وألقت مديرة مكتب صندوق الأمم المتحدة للإسكان في جنيف، ألانا أرمتياج، الضوء على الصعوبات التي يعاني منها الشباب في أنحاء العالم، خلال مؤتمر صحافي نظمه المكتب بمناسبة صدور تقرير السكان العالمي لعام 2014.
وقالت أرمتياج إن عدد سكان العالم وصل 7.3 مليار نسمة، بينهم 1.8 مليار شاب. وأشارت إلى أن 57 مليون طفل في سن الدراسة لا يتمكنون من الذهاب إلى المدارس، وأن أكثر من 500 مليون شاب يعيشون على أقل من دولارين في اليوم.
ووفقا للتقرير، تأتي الهند على رأس دول العالم من حيث عدد الشباب، حيث يعيش بها 356 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاما، في حين تضم الصين، صاحبة أكبر عدد سكان في العالم، 269 مليون شاب.
ويقول المدير التنفيذي للصندوق، الدكتور باباتوندي أوشوتيمن، إن “الشباب هم المبتكرون والمبدعون وبناة وقادة المستقبل. ولكنهم لا يمكنهم تحقيق ذلك إلا إذا كان لديهم مهارات، وقدرة على صنع القرار، وخيارات حقيقية في الحياة”.
وحث أوشوتيمن الدول للسعي إلى تحقيق العائد الديمغرافي لضمان مكاسب تؤدي إلى نمو يستفيد منه الجميع. “من السهل جدا الحديث عن العائد الديمغرافي من حيث المال والادخار والنمو الاقتصادي. لكن يجب أن يسخّر العائد الديمغرافي لتحقيق النمو وتوفير فرص الرفاه للجميع”.
وفي منتصف القرن الماضي استثمرت عدة اقتصادات في شرق آسيا بشكل كبير في قدرات الشباب وتوسيع فرص حصولهم على الخدمات، وتمكين الأفراد من بدء الأسر في وقت لاحق ولها عدد أقل من الأطفال. وكانت النتيجة غير مسبوقة على صعيد النمو الاقتصادي.
ويشدد التقرير على أن تسعة من كل عشرة من الشباب في العالم اليوم يعيشون في البلدان الأقل نموا؛ بسبب الخدمات الاجتماعية المتخلفة، وتواجه هذه الدول عقبات أكبر في الاستفادة من المزايا التي يمكن أن تنجم عن انخراط الشباب في قوة العمل المنتجة.
وإذا كررت البلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى تجربة شرق آسيا، من خلال الاستثمار في الشباب، وتمكينهم من المشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم، وتبني سياسات لتعزيز النمو الاقتصادي، يمكن للمنطقة ككل تحقيق عائد ديمغرافي يصل إلى 500 مليار دولار سنويا، لمدة 30 عاما.
العربي الجديد