يُعرف التهاب الأذن الخارجية بأنه عدوى خطيرة في الأذن الخارجية تنتشر إلى عظم الجمجمة الذي يضم قناة الأذن والأذن الوسطى والأذن الداخلية (العظم الصدغي)، وتكون الالتهابات إما جرثومية أو فطرية.
وأوضحت الدكتورة “نرجس حصاف” اختصاصية بأمراض الأذن والأنف والحنجرة، خلال لقائها في برنامج صحتك بالدنيا، أن التهاب الأذن الخارجية الجرثومي غالباً ما يكون سببه إنتان خارجي، وإذا استخدم الشخص أداة حادة غير نظيفة قد تسبب “تخريش”، مما تساعد في انتقال سلالات معينة من الجراثيم، وتسمى بالتهاب الجلد في المجرى السمعي، ويكون الألم شديداً، لتأثيره على العصب السمعي، وبالتالي يؤدي إلى نقص في السمع.
وأضافت الدكتورة أن بعض الحالات عندما تراجع العيادة يكون الأذن شبه مسدودة نتيجة الوزمة، فيضطر الطبيب للجوء إلى إجراءات معينة للسماح بدخول الدواء إلى الداخل.
ويواجه المريض عند الإهمال صعوبات كثيرة منها صعوبة النوم، وقد يلجأ المريض أثناء الألم إلى التداوي الخاطئ كاستخدام زيت الزيتون، والثوم، وهذه الطرق تؤدي إلى إلحاق المريض الضرر بأذنه، حيث يصل إلى درجة الألم الشديد، ويتجه الطبيب إلى المعالجة بالأجهزة والمعالجة الوضعية مع تسكين الألم.
وأشارت الدكتورة إلى أن بعض المرضى يواجهون خطورة في بعض الحالات مثل المرضى المصابون بداء السكري، المسنين، والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، وقد تصل إلى درجة التهاب المجرى السمعي الخبيث، والتي تؤدي إلى التآكل والوصول إلى عظم الأذن، إلا أنها حالات نادرة جداً.
وقالت الدكتورة إن أسباب الإصابة بالتهابات الأذن متعددة، قد تكون بسبب استخدام أداة حادة وغير نظيفة مثل “المفتاح”، واستخدام سماعات غير نظيفة أو تكون لأحد المصابين، سواء كان مصاباً بالتهاب جرثومي أو سلالة فطرية، كما أن استخدامها لفترة طويلة تتسبب بالتهابات جرثومية وفطرية معاً، مضيفة أن الالتهابات الفطرية تكون انتهازية، وتصيب الشخص بعد إصابته بالتهابات جرثومية وخاصة بعد استخدام الصادات مما يؤهب للإصابة بالتهابات فطرية.
وأحيانا تكون هناك إصابة بالتهابات فطرية، وتشتد عندما يتهيأ الجو المناسب لها، كزيادة في رطوبة الأذن أو في الجو المغلق كاستخدام السماعات باستمرار، أو تكون هناك إصابة بالتهاب وعندما يستخدم الصادات تؤدي إلى الإصابة الفطرية.
وغالبا ما ترافق الحكة الإصابة الفطرية، ما لم يكن الشخص عنده حساسية مثل الأكزيما، وقد تحدث حكة بدون أي سبب، ثم يحدث انسداد، ويكون الألم في مراحل متأخرة.
وبينت الدكتورة أنه سواءً كان المصاب لديه التهاب جرثومي أو فطري فأنه يتم معرفة نوع الإصابة من خلال الشكل، وقد يضطر الطبيب لأخذ مسحة لإجراء اختبار تحسس لشخص معند لا يستجيب للعلاج، ووصف الدواء المناسب للسلالة الجرثومية المصاب بها. إلا أن 99% من التشخيص يكون عبر المعاينة في العيادة.
وإذا كان هناك تآكل في الجلد، قد يلجأ الطبيب لطلب تحاليل إضافية، أو استشارة طبيب مختص بأمراض الغدة، وضبط السكر إذا كان الشخص لديه إصابة بداء السكر.
ويكون العلاج للمصاب بالتهاب جرثومي عبر صادات جهازية ومعالجة موضعية، وتكون عن طريق قطرات ومراهم، وعندما يصل الألم إلى مرحلة شديدة فأنه يتم وضع الدواء داخل الأذن بحيث يصل إلى المنطقة المراد إيصالها، إضافة إلى تسكين الألم.
أما بالنسبة للالتهابات الفطرية، فإن المعالجة تتركز على نظافة الأذن بالدرجة الأولى لوصول الدواء إلى الأذن من الداخل، لذلك تكون فترة المعالجة أطول من الجرثومي، ويستمر العلاج حتى بعد انتهاء علامات الإصابة بأسبوع.
وقدمت الدكتورة “نرجس حصاف” اختصاصية بأمراض الأذن والأنف والجنجرة، في ختام لقائها عدة توصيات هامة، أهمها: إن الأذن لا تحتاج إلى عملية تنظيف لأنها تقوم بوظيفتها من تلقاء نفسها عبر إفراز مادة “الصملاخ”، ويجب الابتعاد عن التنظيف بأدوات حادة، لأنها قد تؤدي إلى رضوض داخل الأذن، وبالتالي يؤدي إلى الانتان والإصابة بالتهابات، كما أن استخدام أدوات معينة قد يؤدي إلى رطوبة الأذن والإصابة بالفطريات مثل استخدام السماعات بسبب الرطوبة نتيجة الانسداد المستمر، كما أنها تحتاج إلى التنظيف باستمرار، إضافة إلى أن استخدامها بشكل مستمر يؤدي إلى نقص في السمع.
إعداد: أحمد بافي آلان
أدناه رابط الحلقة كاملاً: