س
المكتب الطبي الموحد في المدينة راسل الجهات الدولية المختصة، ووضعها في صورة الحالات الثلاث التي واجهها، مرفقة مع الصور والفيديوهات، والنتيجة أتت على لسان خبراء منظمة الصحة العالمية.
وأقرّ المتحدث باسم المنظمة الأممية، كريستيان لندماير، بأنه جرى الإبلاغ عن ثلاث حالات من داء النغف في 19 نوفمبر في دوما، وأضاف أن “مرض النغف ليس خطرا بحد ذاته، ولكن ينبغي النظر إليه باعتباره مؤشرا على نقصٍ حادٍ في الماء والنظافة الصحية، وكذلك على تدهور الظروف المعيشية والاجتماعية في المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها”.
دعاء ابنة العشر سنوات، واحدة من هذه الحالات الثلاث، ما زالت الديدان مستقرة في فروة رأسها الحليق، حيث النقص الحاد في المستلزمات الطبية يجعل من الصعب تنظيف رأسها والشفاء من هذا الداء.
وبسبب ندرة ظهور مثل هذه الحالات، تم تشخيص المرض في البداية على أنه “قوباء”، وهي مرض جلدي انتشر مؤخرا بسبب تدني الرعاية الصحية، وبعد عدة أيام جرى الوصول إلى التشخيص الصحيح.
وينجم هذا المرض عن وضع الذباب بيوضه في الجروح المفتوحة، حيث تتحول إلى يرقات تتغذى على اللحم، وكانت أساسا تصيب الماشية والدواب، لكنها في الحرب السورية طالت الإنسان.
يوضح الدكتور ماجد أبوعلي من “المكتب الطبي الإغاثي الموحّد في دوما”، أن: “هذه الديدان هي نوع من أنواع الحشرات الطفيلية التي تعيش مرحلة اليرقة كطفيلي بجسم الإنسان، وعادةً تظهر في مناطق الحروب والكوارث، لا سيما في المناطق المدارية من أفريقيا وأميركا اللاتينية، أما بالنسبة للشرق الأوسط فهذه من المرات القليلة التي يظهر فيها”.
وفي الوقت ذاته يشير أبوعلي إلى أنه في السابق كان يظهر في حالاتٍ فردية وليس بشكلٍ مكرر، نتيجة قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية أو تضميد الجروح بشكلٍ يومي.
ويشير أبوعلي إلى أن “الأعداد المتزايدة من الجرحى وتراجع الخدمات الطبية، يجعل من الصعب على الكادر الطبي تنظيف الجروح بشكلٍ تام، أو تغيير الضماد بشكلٍ مناسب، كل ذلك من شأنه إيجاد البيئة الملائمة لانتشار هذه اليرقات”.
ويؤكد أبوعلي أن الطفلة دعاء ليست الحالة الوحيدة، فهناك عدة حالات تراجع النقاط الطبية في الغوطة الشرقية تعاني من نفس المرض. ويشرح أبوعلي أنه غالبا ما يكمل المصاب استشفاءه في المنزل ليفسح المجال لجريح آخر، لكن قلة المياه والأوضاع المعيشية المتردية يجعل من الصعب على الأهالي تنظيف الجروح وتعقيمها بالشكل المطلوب.
وفي الغوطة الشرقية يعاني الأهالي من انقطاعٍ تام للتيار الكهربائي منذ عامين، ويعتمد الأهالي على مياه الآبار الملوثة، إلى جانب انتشار النفايات في المنطقة، كل ذلك أدى إلى تراجع المنظومة الطبية وانهيارها.
أما عن الحلول، فيؤكد أبوعلي أن هذه الحالات لا يمكن علاجها ببعض الدواء، لأنها نتيجة انعدام مقومات الحياة الأساسية من ماء وكهرباء ووقود ومكبات قمامة، وبالتالي مقاومتها تعني تغيير هذه الظروف.
العربي الجديد