بعد تفاقم المشاكل داخل المجلس الوطني الكردي, بسبب ما جرى ويجري داخل أروقة المجلس من حيث فصل ثلاثة أحزاب واتهام المجلس بعدم شرعية وقانونية الانتخابات التي انتخب فيها أعضاء المجلس الوطني للمرجعيّة السياسيّة، وعدم حضور ممثليه للاجتماع الأول للمرجعية السياسية والذين صرّحوا بعدم شرعيتها لطالما حضر المفصولون من المجلس.
وكانت حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem) قد أعلنت عن اجتماع للمرجعية السياسية وحضره 20 عضواً من المرجعيّة السياسيّة مع المفصولين من المجلس، ومقاطعة ممثلي المجلس الوطني لتلك الاجتماعات.
أسئلة كثيرة تدور حول اتفاقية دهوك ومصيرها طرحناها بدورنا على شخصيات مستقلة تهتم وتتفاعل مع الشأن السياسي في روجآفا.
الناشط الشبابي سراج كلش: عضو المجلس العام للحراك الشبابي الكردي.
1- ما هي برأيكم أهم الأسباب والتي تؤدي دائماً إلى فشل الاتفاقيات الكرديّة الكرديّة؟
1- تتمّثل الأسباب في ارتباط القوى السياسية الكردية في سوريا بمحاور متعددة ومختلفة المشارب والذهنيات المتصارعة على مصالحها- وهناك سبب تاريخيِّ يتمثل في الحقد و روح اللاثقة جراء الانشقاقات المتتالية في صفوف الحركة الكردية وكلّ طرف يرى أنه يملك أحقيَّة الوراثة لأنَّه صاحب باع طويل في العمل السياسي- وبالتالي ففشل اتفاقياتهم يرتبط بذهنيّة اللاثقة المتوارثة فيما بينهم وارتباطها بالمحاور المتصارعة على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط.
2- أسباب عدم نجاح وتطبيق اتفاقية “دهوك” – برأيكم – حتى الآن؟
2- عدم نجاح يكمن في المجلس الوطنيِّ الكرديِّ الذي تنهشه وتتجاذبه الخلافات وعدم استطاعته اتخاذ القرارات, بسبب تعدد الآراء و انتمائهم إلى محورين مختلفين حول حل الصراع الدائر في سوريا, كما أنَّ تفرد (Tev-Dem ) واستحواذه على مجمل القوة العسكريّة والاقتصاديّة في روجآفا يجعله في الموقع الأقوى في المفاوضات, وبالتالي لن تتخلى بسهولة عن ما تراه من منجزات وانتصارات قد حققتها بدماء شهدائها, وستدافع عن حق التمسُّك بهذه المنجزات بكلِّ ما تمتلك من وسائل.
– 3هل برأيك هذه الاتفاقيات جدية في ظلّ تمتّع النظام ببعض من نفوذه في روجآفا؟
3- النظام السوري في محافظة الحسكة؛ يتمتع بنفوذٍ قويٍّ, ويمسك بالكثير من المفاصل التي من خلالها يستطيع إثارة البلبلة والفتنة, ولن يسمح بحصول اتفاقيات كردية – كردية قد تؤدي إلى الإضرار وزعزعة مكانته في منطقة قامشلو تحديداً, والإخلال بالتوازن الذي عمل على إقامته لضبط المحافظة برمّتها.
– 4هل تؤمن بالحالة الديمقراطية التي جرت أثناء انتخابات المرجعيّة السياسيّة؟
4- بحسب المعايير؛ أنا أرى حصول ما يشبه المهزلة في تلك الانتخابات ولا علاقة لها بالديمقراطية في ما يخص هذه الانتخابات البته.
– 5هل انتهى دور المجلس الوطني الكردي – برأيك – في خندق المعارضة السورية؟
5- برأيي المتواضع, المجلس الوطنيِّ الكرديِّ كان متخبطاً منذ تأسيسه ولم يعمل بشكلٍ يجعله صاحب مكانة تليق بتضّحيّات الشَّعب الكرديّ في سوريّا, وهذا أفقده الكثير من المصداقية – من قِبل الكثير من جماهيره و شعبيته المهزوزة أصلا- و أنا أرى أنَّ المجلس الوطنيِّ الكرديِّ في أضعف حالته, وإذا استمر في عمله على هذا النحو, سيفقد دوره في المعارضة السورية.
– 6هناك من يقول بأن الصراع على تقوية النفوذ في روجآفا بين الـ (الديمقراطي الكردستاني عراق وحزب العمال الكردستاني) مازال مستمراً والأحزاب الأخرى تبحث عن تحالفات سريعة مع الطرفين ، ولا تلعب دور المعارضة؟
6- القاصي و الدَّاني أصبحا على معرفةٍ أنَّ كلا الطرفين المذكورين في السؤال PDK-I,PKK يسعيان إلى تقوية نفوذهما في روجآفا, والحالة ليست وليدة اليوم والسبب باعتقادي؛ هو أنَّ الكرد في روجآفا لم يعملوا على ما يميّزهم ويجعلهم صاحب قرارهم السياسيِّ المُستقل ولو في الحد الأدنى, و تظلّلوا تحت شجرة الأحزاب القويّة في إقليم كردستان العراق, ومن ثم دخل حزب العمال الكردستاني على الخط في بداية الثمانينيات من القرن الماضي, لم يحاولوا أن يغيروا من عملهم الحزبوي والسياسي في شيء وبقَوا أسرى الحضن الدافئ لهؤلاء الأحزاب. ونسَوا أن ثلاثة ملايين كردي لهم من الصدور الرَّحبة ما يسع كل المناضلين الكرد حول العالم.
