بعدَ مُنتَصفِ الهوى

بعدَ مُنتَصفِ الهوى أخلو إلى وِحدَتي
أنْكَمِشُ بين ذراعيّ الذكريات المُشتَعلةِ
كقطةٍ مُبلَّلةٍ بماءِ الزعفرانْ
أرتجفُ من الشوقِ فوقَ سفوحِ أشجانيْ
أُسامرُ كلَّ حرفٍ يُدَندِنُ على أوراقيْ
فيمسُّ الحنين روحي بشيءٍ من تجلٍّ
أنصهرُ قمراً عاشقاً في شريطِ أفكاري
يستَعيُدكَ ليَ الليلُ المُعتَّقُ بِجَمرِ الحَكايا
فلا ترتكبَ حماقاتِ زارعٍ زاهدٍ …
لقد اعشوشَب الأسى على ضِفافِ قلبي
من جُرحِكَ النازفُ بغزارةٍ في دَمي
تمسَّك بأهدابِ حقولي, لا تحرق زرعيَ والحَصادْ.
إنْ رأيتَني مُنهمكةً بحَرثِ الّلهبِ من أطرافيْ
انتَعِلَ الرّيح واعتَمِرَ الغيمَ على جناحِ البرقِ
اُقطُف محاصيلَ العَتمةِ عن أغصانِ رُوحيْ
اغسِل ذبولَ الّليلِ عن بَورِ جَسدي
ودعْ عينيكَ شمساً تتوهَّجُ في مفاصِل لُغَتي
لتتبرعمَ أساريرُ السوسنِ على نهوضِ الفجرِ
وتُزهِرُ أغاريدُ السنونو الصباحيّةِ على نافذتيْ
في هدأةِ الّليلِ عندما يتحرَّش بكَ الشوقُ
لا تتجولَ كبائسٍ في أزقـةِ النَّبيذِ بلا ذاكرةٍ
اخلع كبرياءكَ, ارتدِ البحرَ بسرعةِ البرقِ
سأكونُ احتواءَ الشواطئ الحنونةِ للأمواجِ الصّاخبةِ
كيف تُشاركني موتيَ البطيءَ
بعدما صَلَبتَني إثماً على فمِ الحنينِ
وجعلتَ احتضاريَ على نوافذِ الليلِ
أصابعَ كمانٍ فاقدةً للذاكرةِ
لم تَعُد تجيدُ العزفَ
أتعبتَ مُقَلِ القَمر
فتكتَ بألحانِ السَّمَر
وفي صدرِ الشمسِ صوتُها احترَقَ
مع أنَّ بوحَ النّايِ في فَمِها غَدَقٌ.
كالأمِس أنا : ذِكرى
ومقعد ٌفارِغ تحتَ رذاذ الأمَطار
كالغدْ أنت َ أقاصيِص حلمٍ
لم يقتِله سراب الانَتظار ..!!

/ فلورا قازان – لبنان/