مهاجرو البحار عبروا عام الموت

حذّرت وكالة الأمم المتحدة للاجئين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، المجتمع الدولي من التقصير في إنقاذ أرواح آلاف اللاجئين حول العالم، نتيجة الحواجز أو العوائق التي وضعتها الدول الأوروبية لمنع تدفق هؤلاء إلى أراضيها. وهو ما دفع المهاجرين إلى المخاطرة بحياتهم وسط البحار، في محاولات يائسة للحصول على حق اللجوء.
وكان المؤتمر الذي عقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف، والذي جمع ممثلين عن حكومات ومنظمات غير حكومية وخفر سواحل وأكاديميين وممثلين عن منظمات دولية شريكة، يهدف إلى التركيز على مبدأ “الحماية في البحر”.
وذكر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، خلاله أنّ بعض الحكومات تبالغ في محاولات إبقاء اللاجئين خارج حدودها، وتعتبر هذه السياسة أولوية لديها. وأشار إلى أنّ التصرّف على هذا النحو خاطئ في زمن يسجّل أعداداً كبيرة من الأشخاص الهاربين من الحروب. كما لفت غوتيريس إلى أهمية حماية أمن البلاد وتنظيم الهجرة، لكن مع وجوب عدم اعتبار أرواح البشر مجرد أضرار جانبية.
وكان العام 2014، قد سجل هجرة 348 ألف شخص عبر البحر في جميع أنحاء العالم. وكان هدف معظمهم تقديم اللجوء. ويعتبر الرقم أكبر بكثير من أرقام الأعوام السابقة، مع العلم أنّ البيانات البحرية غير دقيقة غالباً، رغم ما يتوافر من معلومات.
كذلك، أشار المؤتمر إلى أنّ الاتحاد الأوروبي يواجه أكبر عدد من الوافدين عبر البحر، بخاصة بعد اندلاع النزاعات في ليبيا جنوباً، وفي أوكرانيا شرقاً، وفي سورية والعراق إلى الجنوب الشرقي. كما لفت إلى أنّ ما يزيد على 207 آلاف شخص عبروا البحر الأبيض المتوسط منذ بداية يناير/ كانون الثاني 2014 حتى تاريخ المؤتمر. أي أكثر بنحو 3 مرّات عن أعلى نسبة سابقة عام 2011، عندما بلغ العدد 70 ألفاً. وكانت الحرب الأهلية في ليبيا مشتعلة في ذلك الوقت.
وتعتبر سورية وإريتريا من ضمن البلدان المصدّرة لأكبر عدد من اللاجئين عام 2014. ويشكّلون معاً نحو 50 بالمائة من المجموع، علماً أن إريتريا لا تشهد حرباً، كالتي تجري في سورية.
وإلى جانب البحر الأبيض المتوسط، هناك ثلاثة معابر بحرية أخرى يستخدمها الهاربون من الحروب والملاحقات. فقد عبر أكثر من 82 ألف شخص من القرن الأفريقي خليج عدن والبحر الأحمر في عام 2014.
وفي جنوب شرق آسيا، قُدّر عدد الهاربين عبر البحر بـ54 ألفاً عام 2014. معظم هؤلاء من بنغلادش وميانمار، وعبروا إلى تايلاند وماليزيا وإندونيسيا.
البحر يبتلعهم
وتلقّت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين معلومات عن موت ما يزيد عن 4 آلاف مهاجر عام 2014، من بينهم 3419 مهاجراً في البحر المتوسط وحده. وقضى ما يقارب 540 شخصاً في خليج البنغال، و242 مهاجراً في خليج عدن والبحر الأحمر، و71 مهاجراً في البحر الكاريبي.
وأشار المؤتمر إلى أنّ هذه الوفيات المرتفعة للمهاجرين تعتبر جريمة دولية منظمة يقف خلفها منظمو الرحلات. وفيما تزدهر شبكات تهريب البشر عبر البحار في مختلف القارات، فإنّ المجرمين يفلتون غالباً من العقاب، ولا تصل يد العدالة إليهم، بخاصة من يكونون في مناطق الصراع.
بدورها، عبرت منظمة العفو الدولية عن صدمتها من العدد الضئيل من اللاجئين السوريين الذين وافقت الدول الأوروبية الغنية على استقبالهم.
وتقول رئيسة قسم الإعلام والاتصالات في المنظمة مايفي باترسون، إنّ المنظمة تركّز على حماية حقوق المهاجرين واللاجئين على حدود أوروبا، وتدعو الاتحاد الأوروبي إلى القيام بعمليات إنقاذ في البحر المتوسط وبحر إيجه، وذلك من خلال تضافر جهود الأمن والإغاثة بين الدول الأعضاء فيه. وتضيف أنّ المنظمة طالبت بتأمين طرق آمنة وقانونية إلى الاتحاد الأوروبي لأولئك الهاربين من مناطق الصراع والملاحقين، حتى لا يُجبروا على تعريض حياتهم للخطر في سبيل الوصول. كما حثت الدول الأوروبية على تأمين حماية دولية لهم حال بلوغهم حدود أيّ دولة.
وكذلك، تؤكد مايفي في حديثها، أنّ المنظمة، وجّهت نداءات تدعو إلى ضرورة توقف الدول الأوروبية عن التعاون مع دول تفتقر إلى حقوق الإنسان، وتعتبر من دول تصدير المهاجرين.

العربي الجديد