الروبوت يستولي على وظائف البشر

خلصت دراسة أعدّها الباحثان من جامعة “أوكسفورد” كارل بينديكت فراي ومايكل أوزبون، حول تأثير الثورة الرقمية على حياة البشر، وبشكل خاص الوظائف، إلى أنه “في المستقبل، ستُحال كثير من الوظائف التي اعتاد البشر ممارستها إلى الروبوت. بالتالي، سيجد مئات الآلاف أنفسهم من دون عمل، في ظل منافسة بدأت ملامحها تتشكّل”.
وفي بعض المتاجر الكبرى حول العالم، يمكن الاستغناء عن أمين الصندوق في ظل توفر خدمة دفع ثمن المشتريات، من خلال صناديق مخصصة ومزودة بقارئات إلكترونية للبضائع ونوعيتها وثمنها. عليك فقط تمريرها، والدفع عبر البطاقات الممغنطة. وقالت الدراسة إن “47 في المائة من الوظائف الخدماتية يمكن أن يكون أصحابها في دائرة الخطر، في ظل منافسة الروبوت والتقنيات الإلكترونية الحديثة”.
لا يقتصر الأمر على المتاجر فقط. بحسب الدراسة، قد تتأثر أيضاً بعض الوظائف المصرفية، خاصة تلك الاستشارية، بالإضافة إلى وظائف السكرتاريا، والطهي، والحراسة، وغيرها التي يمكن لأجهزة الكمبيوتر المطورة أن تحل محلها، مستعينة بمخلوقات آلية مبرمجة”.
وقال أزبون إن “السنوات العشرين المقبلة ستشهد تناقصاً في الاعتماد على البشر في كثير من الوظائف التي يشغلونها اليوم”. وتجدر الإشارة إلى أنه في الولايات المتحدة على سبيل المثال، تستخدم العديد من المستشفيات أجهزة كمبيوتر معقدة لفحص المرضى والكشف عن إصابتهم بمرض السرطان. إلا أن الباحث أوضح أنه “لا يمكن الاستعانة بالروبوت لأداء جميع الوظائف، خصوصاً تلك التي تستدعي الإبداع والتفاعل بين الناس. على سبيل المثال، لن يكون الروبوت قادراً على الإمساك جيداً بالزجاج الموضوع على الطاولة، إذا كان عليه أن يقوم بذلك في مكان تتغير فيه نسبة الضوء”.
وقبل عشرة أعوام، لم يكن يخطر على بال كثيرين رؤية سيارات تسير بواسطة سائقين آليين. وعام 2004، شكك عالم الاقتصاد التقني ريتشارد مورنين بقدرة السيارة على التوقف أثناء انعطافها إلى اليسار، وانتظار مرور السيارات المقابلة”.
ورأى اقتصاديون متخصصون في “الإنتاج الآلي” أن “هذا التطور في الصناعات التي تبشر به الكثير من الدراسات، سيؤدي في وقت لاحق إلى التخلي عن السيارات والدراجات الهوائية والمتاجر وغيرها”.
ويضيفون أنه “كلما اعتمد الإنسان على الخدمات الآلية والذاتية، قلت حاجته إلى تقاسم الخدمات مع البشر. على سبيل المثال، لم يعد وجود المكتبات اليوم ذا أهمية بعدما صار بالإمكان حجز الكتب عبر شبكة الإنترنت، ما أدى بمكتبات كثيرة إلى الإغلاق”.

العربي الجديد