ألمانيا لا تتقبّل الآخر؟

في ألمانيا كثير من المهاجرين. يقول المكتب الإحصائي في البلاد إنه يوجد أكثر من 15 مليون مواطن من أصول مهاجرة. بعد الهجمات التي تعرضت لها مجموعة من الأتراك واليونانيين في ألمانيا عام 2000، تم إنشاء تحالف من أجل الديمقراطية والتسامح، وتعزيز المشاركة المدنية والتركيز على دور المواطنين في الحفاظ على هذه القيم. يعمل التحالف على دعم المشاريع الصغيرة والكبيرة والمتوسطة، التي تهدف إلى تكريس قيم التسامح والانفتاح ومواجهة العنف، ويلعب دور الوسيط بين الجهات الحكومية وغير الحكومية لتمويل هذه المشاريع والمبادرات الفردية.
ما زال تمويل المشاريع مستمراً، وخصوصاً أن بعض المهاجرين يعانون حتى اليوم جراء عدم تقبل المجتمع الألماني لهم. تجدر الإشارة إلى أنه يتم سنوياً تكريم أكثر من 80 مشروعاً مدعوماً من التحالف، ويمنح الفائز في كل مقاطعة جائزة نقدية بهدف التشجيع على البحث وإشغالهم.
إحدى الفائزات هذا العام، وهي مارلين فيسته، قالت  إن مشروعها تمحور حول البحث في أسباب الجريمة التي حصلت ضد الأتراك واليونانيين في ذلك الوقت. أضافت: “عملت و20 شاباً لمدة سنتين تقريباً. كان بحثنا يعتمد على جمع المعلومات حول منفذي الجريمة النازيين من الصحف. لاحظنا أن النازية كانت تتطور ببطء في ألمانيا. جمعنا وحللنا بيانات على فترة طويلة، ولاحظنا أن عوامل كثيرة أدت في النهاية إلى تنفيذ الجريمة البشعة”.
خلص البحث، بحسب فيسته، إلى أن “الحالة النازية تتطور ببطء من دون رقابة. بعد اتمام البحث، نظمنا معرضاً ضم جميع البيانات التي درسناها، والتي أكدت أن الجريمة كانت ستحدث، بهدف التوعية ولفت النظر”.
من جهة أخرى، انتجت مجموعة من الشباب اللاجئين فيلماً يتطرق إلى حياة اللاجئين في ألمانيا، ويوثق معاناتهم في مجتمع لم يتقبلهم بعد. صانعو الفيلم لاجئون تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاماً، حصلوا على الدعم من قبل لاجئين آخرين، بالإضافة إلى عدد من المدارس والجامعات والوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية. هدف إلى عرض أوضاع اللاجئين، ووصل عدد مشاهديه، بعدما تم نشره على الإنترنت، إلى أكثر من 7500 شخص.
وفي إطار تكريس تقبل الآخر، تبث محطات التلفزة إعلانا يظهر مجموعة من الشباب، يحملون لافتات كتب عليها: “حصلت فقط على البكالوريا، أنا أجنبي، أنا معوّق، لا أشبه أحداً، أنا مختلف”. كذلك، استضاف نادي الصحافة ممثلاً تركياً مهاجراً، ليتحدث عن تجربته في ألمانيا.

العربي الجديد