يُعرف القولون العصبي بـ “متلازمة القولون المتهيج” وهو اضطراب شائع في الجهاز الهضمي، يؤثر بشكل رئيسي على الأمعاء الغليظة، وتحتاج متلازمة القولون المتهيج لعلاج طويل المدى، وهي حالة مرَضية مزمنة.
وأوضح الدكتور “حسين الحلو” اختصاصي بالأمراض الهضمية، خلال لقائه في برنامج “صحتك بالدنيا” أن أعراض القولون متفاوتة، مثل النفخة والألم الخفيف والذي يصل لمراحل شديدة، غازات، إسهال وإمساك، ويمكن أن يشيع بنمط واحد كالإمساك، أو يشيع بنمط آخر كالإسهال، وإزعاج مزمن، ويجب التأكد من المرض لوجود أعراض مشابهة.
ونوه الدكتور أن التشخيص لا يعتمد على الأعراض فقط، ولذلك يجب التأكد من وجود أمراض أخرى قد تتشابه مع تشنج القولون في نفس الأعراض.
وقال الدكتور إن هذه المتلازمة تأتي على شكل هجمات وهناك عوامل تثير على ظهور الأعراض وأشيعها الشِدّات النفسية والتوتر والقلق وبعض أنواع الأطعمة التي تهيّج القولون كالبقوليات، الحامض، الحاد، المخللات، البهارات، والمقالي، وكذلك القهوة، وتعود ظهورها أيضا إلى طبيعة الجسم لدى الأشخاص وتقبّلها للأطعمة، بالإضافة إلى نمط حياة الشخص.
وأضاف أن هذه المتلازمة تصيب النساء أكثر من الرجال ولاسيما الشابات من عمر 20 لـ 50، وتقل فرص الإصابة بين الأطفال والمسنين، لذلك يطلب الطبيب بعض الاختبارات والتحاليل ويقوم بالاستقصاء.
وبيّن الدكتور أن تشخيص الحالة تحتاج لإجراءات استثنائية أحيانا لنفي الأمراض الأخرى، وتعتمد على القصة السريرية، وتوجد مؤشرات لوجود أمراض عضوية مثل وجود دم مع البراز، الإمساك المزمن وعدد مرات حدوث الإسهال، وجود مخاط، نقص الوزن، إقياء، وجود أعراض أخرى غير النفخة، المغص الخفيف، هذه الأعراض تشير إلى مرض آخر غير تشنج القولون، منوها أن تشنج القولون لا يرافقه أبداً إقياء.
وقد يحدث أن يتنقل الألم من مكان لآخر وهذا يدل على الإصابة بتشنج القولون، أما إذا كان الألم في مكان ثابت فهو ليس “القولون العصبي”، ويجب البحث عن السبب.
وقد تتشابه بعض الأعراض وتتداخل، فمثلاً الألم الشرسوفي هو ألم في المعدة ناتج عن القرحة، أو التهاب بالمعدة، لذلك يجب أن يكون طبيب الهضمية دقيقاً في التشخيص وطرح الأسئلة، فالألم بالمعدة مع التعرق يختلف عن الألم في المعدة مع غثيان، أو إسهال، لذلك الألم لوحده لا يشخص إلا مع أعراض أخرى وفترة الألم، وأسباب زيادة الألم إذا كان ناجماً عن الأكل مثلاً أو دواء، أو عصبية.
ولا يجوز اللجوء لاستقصاءات مثل التنظير قبل إجراء التحاليل الأولية مثل الخضاب، أو التأكد من وجود الدم في البراز، وأحيانا تكون الإصابة غير هضمية، كوجود مشاكل قلبية حيث يعاني المريض من مشاكل في المعدة، ولا يظهر لديه ضيق التنفس أو ألم في الصدر مثلاً، ولا سيما مرضى داء السكر والمسنين، لذلك يجب عدم التهاون بالتشخيص أو بالتحاليل التي يطلبها الطبيب.
ولفت إلى أن تشنج القولون مرض شائع جداً، ومعظم الحالات التي تشتكي من الإصابة ليست تشنج القولون، وتكون إما نوبة رمل، أو بحصة بالمرارة، قرحة بالمعدة، كما أن الفتق الحجابي يصيب المريض بضيق التنفس والذي يشبه أعراض تشنج القولون، والتمييز بين المرضَين يحتاج إلى إصغاء للشكاية وتشخيص دقيق.
وأكد الدكتور أن 45% من أمراض تشنج القولون سببها عوامل نفسية مثل اضطراب القلق، الاكتئاب، القصة العائلية، أمراض عصبية، التوتر، كما أن الفتيات من عمر 20 لـ 30 تزيد احتمالية الإصابة لديهن، إضافة إلى العوامل الوراثية.
وقال الدكتور إن خطوات العلاج تبدأ أولاً من التأكد من الإصابة بتشنج القولون بعد التشخيص والتحاليل، وعدم الإصابة بأمراض أخرى مثل القرحة المعدية، أو الفتق الحجابي، وبعد التشخيص يُسمح بأخذ أي دواء يخفف من الأعراض، مثل مضادات التشنج، المُليْنات، محفزات حركة الأمعاء، مضادات الاكتئاب والقلق، لذلك العلاج يكون حسب الأعراض، مضيفاً أن ثلث الحالات تحتاج إلى علاج نفسي.
وقدم الدكتور “حسين الحلو” اختصاصي بالأمراض الهضمية، في ختام لقائه عدة توصيات، منها: إن مفتاح صحة الجهاز الهضمي هو عدم الشبع، الابتعاد عن الأكل غير الصحي مثل الأكل الجاهز، والحاد والذي يحتوي على الأصبغة، التأكد من الإصابة بتشنج القولون حيث أن 90% من المرضى الذين يشتكون من الإصابة بتشنج القولون يكون التشخيص خاطئاً.
إعداد: أحمد بافي آلان
أدناه رابط الحلقة كاملاً: