خلافات بين الكرد في أوروبا حول يوم الاحتفال بعيد “نوروز”

كاوا عيسو / ألمانيا

 

كما في كل عام، يتجدد الجدل والخلاف بين الكرد في أوروبا بشأن موعد الاحتفال بالعيد القومي للشعب الكردي “النوروز”، والذي يصادف 21 آذار من كل عام، فبسبب ظروف العمل والدراسة والانشغالات اليومية، يضطر كثيرون إلى الاحتفال في أيام مختلفة خلال شهر آذار، بل يمتد الأمر أحياناً إلى نيسان.

وتستعد مدينة كولن الألمانية في هذا العام لاستضافة احتفالية نوروز الكبرى في يوم 22 آذار. وفي تصريح لــ Bûyer FM، أوضح إسماعيل درويش، أحد منظمي الاحتفالية، أن شعلة النوروز ستُشعل مساء 21 آذار بعد الساعة السابعة مساءً، بحضور، وسائل الإعلام وستقام الاحتفالات الرسمية في اليوم التالي.

وبرر درويش اختيار هذا الموعد بالتزامات العمل والدراسة، مؤكداً أن احترام القوانين في أوروبا يفرض أحياناً مرونة في تحديد يوم الاحتفال، تجنباً للإضرار بمصالح الناس، كما شدد على أن احتفالية كولن تحمل بعداً سياسياً، إذ تهدف إلى دعم قضية روجآفاى كردستان، وشعارها: “كتف بكتف وقلب بقلب، التكاتف من أجل روجآفا”، داعيًا الكرد في ألمانيا إلى الحضور والمشاركة.

 

مطالبات بالالتزام بالموعد الأصلي للنوروز

في المقابل، نشر نشطاء نداء للتوقيع عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي طالبوا فيه إلى الالتزام بالاحتفال بعيد النوروز في يومه المعروف وهو 21 آذار. وذلك حفاظًا على الهوية القومية الكردية ومنع صهر المجتمع الكردي ضمن المجتمع  الأوروبي.

وطالب النشطاء كافة العائلات الكردية بتقديم طلب إجازة ليوم واحد من العمل والمدارس، للاحتفال بعيدهم القومي، واعتبره النشطاء بأنه عيد قومي كردي لا ينبغي تقديمه أو تأخيره. كما شمل النداء جميع الفنانين الكرد في أوروبا بعدم المشاركة في أي احتفال يُنظم خارج هذا التاريخ، لما في ذلك من مسؤولية تجاه المناسبات القومية.

“محمد خير بنكو” المقيم في بريطانيا  وأحد النشطاء الذين صاغوا النداء في تصريح حول هذا الجدل لــ  Bûyer FM: عيد النوروز ليس مجرد احتفالية بالسنة الكردية الجديدة، بل يحمل معاني التحرر والوحدة والهوية، مضيفاً أن الحفاظ على يوم 21 آذار كموعد موحّد للاحتفال هو ضرورة ثقافية وسياسية. كما انتقد “بنكو” ضعف تأثير الحركة السياسية الكردية في تنظيم حياة المجتمع الكردي في أوربا، معتبراً أن الجهود المدنية والفردية باتت أكثر فعالية في هذا السياق.

 

نوروز: أكثر من عيد… هوية لا تتجزأ

وكان رأي الصحفي الكردي “عدنان حسن” من مدينة الحسكة، بأن  عيد نوروز ليس مجرد مناسبة اجتماعية، بل هو رمز متجذر في وجدان الشعب الكُردي، ويحمل معاني التحرر والوحدة والهوية”.

“حسن” أوضح في حديثه الخاص لــ BûyerFM قائلاً: “أتفهم الظروف التي تفرضها الحياة في أوروبا”، وشدد على أن توحيد الاحتفال في 21 آذار يعزز الحضور الكردي في المشهد الأوروبي، ويؤكد على البعد القومي والتاريخي لهذا العيد. وقال: “التكيف مع الظروف أمر مفهوم، لكن لا ينبغي أن يكون على حساب جوهر نوروز كعيد وطني للكرد في كل مكان”.

 

بين الواقع والتقاليد

يظل النوروز رمزاً قوميّاً لدى الشعب الكردي في مختلف أجزاء كردستان، وأيضاً لدى شعوب أخرى، حيث يجتمع الجميع على إحيائه، سواء في يومه الأصلي أو في تواريخ أخرى تفرضها الظروف، لا سيما في الدول الأوروبية. وبين التكيف مع متطلبات الحياة الحديثة والحفاظ على الهوية القومية، يستمر الجدل بين الكرد في المهجر حول أفضل السبل للاحتفال بعيدهم الأهم.

ألمانياأوروبانوروز