يستعد فريق مانشستر سيتي لاختبار صعب وسط أزماته الفنية العنيفة التي يعانيها في الآونة الأخيرة، عندما يستقبل تشيلسي، السبت، على ملعب الاتحاد في قمة منافسات الجولة الثالثة والعشرين بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. ويدخل سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي في المواسم الأربعة الأخيرة هذه المواجهة، ساعياً لمداواة جراحه بعد الخسارة الأليمة أمام باريس سان جيرمان، بنتيجة 2 – 4 مساء الأربعاء الماضي، على ملعب حديقة الأمراء بالعاصمة الفرنسية باريس، لتتعقد آماله الأوروبية، ويبقى مهدداً بالخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا من الدور الأول، حال لم يحقق الفوز في مباراته الأخيرة عندما يستضيف أيضاً كلوب بروج البلجيكي، مساء الأربعاء المقبل، في الجولة الثامنة والأخيرة.
وأثارت الخسارة الدرامية في باريس بعد تقدم الفريق الإنجليزي بهدفين، الشكوك مجدداً حول هيبة وقوة السيتي، رغم تحسن نتائج الفريق نسبياً منذ بداية العام الحالي، بتسجيل 14 هدفاً في مباراتي إبسويتش تاون بالدوري، وسالفورد سيتي بكأس الاتحاد، بخلاف فوزين آخرين على ليستر سيتي ووست هام في بطولة الدوري.
وأسرعت إدارة مانشستر سيتي لإنقاذ الإسباني جوسيب غوارديولا المدير الفني للفريق، وترميم الصفوف بإبرام 3 صفقات شتوية كلفت خزينة النادي ما يقرب من 150 مليون دولار؛ آخرها التعاقد مع المهاجم المصري عمر مرموش قادماً من آينتراخت فرنكفورت الألماني، وسبقه المدافع الأوزبكي عبد القادر خاسانوف قادماً من لانس الفرنسي، والبرازيلي الشاب فيتور ريس مدافع بالميراس البرازيلي.
ويسعى غوارديولا لاستغلال عاملي الأرض والجمهور في مدرجات ملعب الاتحاد، لتكرار تفوقه على تشيلسي هذا الموسم، بعدما هزمه بهدفين دون رد في مباراة الدور الأول على ملعب ستامفورد بريدج معقل النادي اللندني، ولرفع المعنويات قبل اللقاء الحاسم أمام كلوب بروج البلجيكي في دوري الأبطال. كما أن مواجهة مانشستر سيتي ضد تشيلسي ستفض الاشتباك بين الفريقين حول المركز الرابع الذي يحتله تشيلسي برصيد 40 نقطة، وخلفه مانشستر سيتي برصيد 38 نقطة، متفوقاً بفارق الأهداف عن نيوكاسل يونايتد صاحب المركز السادس.
ولن تكون مهمة غوارديولا ولاعبيه سهلة أمام تشيلسي ومدربه الإيطالي إنزو ماريسكا، الذي سيتوجه إلى ملعب الاتحاد بمعنويات مرتفعة نسبياً بعد الخروج من النفق المظلم بالفوز على ولفرهامبتون بنتيجة 3 – 1 في الجولة الماضية. وقد صحح ماريسكا بهذا الفوز مسار فريقه بعدما عانى تشيلسي من نزيف حاد في النقاط بعد خسارتين و3 تعادلات في 5 جولات متتالية، مما أبعد الفريق كثيراً عن دائرة المنافسة وملاحقة ليفربول على الصدارة.
وبخلاف قمة مانشستر سيتي وتشيلسي، تقام السبت، 5 مباريات أخرى في إطار الجولة نفسها؛ أولاها مواجهة سهلة نظرياً لليفربول، عندما يستضيف إبسويتش تاون على ملعب أنفيلد. وستكون هذه المباراة فرصة ثمينة لليفربول لتعزيز الصدارة التي يحتلها برصيد 50 نقطة، ويعيش صحوة فنية قوية في الفترة الأخيرة تحت قيادة مدربه الهولندي أرني سلوت، حيث ضمن الفريق تأهله مباشرة لدور الـ16 في دوري أبطال أوروبا، بعد الفوز على ليل الفرنسي 2 – 1، محققاً فوزاً سابعاً على التوالي، كما حقق فوزاً ثميناً على برنتفورد بالنتيجة نفسها في الجولة الماضية بالدوري.
ويتسلح ليفربول بعدد كبير من الركائز، أبرزها نجمه محمد صلاح هداف الدوري الإنجليزي هذا الموسم برصيد 18 هدفاً، كما استعاد مهاجمه الأوروغوياني داروين نونيز توهجه بتسجيل هدفي الفريق في المباراة الماضية أمام برنتفورد، ليكمل القوة الضاربة الهجومية التي تضم أيضاً الكولومبي لويس دياز، والهولندي كودي جاكبو. وتبدو الفوارق الفنية كبيرة بين ليفربول وإبسويتش تاون الصاعد للدوري الممتاز هذا الموسم، والذي يقبع في المركز الثامن عشر برصيد 16 نقطة، بعدما اكتفى بـ3 انتصارات فقط على مدار الدور الأول، بينما تلقى 12 خسارة آخرها السقوط بنتيجة ثقيلة على ملعبه صفر – 6 أمام مانشستر سيتي في الجولة الماضية، بينما يبقى ليفربول الأكثر فوزاً (15 مرة) والأقل خسارة (مرة واحدة)، والأقوى هجوماً بتسجيله 50 هدفاً والأقوى دفاعاً باستقبال 20 هدفاً. ويطمع ليفربول في تحقيق فوزه السادس عشر في الدوري هذا الموسم، ليحافظ على فارق 6 نقاط يفصله عن ملاحقه آرسنال، الذي سيحل ضيفاً على ولفرهامبتون في مباراة أخرى، السبت. ويدخل آرسنال بقيادة مدربه الإسباني ميكيل أرتيتا مواجهة ولفرهامبتون منتشياً بالفوز على دينامو زغرب الكرواتي بنتيجة 3 – صفر، ليقترب بقوة من التأهل المباشر لدور الـ16 في دوري الأبطال. لكن أرتيتا يعاني من غيابات كثيرة في صفوف الفريق بسبب كثرة الإصابات.
كما تعرض لهزة فنية عنيفة بعد إصابة الجناح الإنجليزي الدولي بوكايو ساكا. ويتطلع آرسنال بقوة لتحقيق فوز ليواصل ملاحقة ليفربول على الصدارة، ويضع حداً لنزيف النقاط خلال الشهر الحالي، حيث فقد 4 نقاط بالتعادل مع برايتون 1 – 1، ثم أستون فيلا بنتيجة 2 – 2 في الجولة الماضية، وزادت أموره تعقيداً بالخروج مبكراً من كأس الاتحاد الإنجليزي بالخسارة أمام مانشستر يونايتد بركلات الترجيح.