أصدرت الإدارة الذاتية لمقاطعة الجزيرة بياناً إلى الرأي العام، بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشر لتأسيسها عام 2014، عاهدت فيه على الاستمرار في المقاومة والنضال على كافة الأصعدة وتطوير واقع الإدارة الذاتية.
وجاء في البيان مايلي:
“يصادف اليوم الحادي والعشرون من شهر كانون الثاني الذكرى السنوية الحادية عشرة لتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة، هذه الإدارة التي كانت الملاذ الآمن لمئات الآلاف من أبناء وبنات شعبنا من مختلف المكونات: الكرد، العرب، السريان، الآشوريين، الأرمن، الإيزيديين، والمسلمين والمسيحيين.
ففي الوقت الذي كانت فيه باقي مناطق سوريا تغرق في أزمة خانقة، كانت هذه المكونات تعمل يداً بيد في ثورة البناء والتحرير والتطوير، ثورة قادتها المرأة ومنحتها ألوان الربيع.
واليوم، وفي هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا بعد سقوط النظام الاستبدادي الذي أوصل البلاد إلى حافة الهاوية، يصبح مشروع الإدارة الذاتية بكل قيمه ومقوماته ونهجه الديمقراطي أملاً لباقي المناطق السورية، كما كان طريق الخلاص لشمال وشرق سوريا.
خلال أكثر من عقد من الزمن، أثبتت هذه الإدارة قدرتها على قيادة المرحلة، فكانت مشروعاً وطنياً بامتياز يمكن البناء عليه كخريطة طريق لسوريا الجديدة، وانتشال شعبها من الواقع الذي عاشه في ظل الفوضى والفراغ الناجم عن سياسات نظام أصرّ على التدمير حتى لحظاته الأخيرة.
وانطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية تجاه شعبنا السوري وبلدنا، نبدي استعدادنا – كوننا أول إدارة ذاتية تأسست على الأرض السورية في مقاطعة الجزيرة – لتقديم كامل إمكاناتنا للنهوض بالواقع السوري والوصول به إلى ما يستحقه الشعب من أمن وأمان، عدالة وسلام.
نحيي في هذا اليوم شهداءنا الذين قادوا بدمائهم مرحلة النضال والطموح لبناء وطن خالٍ من الإرهاب، تسوده العدالة والمساواة. كما نحيي شعوبنا المقاومة التي أثبتت خلال عقد من الزمن ثباتها وتمسكها بالأرض، مثبتين للعالم أجمع أنهم كانوا المثال المحتذى به في المقاومة والصمود.
نحيي أولئك الأبطال المقاومين على جبهات القتال في هذه الأثناء، مجسدين روح مقاومة الإرهاب في العالم بمدينة كوباني، مدينة الشهيدة آرين ميركان، حيث تشهد مدينة المقاومة في سد تشرين هجمات عنيفة وكبيرة تسعى من خلالها الدولة التركية وأدواتها لترسيخ احتلالها وتكرار ممارسات النظام البائد من خلال الاعتقال والقتل والتهجير، والتي كان من الأولى أن تتوقف وتزول بزوال النظام الذي شهدنا على جرائمه خلال نصف قرن عاشه الشعب السوري بكل ألم ومرارة.
وأخيراً، نعاهد شعبنا على الاستمرار في المقاومة والنضال على كافة الأصعدة، والعمل على تطوير واقع الإدارة الذاتية للوصول به إلى الحالة المثلى التي تخدم الشعب وتحقق طموحاته”.