تعيش مدينة قامشلو منذ اندلاع الثورة السورية حالة من الحصار التي ألقت بظلالها على كافة القطاعات التي انعكست على الظروف المعيشية لسكان المنطقة, وبات الغلاء القاسم المشترك بين كافة القطاعات, لينال القطاع الطبي والدوائي نصيبه من هذا الغلاء.
فمع تدني مستوى المعيشي للسكان وزيادة نسبة البطالة بات تأمين مستلزمات الحياة اليومية تثقل كاهل المواطن, ليضاف اليها فاتورة المعاينة الطبية وثمن الوصفة التي باتت تشكل هاجساً للمريض الذي يعاني الأمرين حتى يستطيع تأمينها.
ومع تشكل هيئات الإدارة الذاتية التي انبثقت عنها مجالس ومراكز خدمية من شأنها تسيير الأمور الخدمية علها تخفف بعض العبء على المواطنين فكان المجلس الصحي إحداها والذي يتبع للهيئة الصحية, هذا المجلس الذي من أولى مهامه إيجاد نوع من الرقابة في القطاع الدوائي والطبي, وقد أنشا هذا المجلس مؤخراً مركزاً صحياً في حي الهلالية هذا المركز رغم إمكانياته المتواضعة والبسيطة يحاول تقديم خدمات طبية بغية التخفيف من معاناة المواطنين وخاصة في الأحياء الفقيرة.
في هذا السياق كان لموقع صحيفة “”buyerpress هذا الاستطلاع…
التقيتا بمدير المركز السيد “بهاء حبو” حيث أوضح لنا بعض التفاصيل عن ماهية عمل المركز والخدمات التي يقدمها للمرضى: أشرف على إدارة المركز بمشاركة الطبيب منال محمد والطبيب غسان مسطو, وكذلك أدير الصيدلية التابعة للمركز نحن جميعاً متواجدون لخدمة المرضى, ونحاول قدر المستطاع وحسب إمكانياتنا المتاحة تخفيف العبء عن المواطن. وتابع حديثه: المركز مؤلف من عيادة طبية ومخبر للتحاليل الطبية أنشأ حديثاً ولدينا أيضاً صيدلية وأريد هنا أن أوضح بأن الصيدلية تعاني من نقص في بعض أنواع الأدوية ونحتاج إلى بعض المساعدة والدَّعم من هيئة الصحة ومن المجلس الصحي ونتمنى تعاونهما وإيجاد آلية من شأنها مساعدتنا.
وأضاف حبو إلى أن أجرة الفحص رمزية جداً مقارنة بفحوصات في العيادات الخارجية وهي تقدر بـ(300ل.س) وفي حال كان هناك تخطيط قلب أو أيكو تضاف إلى الفحص الأساسي مبلغ وقدره (100ل.س).
أما عن سعر الأدوية في الصيدلية التابعة للمركز فهي رخيصة جداً إذا ما قارناها مع أسعار الأدوية في الصيدليات العامة ولا نضيف سوى نسبة ربحية لا تزيد عن 10% ونحاول تصريف هذه النسبة الربحية وما يفيض عن أجرة المعاينة لتغطية مصاريف المركز .
وأشار أيضاً إلى أن الأطباء ملتزمون بدوامهم في المركز حيث لدينا أطباء من كافة الاختصاصات فكل يوم هناك ثلاثة أطباء اختصاص (أطفال, داخلية ,نسائية) وأتقدم بالشكر لهم جميعاً, على تعاونهم معنا وأريد أن أوضح بأن الأطباء المداومين في المركز يتقاضون معاينات رمزية.
وختم حديثه بأنه يأمل من هيئة الصحة أن تتبنى المركز وتخصص رواتب للأطباء المرتبطين و المداومين في المركز, لنتمكن من تخصيص المعاينات التي يدفعها المرضى لتأمين ما تحتاجه من الأجهزة ومصاريف الموظفين العاملين في المركز.
كما كان لنا أيضاً وقفة مع إحدى أطباء المركز الصحي في حي الهلالية الطبيبة جيهان إبراهيم اختصاص أطفال حيث أفادتنا بما يلي:
بالنسبة للدوام هنا في المركز لدي ثلاث زيارات خلال الأسبوع ولست الطبيبة الوحيدة هنا فهناك زميلان لي من نفس الاختصاص.
ونحاول قدر الإمكان تقديم المساعدة للمرضى الفحص رمزي ونقوم بتقديم جلسات إرزاز مع زيادة حالات التهاب القصبات الشعرية والربو في فصل الشتاء وأيضاً بأسعار رمزية وبمعدل جلستين في الأسبوع.
وكذلك الموضوع بالنسبة للأدوية وللتحاليل وحول الأقبال على المركز كان من المفترض أن يكون أكثر من ذلك وعانينا في البداية من هذا الموضوع, ربما الأمر يعود إلى الفكرة الشائعة بين الناس بأن مثل هذه المراكز تابعة للأحزاب وهذا شيء غلط طبعاً يمكنني القول “بأن هذه المراكز وغيرها من المراكز والمؤسسات وجدت لخدمة المواطنين وهي مستقلة ربما الأمر الأخر هو أن شعبنا يهوى التعب وتحمل مصاريف زائدة, ولكن اليوم استطيع القول بأن الإقبال جيد وخاصة بالنسبة للأطفال, كما أن هناك إقبال على المركز من قبل الشرائح الأخرى المتواجدة في المنطقة”.
أكدت الطبيبة جيهان في نهاية حديثها بأن الخدمة في المركز جيدة جداً والأطباء والعاملون هنا في المركز الصحي متعاونون لدرجة كبيرة لخدمة المرضى .
تقرير :فنصة تمو