– 7في حال نجحت “دهوك” هل ستنجح عملية القوة العسكريّة المشتركة وماهو دور أحزاب المجلس الوطني فيها ؟
7- إنَّ موضوع القوة العسكرية شائك, وبرأيي سيكون أساس فشل اتفاقية دهوك – إلَّا في حال وافق المجلس الوطنيِّ على كامل شروط التي سيضعها لاحقا (Tev-Dem) بهذا الخصوص- و بتقديري؛ نجاحها مرتبط بنجاح بعض الأجندات للدول المعنيّة بالشأن السوريِّ والكرديِّ, وبعملية الشراكة في إعادة تشكيل القوة العسكرية المشتركة بين المجلسين والتي قد تؤدي إلى فشل العملية بالكامل وفي هذا الخصوص المجلس الوطنيِّ الكرديِّ لا حول له و لا قوة بما يخصُّ هذه القوة العسكريّة لأنه لا يملكها في الأساس. إن النظام السوري لا يزال موجوداً و بقوة في قامشلو, ولن يسمح بتشكيل هكذا قوة مشتركة إلَّا بضمانات من المعنيين بشؤون الوضع السوري و الفاعلين فيه إقليميّاً و دوليّاً.
8- ماهي قرائتكم لقرار فصل الأحزاب الثلاثة من الـ ENKS ؟ و هل هو قرار صائب بالنسبة للمجلس الوطني الكردي ؟
8- قرار فصل الأحزاب الثلاثة جاء كخدمة مجانيّة لصالح الطَّرف الآخر في المرجعيّة السياسيّة, وقد زادت في ضعف المجلس الوطنيّ الكرديِّ وتشتيته وقلَّل من شأنه بين ما تبقى من جماهيره وبالتالي القرار لم يكن صائبا. لي شكوكٌ في عملية إبعاد وفصل الأحزاب ليتفرَّد الآخر بالنفوذ والقوة, تمكّنه الاستحواذ على قرار المجلس بالكامل.
9 -هل حركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem) – برأيك – تعرقل هذه الاتفاقية؟
9- من مصلحة (Tev-Dem) أن يكون خصمها في موقع الضعف, وإذا تأكدت أنَّ تأخير تنفيذ اتفاقية دهوك يصبُّ في مصلحتها, لن تتوانى في تأخير التنفيذ. هي تمارس السياسة بحسب ما تقول, ولا ترى في هذا حرجا.
10- في الأساس, لم يُبنَ المجلس الوطنيِّ الكرديِّ بشكلٍ صحيحٍ, والنتائج كما رأيناها ونراها كارثيّة على الوضع الكردي برمّته. المجلس الوطنيِّ الكرديِّ لن يلعب أيّ دورٍ في مستقبل سوريا عامة وفي الشأن الكردي خصوصاً, إذا بقي واستمر على ما هو عليه- ربُّما إذا غيّر من آليات عمله و الشكل التمثيلي الذي يقوم عليه- .
11- مَن مِن المجلسين الكرديين يمتهن فن المناورة في المفاوضات السياسية؟
11- المجلسان يمتهنان فنُّ المناورة في المفاوضات. المجلس الوطنيِّ الكرديّ ضدَّ نفسه, (Tev-Dem) ضدَّ خصمه.
-12 هل سنشهد ولادة إطار ثالث ضمن الحركة السياسية الكردية؟
12- لن نشهد انبثاق أيَّة إطارات سياسيّة في المرحلة الحالية, وإذا كنت تقصد الأحزاب التي استبعدت من المجلس الوطنيِّ مع بعض الأحزاب الأخرى وبعض الحركات المجتمعيّة ستفشل, لأنّها ستكون كيْدية من أجل المصلحة الشخصية وليست من أجل المصلحة العامّة.
-13 هل نجحت (Tev-Dem) بالحفاظ على الأمن والاستقرار في روجآفا؟
13- ربُّما, لم تشهد مناطقنا دماراً كبيراً كغيرها وتمَّ الحفاظ على أمنها بشكلٍ إلى حدٍّ ما مقبول, إلَّا أنَّها تشهد ما هو أخطر؛ إنَّه النزوح والهجرة بشكلٍ كبيرٍ ممّا ينذر بكارثة تتمّثل بتغيير سكاني مخيف, وهذه الهجرة دفعت بشار الأسد للقول: إنّ إجمالي عدد سكان الكرد في شمال وشمال شرق سوريا لا يصل إلى أكثر من 36في المئة.
-14 هل ستنجح أحزاب المجلس الوطني الكردي في حالة المشاركة في حكومة الإدارة الذاتية بالعمل في ظل كل هذه الظروف ؟
14- على المجلس الوطنيِّ الكرديّ؛ أن يرمّم داخليَّته ويداوي جراحه ويرتب بيته ويعيد الثقة لجماهيره, علَّه ينجح في أن يكون ندّاً ومشاركاً فاعلاً, وإلَّا لن يستطيع مجاراة الآخرين بالشكل المطلوب, وخصوصا في ظل ظروف صعبة للغاية ومتسارعة – يلعب فيها الحيتان والقروش- وأصبح العنف الميدان الرئيس للعمل في واقعنا المُعاش.
أجرى الحوار: أحمد بافى آلان – قادر عكيد