيني أنْ لا أكَلِّمَ غيمةً في الطّريقِ .

كانتْ السّنةُ [ هذهِ ] كلّ مساءٍ تنفخُ في الشّاي السّاخنِ لأشربَ.

وفِي الليلِ إنْ تأخرتُ يتدلّى انتظارُها منَ الشّرفة.

يذرعُ الطرقاتِ. يبحثُ عنّي .

على قبْرِ هذهِ السّنةِ .

لنْ أدُقَّ السّاعةَ في سَاحةٍ عُموميّةٍ ،

لن أرقُص في حَفلٍ على جُثتها.

غداً، بدوْري، سأموتُ في مِثلَ هَذا اليَومِ. سأطلُّ من أكتافِ النّاس عَلى جَنازتي

وهْي تُهروِلُ مثلَ عاشقةٍ مكلُومةٍ.

سَأبكي مثلَ هذه السنةِ لأنّي كنتُ أحبّ أن أبقَى هُنا مع الحياةِ وهيَ تقبضُ بيدِي

الصّغيرةِ في يدها.

لنْ أغفرَ لأحَدٍ أنْ يَجرحَ موْتِي. لن أغفِرَ لأحدٍ أنْ يَقطعَ حُزني بمُديةِ الرّقصٍ وحبّاتِ

العنَبِ.

لن أقبل أعذَارِ الرّقص. لن أقبلَ عُذرَ أحدٍ يُغنّي.

على قبْرِ هذهِ السّنةِ .

لنْ أدُقَّ السّاعةَ في سَاحةٍ عُموميّةٍ هذا العَام.

رضوان أعيساتن – المغرب-