أدانت هيئة البيئة في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، في بيان، الاثنين، هجمات الاحتلال التركي على محيط سد تشرين بالطائرات المسيرة والحربية، مطالبة الحركات البيئية والمنظمات ومؤسسات حقوق الإنسان التدخل وإيقاف هذه الهجمات، ودخول قوة دولية إلى السد لحمايته، محذرة من حدوث كارثة إنسانية.
التفاصيل في الرابط التالي:
وجاء في نص البيان:
“كما تعلمون، بعد انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، بدأت عملية جديدة، وهذه العملية كانت نتيجة 14 عاماً من مقاومة الشعب السوري، لقد مر الشعب السوري على مدى الأعوام الأربعة عشر الماضية بمحن ومتاعب كبيرة مصحوبة بألم ومعاناة كبيرين، من الهجرة القسرية إلى الوضع الاقتصادي المتدهور وأخيرًا الاحتلال من قبل الدولة التركية المحتلة.
مع انهيار نظام البعث، أصبح الشعب السوري أمام مفترق طرق، حيث تتضمن مسارات عديدة ومختلفة، وفي هذه المرحلة يستطيع الشعب السوري أن يبني سوريا الجديدة والديمقراطية معاً ويداً واحدة.
يمكن للقوى السياسية والأحزاب والمنظمات والحركات السياسية والاجتماعية أن تؤسس لدستور لائق يعكس تنوع الشعب السوري من خلال المناقشات والمفاوضات الداخلية، لكن الهجمات المتواصلة من قبل الدولة المحتلة والعصابات التابعة لها أدت إلى تفاقم الأزمة السورية، وهو لا يسمح للشعب السوري بالعيش بسلام، ولا يسمح لسوريا بتحديد دستورها ومستقبلها في أجواء حرة، لأن هذا الهجوم يزيد من انقسام المجتمع السوري الذي أصبح مدمراً بالفعل.
نحن كهيئة البيئة في شمال وشرق سوريا نُدين اعتداءات الدولة التركية المحتلة التي تقوم بمهاجمة سد تشرين بالطائرات المسيرة والطائرات الحربية.
ولحماية السد، قمنا نحن كشعب شمال وشرق سوريا بإرسال قوافل مدنية إلى السد مُنذ الثامن من كانون الثاني/يناير من الشهر الجاري، ونقوم بحمايته بشكل منفرد كدرع بشري، لكن الاحتلال التركي لم يتوقف، وقد هاجم المدنيين وأدى إلى استشهاد العشرات منهم، وهذا الهجوم لا يزال مستمراً.
إنَّ نداءنا موجه في المقام الأول إلى كل أبناء سوريا من أكراد وعرب وسريان وشركس وعلويين ودروز ومسلمين وإيزيديين للوقوف ضد المحتل، أوقفوا الهجمات على سد تشرين وارفعوا أصواتكم في المحافل الدولية، لأن تدمير السد سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
وفي الوقت نفسه، نداؤنا موجه إلى الحركات البيئية والمنظمات ومؤسسات حقوق الإنسان، إنَّ الخطر الذي يهدد السد يتزايد يوماً بعد يوم، وهذا الخطر من شأنه أن يؤدي إلى كوارث مختلفة، ولا تؤدي هذه الهجمات إلى الإضرار بطبيعة المنطقة فحسب، بل تعرض سكانها أيضًا لخطر الإبادة الجماعية، يومياً يقع العشرات من الشهداء ويتم تدمير البيئة بشكل يومي، لقد غادرت الطيور والسناجب أعشاشها بالفعل، ومن ثم فإن المخاطر التي قد تنشأ هي:
1- يعيش حول السد مئات القرى ومئات الآلاف من البشر، وانهيار السد سيؤدي إلى اختناق أعداد كبيرة من البشر وتدمير العديد من القرى.
2- سيجلب معه كارثة بيئية، ويدمر أعشاش ومساكن آلاف الأنواع من الكائنات الحية، وإخلال بالنظام البيئي في تلك المنطقة، نتيجة تدمير السد سيتم تدمير الغطاء النباتي الأخضر والكائنات الحية.
3- يوفر السد الكهرباء لمئات الآلاف من القرى والبلدات وإنَّ تدميره يدفع سوريا إلى وضع صعب ومرحلة مظلمة.
4- كما يعتبر السد جسراً يسهل حركة سكان المنطقة، ولهذا السبب فإن حالة الهجوم هذه تجعل الحياة صعبة.
ولذلك فإننا ندعو الشعب السوري والقوى والمنظمات الدولية التي دعوناها أعلاه إلى:
1- إيقاف هجمات الدولة التركية المحتلة وعصاباتها.
2- دخول قوة دولية إلى السد.
– [وندعو مرة أخرى القوى والمنظمات والحركات والأفراد الدولية والإنسانية والبيئية إلى إيصال صوتنا إلى الرأي العام لوقف هذه الهجمات].
نحيي مقاومة مقاتلي الحرية والديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، وتعازينا لشهداء الحرية ولعائلاتهم”.