أكْتبُ
منْذ أوّل الخلْق تربّى الإنسان علَى الحرْب،
وما التّاريخُ سوَى متْحفِ أسْلحة،
منَ الحجَر المسنّنِ والرّمح والخنْجر والمنْجنِيق،
إلى آخرِ صيْحةٍ من أسلْحة الذرّة والنّار.
منْذ أوّل القتْل كانَ الإنْسان يبحث عن مسوّغٍ للمأساة،
وكانَ الشّعْر يخْرج بجزْمَتِه في ركاب الحرْب،
يمجّدُ الهزيمةَ والنّصر.
أنَا سلِيل ذاكرة الحرْب وليْس لي منْ خيَار،
سوَى حمْل قصِيدتي كأدَاة للقِتال،
كيْ أردّ الشّعْر عنْ غيِّهِ،
ليْس لي سوى ركوبِ المَجاز كطائرة شبح،
لا يُمكن دحْرُ الحرْب سوى بالحرْب،
سأطْلقُ صوارِيخ محمّلةً بأحْلام السّلامِ،
وأنفّذ ُغارَاتي بأجْمل الكلمَات،
سأسْتعمِلُ قَبَلاً عُنْقوديّة منْ صُنْع عاشقيْن،
وأجْعل النّاس يفرّون نحْو العِناقِ،
سأسْتعملُ غازَ الشّعْر،
كيْ أبِيدَ ما استطعْتُ من عسَاكر الحقْد.
بلا َهوَادةٍ،
سأقْصفُ راءَ الحرْب،
و أمدُّ جسْرًا منَ القُبَلِ بيْن حائِها والبَاءِ.
سامح ردويش – المغرب