خاص/ Buyer
تُعدّ الحدائق العامة ركيزة أساسية في تخطيط المدن الحديثة، وأحد أهم المرافق الحيوية التي تعزز جودة الحياة في المدن، إذ توفر مساحات للتنفس، والترفيه، وتنعكس إيجاباً على الصحة النفسية والجسدية، فضلاً عن دورها المهم في الحد من تلوث الهواء، إضافة إلى قيمتها الاقتصادية الكبيرة، إذ يمكن أن تزيد من قيمة العقارات المحيطة بها وتشجع السياحة والأنشطة التجارية المرتبطة بها.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت مدينة قامشلو افتتاح عدد متنوع وكبير من الحدائق كان أبرزها حديقة آزادي التي تُعد من أرقى الحدائق الترفيهية الحديثة وأضفت لمسة جمالية على المدينة، وحديقة حيوانات تُعتبر الأولى من نوعها في المنطقة وتضم أنواعاً مختلفة من الحيوانات، بالإضافة لحديقة القراءة التي تساهم في نشر الثقافة عبر الفعاليات والأنشطة الثقافية المتنوعة، وحدائق أخرى في أكثر من حي ضمن المدينة.
ورغم هذه الجهود، تواجه بعض الحدائق في مدينة قامشلو إهمال كبير، وتحديات للعمل على إعادتها كحدائق تخدم العامة، إذ تحوّلت أجزاء منها إلى أماكن غير آمنة بسبب انتشار مجموعات من الشباب مثيري الشغب “الزعران”، بالإضافة لتدني مستوى الخدمات والإهمال الذي بدوره يحد من قدرة الأهالي على الاستفادة من الحدائق كأماكن للتنزه، والترفيه، خاصة في فصل الصيف.
ولم تهتم الجهات المسؤولة عن الحدائق في مدينة قامشلو، بعمليات التشجير، النظافة والسقاية اليومية، التسميد، مكافحة الآفات، والأعشاب الضارة، التقليم العلمي، وأيضاً عدم وجود حاويات للقمامة، مقاعد كثيرة للعائلات، دورات مياه نظيفة، تحديداً في الحديقة العامة، والتي تعتبر أكبر الحدائق في المدينة ويتجاوز تاريخ تأسيسها أكثر من 75 عام.
وفي تصريح خاص لموقعنا Buyerpress الإلكتروني، قالت “وان مسور” من إدارة مكتب الحدائق والتشجير، أن غياب ميزانية مخصصة لمكتب الحدائق حال دون تطوير وصيانة الحدائق بكفاءة عالية، وذلك نتيجة ضعف إمكانيات البلدية، ما دفع المكتب إلى اللجوء لاستثمار بعض الحدائق وفق شروط محددة لضمان استمرارها.
وأضافت مسور أن معظم المستثمرين لا يهتمون بتحسين الحدائق وتطويرها، وعلى سبيل المثال؛ الحديقة العامة كانت قد كلُفت إلى مستثمر لتطويرها إلا أنه لم يلتزم بالمعايير المطلوبة، لذا اضطررنا في هذا العام لفسخ العقد معه، وسيتم إعادة هيكلتها هذا العام عبر تعاون بين البلدية وهيئة الثقافة، بتكلفة تصل إلى نحو 50 ألف دولار ضمن خطة 2025/2026، مؤكدة أنه في شهري منتصف الربيع والخريف من كل عام، يتم زراعة وتشجير الحدائق في المدينة.
كما أشارت الإدارية في مكتب الحدائق إلى أن البلدية غير قادرة على تعيين حراس، أو مراقبين دائمين على الحدائق، لكونها تتجاوز 60 حديقة، معظمها يفتقر إلى مصادر مياه خاصة، ما أدى إلى تضرر المساحات الخضراء بسبب الاعتماد على خطوط مياه الشرب، لافتة إلى أن هناك ضعفاً في التنسيق بين البلدية والأهالي، الأمر الذي أثر سلباً على مستوى الخدمات.
واختتمت “وان مسور” إدارة مكتب الحدائق والتشجير حديثها بالتأكيد على أن مدينة قامشلو تضم أيضاً نماذج متطورة ومميزة مثل حديقة آزادي، التي تُعتبر من أكبر الحدائق وأكثرها جذباً وشعبية للزوار بما تحتويه من مساحات واسعة وألعاب متطورة وأنشطة متنوعة.
ويكمن دور مكتب الحدائق في بلدية الشعب بالعمل على تطوير البنية التحتية للحدائق العامة عبر تحسين المسارات وتوسيعها وتنفيذ مشاريع صيانة دورية، بما يضمن بقاء هذه المساحات الطبيعية متنفساً أساسياً لأهالي المدينة ومصدراً لتعزيز الصحة والرفاهية.